علاقة سامة

1.2K 69 137
                                    

شكرًا لصبركم. ❤️

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.

________________________________

بعد دقائق صعبة مرت، دخلت صوفيا للغرفة وركعت بجانب نيفيلي لفحصها، أما فايا التي استشعرت وجود آخر شخص توقعت حضوره إلى هنا، رفعت رأسها نحو باب الغرفة، لتجده واقفًا هناك... يشاهد بصمت.

التفتت صوفيا لحقيبتها السوداء التي رمتها بجانبها، فتحتها على عجل وأخرجت منها إبرة وزجاجة فيها سائل، وحقنتها في وريد نيفيلي على وجه السرعة. كانت لحظات ثقيلة إلى أن بدأ جسد الفتاة يهدأ تدريجيًا، وعيناها تثقلان مع تلاشي الألم ببطء، إلى أن وجدت الراحة مع فقدانها للوعي!

بعد الركض إلى هنا بأقصى سرعة لديها، والتصرف بسرعة لتهدئة الفتاة، استطاعت صوفيا أخيرًا التقاط أنفاسها، وإغلاق عينيها للحظة لاستجماع افكارها الفوضوية... «يجب أخذها للعيادة، وفحصها هناك!» أردفت السمراء، موجهةً حديثها للقائد الذي لا يزال مكانه، مستند بكتفه على ذراع الباب.

ناظر الغرابي عينا صوفيا البُنية ببرود، ثم أنزل عينيه للتحديق بالفتاة الفاقدة للوعي. بدا جونغكوك مع ذاك البرود غير مكترث بما مرت به نيفيلي، أو ما مدى الألم الذي كانت تشعر به. «أفحصيها هنا دون معالجتها، وإذا لم تنجو... أرموها في حفرة ضيقة في المقبرة.»

كان ذلك كل ما قاله جونغكوك قبل أن يستدير للخروج من هناك... ابتسمت فايا بخبث وهي تتأمل ملامح نيفيلي النائمة، إن لم يتم علاجها، ستستمر بالشعور بالألم لوقت أطول، وهذا ما يجعل اللونا سعيدة داخليًا!

حتى لا يلاحظ أحد، استبدلت اللونا تلك الابتسامة بملامح جدية، رفعت رأسها نحو روفان الذي كان يحدق بالفتاة المذعورة، ثم نظرت لصوفيا التي تتأمل نيفيلي بشرود، عالقة في تفكيرها حول ترك الفتاة تعاني... كما أمرها القائد.

«سيد روفان، خذوها إلى غرفة أخرى!» أمرت فايا بلهجة حادة، ثم نزعت ردائها ليظهر جسدها النحيل مع ملابسها غير المألوفة، أمام مرأى قائد السجانين وبعض الحراس المتواجدين. قامت اللونا بطيّ الرداء لجعله كوسادة، و وضعته تحت رأس نيفيلي الذي كان فوق ساقها.

ثم نهضت وبدأت بنفض الغبار عن بنطالها و الوشاح الملفوف حول خصرها. دون الإهتمام بالنظرات المندهشة لها، خرجت فايا من الغرفة، وقفت أمام جونغكوك الذي كان يستند بظهره على الجدار على بعد خطوات عديدة من غرفة الفتاتين، وقالت بابتسامة صغيرة.

«أنت قاسٍ جدًا أيها الرجل الصغير!»

بالرغم من أنها سخرت منه، إلا أن ما كان يستولي على تفكيره هو خصرها الصغير الظاهر لنزعها ردائها، عظام ترقوتها الواضحة وذراعاها الطويلتان لقصر أكمام قميصها... امتعضت ملامح الغرابي دون أن يشعر، وبدأت فيرموناته بالخروج واجتياح الممر المليئ بالغرف ذات الأبواب المغلقة.

الكمد | JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن