PART5🦋

0 0 0
                                    

وأنت.
لو سكب العُمر إبريقه بيننا.
ونسي كلٌّ منّا في الآخر موطئ قدمه
سأذكر -رغم التّعب- أنّ ما كان لِوجهٍ غير وجهك ؛ أن أعرف منه
: كيف لِقلبٍ ما أن يقع في الحُبّ، دون أن يجرح رُكبتَيه ".

>>>

منذ وقتها .
كان يخفق قلبه بشدة
بحيث انه ومن شدته ، يكاد يقسم ان كل المدينة ؛ لا بل الكوكب بأسره يستمع لهذا الوقع الغير منتظم .

هل للسعادة والبهجة جناحين؟!

كانت الكلمات تتدفّق من داخله
على غير العادة.
إنّها المرّة الأولى الّتي يجد فيها نفسه ممتلئًا بِما يمكنُ قوله ؛ بعد أن جفّت اللّغة وتجمّد الزّمن.

>>>

فجر اليوم الثاني

تعالت نغمة هاتفها معلنة عن إتصال " آصف" الذي لم يذق ملذة النوم منذ وصول رسالتها .

أجابت بمرح كعادتها : كنت تستنى الشمس تمرق طيب .

آصف: هو كويس الما جيت من وقتها .

بيلسان: جيت ؟! وين انت هسا ؟!
آصف : جنب السور ، راجيك تنزلي
بيلسان: لا طبعا الوقت ، وو
آصف" مقاطعا لحديثها " : تنزلي ولا اجيك ي بت .
بيلسان" بضجر" : هدا متزفتة جاية ، م بتخلي قلة أدبك دي اصلا .

ضحك آصف بصوته العالي ،  فكم اشتاق لحديثها الطفولي ولهذه الكلمات الغبية التي تتفوه بها .

>>>

بخطوات صامتة ، خرجت متجهة نحو السور ، تحمل كلا من هاتفها وقلبها بين يديها .

وها هو السيد آصف عديم الصبر بإبتسامته التي سينتشر من خلالها  فوج الفراش ، او بستان زهر ، ربما ذرات السكر الوردية والكثير الكثير من الحب .

ف الدِفءُ لا يَقتصر على ضُوء شَمسْ اعزائي .
‏ابتسامته أيضاً خيار آخر .

>>>

يراقبها بحب وهي تتجه نحوه ، بالكاد قد حسب خطواتها وهي تقترب ، وتقترب.

بيلسان: في داعي هسا حركات الحرامية د..

انقطع حديثها ، و أنفاسها أيضاً ؛
بجذبها نحوه .

لتوها قد وضعت رأسها في أكثر بقاع الأرض دفئاً و اتساعاً.

بسكينة تألفها جيداً ؛ منذ الصغر .
وهالة دفء لا يمتلكها احد غيره .
وأيادي باردة ، تخالها تفتقر من الحياة لولا الشعور المتناقض الذي ينبعث منها .

>>>

أيُلامُ مَن أبقاكِ بين ضلوعهِ وَ عليكِ مِن نجمُ السَماءِ يغارُ ؟"

>>>

وهاهو يختلس الخطوات ، بهاتفه الصامت ، يقوم بتأريخ هذا المشهد الذي جعل قلبه يتراقص فرحا .

"بِيلسان _  بقلم : هبة أحمد "Where stories live. Discover now