تحررت إحداهما سريعا من شعور الموت، فأزالت بيديها يداه..يدا الموت بعينه، أزالت الخطر عنها، من خلال فتحِ عينيها بقوةٍ كبيرةٍ هادئةٍ في الوقت نفسه !
وعلى الفور، نهضت بقوةٍ مُقشعرّةٍ للأنفس ! نهضت وما زالت تحتفظ بملامح التماثيل...بالعينان الواسعتان..بإطباق الشفتين بشدة...نهضت مثلما يُنهِضُ أحدُهم ميتاً يابساً منذ عشرات الساعات الذائبة....نهضت في مشهدٍ لا يُوصف لشدةِ ذهوله !
"""" لماذا تبكين ؟! """"
لم تستطع (لمياء) فعل شيء....لم تستطع القفز من الأرض والطيران قليلا باتجاهها...باتجاه عيناها اللتان كالسماء...
لم تستطع الحراك ...كانت قد وهنت بالفعل...كما لو أنها خاضت معركةً أسطورية بالسيوف والرماح والدماء...لم تقدر أن تنهض وتصرخ من سرورها الحائر...لم تستطع سوى التحديق ومحاولتها استيعاب ما تراه.......ولكن !
فراشةٌ قد ظهرت في الغرفة ! طارت فانثابت عليها وذكرتها بما رأته منذ لحظاتٍ من ذلك الحلم المشرق....
وعلى الفور، نهضت بقوةٍ مُقشعرّةٍ للأنفس ! نهضت وما زالت تحتفظ بملامح الأمل... بالعينان الواسعتان..بانفتاح الشفتين بشدة...نهضت مثلما تُنهِضُ الشمسُ صباحَها وسماءَها للبدء من جديدٍ في صدور الحياةِ الحقيقية ....نهضت في مشهدٍ لا يُوصف لشدةِ ذهوله !
ولكن
انفجرت القنبلة أخيرا ! تلك التي كانت عند إحدى الزوايا البعيدة، فبدأت الألسنة بالتسلق حول الجدران..الزجاج...كل التفاصيل...
سقطت الاثنتان لشدة تأثير الانفجار، سقطت قبل أن تعانقها (لمياء)، وذهبت تلك الفراشة الصغيرة مع كل هذا الضجيج، فتحول جناحاها اللطيفان إلى الأسود بعدما كان شديد ...البياض..
أنت تقرأ
لماذا تبكين ؟!
Romanceأكوامٌ .... من الدموع أكوامٌ .... من الصراخ في داخلِ قلبين اثنين دون إظهاره أكوامٌ .... من تعاسةٍ يُعتقدُ أنها سترافق الدرب الأسود و الأبيضَ حتى ثوانِ القبض على روحهما الدافئة أكوامٌ .... من سواد