هدأت السماء، فبرزت نجومها بعمق، و لم يستطع أحدٌ تفسير ما حدث في ذلك اليوم الغامض المليء بالريبة، لم يستطع أحدٌ معرفةَ هوية رجل سيارة السلحفاة السوداء الثانية، ذاك الذي ارتكب جريمة القتل أمام ناظري (لمياء) و الغيوم المعتمة، مضى بسيارتهِ بعيداً دون إظهار نفسه....لم يستطع أحدٌ القبض عليه..لم يعثر رجال الشرطة على طرفِ خيطٍ حتى..لم يُعرف لمَ تعمد قتل الرجل بالتحديد، فاختفت القضية بين أغصان الشجر العتيقة ضامرةً نفسها بين ثنايا الفضاء الخارجي حيث نجومٌ و أشياءٌ لا نتمكن أن نراها من عندنا نحن البشر إذا ما نظرنا إلى...سماءنا العالية
لم يقدر أحدٌ أن يفسر تلك الأموال الداكنة، وذاك الصندوق ذو المجوهرات و الرسالة الورقية الباهتة ....كان يوماً حافلا بالغموض فقط وكانت (سارة) قد ما زالت تنظر إلى أعجوبة تحولها إلى امرأةٍ تجد ثروةً براقةً في بيتها.... حصلت هي و ابنتها على كل ذلك الثراء، و سارت الحكاية بين بيوت الجيران القديمة، لم تقبل (لمياء) بالنغماس كوالدتها في كل ذلك، قائلةً إنهم يمرون بأحداثَ و أشياءَ سوداء كلها غموضٌ لن يجعلها تسعد لرؤيتها المجوهات و الألماس، قالت لها إنهما لا تعلمان ما التالي من الكوارث المحتمة التي قد تصيبهم من جديد، لكن والدتها (سارة) أسكتتها فورا قائلةً إن من يُفترض أن تخافا منه كان رجلان اثنان هما والدها و من دهسهما بسيارته، قالت إنهما قد انتهيا من الوجود منذ وقت .. أخبرتها أنه بالتأكيد أحدهم قد أشفق على حالتهم التي يرثى لها، علم أن (جمانة) أصيبت و ترقد في المشفى ، ثم الأب قد مات بشكلٍ مفاجىء و بعدها حاولوا دهسهما و أيضا بغض الجيران منهم... علم الرجل المجهول كل ذلك فأراد تخفيف حزنهم عن طريق إعطاء الأموال الطائلة و صندوق المجوهرات ذو الرسالة أخبرهم عن طريقها بأنهم ستتغير حياتهم بعد أن يصيرو أغنياء سعداء بعيدين كل البعد عما يعكر نفسيتهم و و ...... هكذا كانت تفكر الأم.....هكذا كانت تشعر..
بذلك، كان منزلهم ذاك قد انتهى من الصراخ و نوبات الهلع، صار الجيران صامتين ساكتين لا يشتكون عليهم، لكن الأم و ابنتها أصرتا على ألا تكلمان أي جارٍ إلى الأبد ، قررتا البقاء غالب الوقت داخل المنزل للحصول على الراحة الكافية و الابتعاد عن الصخب الوحشي، أثناء قرارهما ذاك في إحدى الليالي كانت السحب تطرق أبواب منازل سكان هذه المدينة الصغيرة مستأذنةً إياهم على أن توقظهم على صدى صوتِ أمطارها غير المألوف
و بينا تقنع (لمياء) نفسها ألّا تهرب كأختها أو تتشاجر مع أمها التي تحولت من امرأةٍ كثيبةٍ تشتم بناتها و تضربهن أحيانا إلى ثريةٍ لن تهتم بعد الآن سوى لمظهر ثيابها و أثاث المنزل العشوائي؛ طُرق الباب وسط الأمطار القوية، فتحت (لمياء) الباب لتظهر لها سيدةٌ سمينةٌ في عمر السبعين من عمرها ، بلباسٍ أنيقٍ و حليها الذهبي و قبعتها الكبيرة المثيرة للإعجاب !
أنت تقرأ
لماذا تبكين ؟!
Romanceأكوامٌ .... من الدموع أكوامٌ .... من الصراخ في داخلِ قلبين اثنين دون إظهاره أكوامٌ .... من تعاسةٍ يُعتقدُ أنها سترافق الدرب الأسود و الأبيضَ حتى ثوانِ القبض على روحهما الدافئة أكوامٌ .... من سواد