رهان

1.3K 68 114
                                    

شكرًا لصبركم. ❤️
اللهم صلِ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

__________________________


أصبح التنفس ثقيلًا وكأن كل جرعة هواء تدخل بصعوبة إلى الرئتين، والخوف الذي كان يسري في عروقها،
قد تجمّد فيها رفقة دمائها، بدأت السيدة تتعثر بكلماتها من شدة الرعب، و ازدادت رجفة جسدها بشكل واضح. كانت تبدو وكأنها تحاول التحدث ولكن الكلمات تعجز عن مغادرة فمها المتشابك بالخوف، وعيونها المذعورة تتبع حركة ذهبيتيّ جيكي.

خلفها، بدأت إحدى الفتيات بالبكاء بصوت عالي، ليتداخل صوتها مع صراخ الأخريات اللواتي أظهرن علامات الذعر على وجوههن المرعوبة. بينما كانت النساء الأربع يحاولن بشكل مستميت العثور على كلمات للرد على أسئلة جيكي، كان الخوف يزداد تأصلًا في قلوبهن.

من جانبها، كانت فايا تشاهد الوضع بصمت، من تعبير النساء الأربع على وجوههن، أدركت أنهن لن يتمكن من الإجابة على استفسارات جيكي. بصوت آمر وصارم، قالت لهن. «غادرن المكان!» وأشارت برأسها للسيدة أوديليا التي نظرت لها بعيون مفزوعة عاجزة.

اندهش جيكي من تصرفها، لكنه لم يُظهر ذلك على وجهه، حيث ظلت تعابير الغضب مرسومة على وجهه. السيدة أوديليا، من شدة الخوف، لم تكن قادرة على الحراك، بدت وكأن جسدها قد تصلب، فـحاولت الفتيات الثلاث سحبها، وخرجن بها من المكتب بعيدًا عن جيكي والوضع المرعب الذي كانوا يعيشونه.

بعد إغلاق الباب خلفهن، التفت جيكي إلى فايا بتعبير جاد، وسألها بصوت هادئ يحمل الكثير من الفضول. «لماذا أمرتي بمغادرتهن؟!»

أصدرت فايا تنهيدة خفيفة، وأجابت بهدوء وحكمة، مذكّرةً جيكي بعواقب استمراره في الضغط النفسي الذي كان يمارسه على القابلة ومساعداتها. «هناك نساء حوامل، تاريخ ولادتهن اليوم وغدًا! إذا استمريتَ بالصراخ عليهن سيفقدن الوعي، والضرر سيصبح أكبر!»

تنهد جيكي بانزعاج، حيث عرف في داخله أن فايا كانت على حق، وأن سلوكه العدواني فيما سبق كان سـ يتسبب في ضرر أكبر. بعد لحظة من التفكير، أجاب بصوت هامس. «فهمت!»

عندما رأت فايا كيف أن جيكي يغطي وجهه بكف يده، يحاول ضبط غضبه وإيجاد حل لمَ يحدث، تحدثت مجددًا بصوت هادئ مهذب، تحاول إعطاء حل يخفف غضب القائد ويسمح له بمعرفة ما كان يجري من خلف ظهره، ويكون في نفس الوقت مريح للنساء الأربع. «اسمح لي باستجوابهن، سيكون الأمر أكثر راحة لهن!»

بعد لحظات من التفكير، أومأ جيكي برأسه بتأييد، معبرًا عن ثقته في قرار فايا، وعندما غادرت الأخيرة المكتب بعد ذلك مع مالوري، بقي جيكي مع مستشاريه، متأملاً فيما حدث وسط جو من التوتر.

بينما كان الهدوء يخيّم في الجو الثقيل للمكتب، بقي جيكي صامتًا، وهو يستند بيديه على سطح المكتب، يحاول تصفية ذهنه وترتيب أفكاره لاتخاذ القرار المناسب في ظل الظروف الراهنة. كانت تلك اللحظات من التأمل تعكس الجانب العميق والمتعقل في شخصية جيكي، الجانب الذي لا يظهر إلا نادرًا لكونه سريع الانفعال!

الكمد | JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن