في هذه الحياة.. الجميع يتحمل مسؤولية أفعاله و أفعال غيره.. هكذا فقط.. لأننا البشر ولدنا لتحمل المسؤوليات... و لكن من جانب آخر.. إن لم نقم بهذا من سيتحملها غيرنا...
في قانون الحياة.. لكل إنسان له مشكلة خاصة يتحمل مسؤوليتها.. سواء أ كانت كبيرة أو صغيرة..
لكن هذا لا يعني أنه لا توجد حلول.. فكما يقول المثل لكل مشكلة حل.. عدا الموت.. الذي ليس له حل مطلقا سوى بيد خالقه...
.
.
.
.
بعد الأحداث الأخيرة حدد إيروين سميث أعضاء القوة العسكرية الجديدة لأجل المهمة القادمة..
و قد بذل أبطالنا جهدهم في التدريب لأجلها.. لأجل هزيمة العمالقة.. و لكي لايخيبو ظن زملائهم و قادتهم.. كان كل شيئ على مايرام.. لكن حين حل ذات اليوم.. كان بمثابة أرعب و أسوء أول مهمة لجنود الفرقة الإستطلاعية 144..
.
.
.
.
.
"أين هي؟!!!!! لما ليست معكم!!!؟"
.
سأل إيرين برهبة و هو ينظر لأعضاء فرقته و لأرمين. بينما بقي الجميع صامتا و مصدوما ليصرخ عليهم من شدة الغضب
.
"أين هي!!!!! و اللعنة لما لا تجيبونني!!!!"
.
"إيرين..."
.
قالت بيترا المصابة بضعف و هي على ظهر ليفاي بينما تمد يدها قائلة قبل أن يغمى عليها
.
"أنا آسفة..."
.
"بيترا!!"
.
قال ليفاي برهبة و هو يتفحص بيترا المغمى عليها بينما تقدم كوني قائلا بحزن شديد
.
"إيرين.... سامحنا..."
.
"م_ماذا؟؟"
.
سأل إيرين و على وجهه ملامح الرهبة لتردف ساشا بنبرة باكية بينما جان الجالس على الأرض يغلق آذانه
.
"لقد كانت العمالقة... على الوشك أن تأتي و تدفعنا من الجبل!! لكنها ضحت بنفسها من أجلنا..."
.
نظر إيرين إلى الجميع واحدا واحدا بصدمة بينما هيستوريا قد وضعت يديها على فمها و الدموع تنهمر من عينيها ليقول ايرين بغضب محاولا عدم تصديق الجميع
.
"الللعنة كفوووا عن الكذب و أخبروني أين هي ميكاااسااا!!!!!"
.
وقف جان بإنفعال ليقول بنبرة باكية
.
"لقد فقدنا ميكااسا!!!
ضحت بنفسها لتنقذنا و.و قد العملاق .. قد...
قد إلتهمتها!!!!!!"
.
قال ذو الشعر القمحي هذا و هو منهار ليقع الخبر كالصاعقة على مسامع إيرين بينما أرمين يبكي بحرقة و يهز إيرين رأسه بنفي قائلا
.
"كلا.. أنت تكذب... ميكاسا لا تموت!! لاشك أنها في مكان ما هنا!!!
ميكاسا!!! ميكاسا أين أنت!!!! هذه ليست مزحة!!!"
.
بدأ إيرين بمناداة ميكاسا و هو ينظر لكل الإتجاهات لكن لا يوجد رد.. لتتقدم ساشا منه و تسلمه شيئا
.
"خذ يا إيرين... هذا آخر ما تبقى منها.. لقد اوقعه عندما كانت تقاتل..و....يدها..."
.
إنهارت ساشا باكية و هي تسلم لإيرين الوشاح الملفوف.. وحين نظر إيرين إلى ما سلمته له ساشا كان ذلك هو الوشاح القرميزي الذي كانت ترتديه ميكاسا عادة.. رمز الحب و الرابطة التي تجمع بين ذات الشعر الفحمي و ذو العيون الزمردية.و حين فتح الوشاح الملفوف كشف عن يد بشرية مقطوعة و عليها أحد الأساور .. ليأخذها إيرين ببطئ و يلتمسها ثم يضمها إلى صدره و على وجهه ملامح حزينة.. مرتعبة... رهبة.. غضب.. كل شيئ..
ثم سقط على ركبته ليضم الوشاح و اليد أكثر و هو يضحك بسخرية و هيستيرية ليتفاجأ الحميع من ردة فعله.. و بعد مدة من هذا.. تحول هذا الضحك الى بكاء هيستيري مع شهقات يكاد صاحبها ان يختنق بسببها ليقول ايرين صارخا بصوت مرتفع
.
"لماااااااا!!!!!!
لما يحدث لي هذا!!!! لما!!! ما اللعنة التي فعلتها حتى أستحق هذا!!!!!
لما.... تركتني ميكاسا... لما إفترقنا مجددا لما!!!
مالذي فعلته!!!! لما رحلتي عني... دون أن تودعيني!!!
لمااااا!!
أنا...
لا أستطيع العيش من دونك! لما تركتني!
من الذي سيجعلني أستمر غيرك!!"
.
إقتربت ساشا منه لتقول بغصة
.
"إيرين..."
.
"تبا... لماذا؟؟"
.
قال إيرين هذا و هو يبكي بحرقة شديدة و هو يضم الوشاح القرميزي لصدره بينما الجميع حالهم لايختلف عن حاله.. لكن هو الأسوء بينهم.. و بعد لحظات وقف ليصرخ بصوته العالي
.
"لما!!! لما هكذا!!!! دائما يحدث لي!!!
لما رحلتي عني!!! لما افترقنا مجددا!!!
لما!!!!
أين أنت يا ميكاااااااااسااااااااا؟؟؟؟!"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
الفصل الثامن عشر:
خارج الأسوار.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قبل أسبوع من المهمة:
بعد إعلان إيروين و كيث شاديس للنتائج.. كان الجميع متحمسين للمهمة و منهم من بدأ بالإستعداد أصلا!!
.
في ذلك المنزل المتواضع الموجود بالثكنة كان إيرين و أرمين و غريشا و ميكاسا على طاولة العشاء يتبادلون أطراف الحديث حول المهمة الأولى و قد كان إيرين متحمسا للغاية
.
"سوف أمزقهم واحدا واحدا و حينئذ ننتهي منهم في غضون سنة!!! سيكون هذا سهلا جدا!!"
.
"أتمنى فقط ألا يأكلوك بالنهاية!!"
.
قال أرمين بسخرية ليقول إيرين بعبوس
.
"لا تقلق بشأن هذا!! أنت من يجب يقلق على نفسه
يا أرمين.."
.
قال الجملة الاخيرة بسخرية لينظر إليه أرمين ببرود و يردف بثقة
.
"لا تقلق علي عزيزي.. سوف أبيد العمالقة جميعا!"
.
حين أردف الأشقر بهذا. نظر إليه الجميع بصدمة و لا سيما إيرين و ميكاسا لتردف ذات الشعر الفحمي
.
"أتقول بأنك ستقتل العمالقة؟؟"
.
"و تبيدهم؟"
.
أكمل إيرين ما قالته ميكاسا ليرمش الاثنان في آن واحد بينما ارمين يكمل طعامه بلا مبالاة ثم يردف غريشا بصدمة
.
"ألم تكن تنوي الانضمام إلى فرقة التخطيط الجغرافي؟"
.
"كلا غيرت رأيي.. القتال أفضل.."
.
أردف أرمين و هو يكمل طعامه ليحدق به ايرين و ميكاسا بصدمة و ينظران إلى بعضهما.. و بعد لحظات تقدما إليه لتردف ميكاسا
.
"أرمين.. هل أنت مريض؟ هل أصبت بالحمى؟"
.
"هل أكلت شيئا فاسدا؟"
.
اردف ايرين لآخر لتكمل ميكاسا
.
"هل أصبت بضربة شمس؟"
.
"هل أثر تدريب الصباح هذا عليك!!"
.
"لعله أكل شيئا ما و أثر عليه!!"
.
"أو ربما يواعد إحداهن و هو يريد أن يكون قويا ليحميها.."
.
قالت كارلا و هي تنظر بتكلف لأرمين ليختنق الأشقر و تمرر ميكاسا له كأس ماء ليقول بعدها بإنفعال و حرج شديد
.
"مستحييل ه_هذا غير صحيح!!"
.
ثم نظر ايرين و ميكاسا إلى بعضهما مجددا ليقولا في آن واحد بنبرة يتخللها العبوس
.
"لديك حبيبة و لم تخبرنا؟"
.
"مهلا.. هذا ليس.."
.
لم يكمل الأشقر كلامه لتقول ميكاسا
.
"أيعقل انها مينا؟"
.
"أو جوليكا؟ فقد بدت معجبة به.."
.
"ماذا لو كانت كريستا؟"
.
"مستحيل أن تكون هيس.. أعني كريستا!!"
.
حين قال إيرين هذا نظرت إليه ميكاسا و هي تضييق عينيها لتقول بشك له
.
"و لما مستحيل يا إيرين.. هاه؟
.
" لأن يومير لن تسمح بهذا؟ "
.
قال إيرين هذا كأي شخص عادي لتقف ميكاسا و ترمي شوكة الطعام لتتجاوز إيرين و غريشا لتلتصق بالحائط و ينظر الجميع إليها بتوتر بينما كارلا تمسك ضحكها.. و ميكاسا تحيط بها هالة سوداء و على وجهها ملامح مرعبة لتقول لإيرين برعب
.
"لن تسمح يومير بهذا؟
أو لن تسمح أنت بهذا هاه؟ هيا أجبني"
.
"م_ماذا... ماذا تقولين ميكاسا؟؟"
.
أردف ذو عيون الزمرد و هو ينظر إليها بقليل من الخوف و التوتر ليقف غريشا و يذهب عن زوجته التي تجلي الصحون لتقول كارلا له
.
"اوه عزيزي هل ستساعدني؟"
.
"سأفعل هذا كي لا أفقد رأسي بشوكة طعام!"
.
ضحكت كارلا على تعليق غريشا لتقول له بهمس
.
"هل لاحظت عزيزي أن ميكاسا قد فعلت نمط الزوجة الغيورة.. كم هذا يعجبني..!!"
.
"همم نعم.. إبني المسكين قد وقع بورطة.. أحيانا أحمد ربي أنني حصلت على زوجة ليست غيورة.."
.
أردف غريشا بتوتر لتقول له كارلا بعبوس
.
"و من أخبرك أنني لست غيورة؟"
.
"هاه؟"
.
"عندما أجد.. النساء ينظرون إليك.. أصاب بجنون شديد.. لكنني لا أظهر ذلك لأنني اقوم بتصيفيتهم بطريقتي الخاصة.. لذا لا أحب إزعاجك.. لكن إن أردت ان اظهر لك هذا الجانب.. ف_فلا بأس"
.
قالت كارلا هذا و هي تحمر خجلا ليبتسم غريشا و يقول بقليل من السخرية
.
"أكل هذا.. و أنا لا أعلم؟"
.
"أصمت!! أنت لا تعرفني كيف أفكر..
علاوة على ذلك لا يمكنني تخيل أن حبيبي كان أو سيكون مع إمرأة أخرى.."
.
قالت هذا و هي محمرة أكثر لينزل غريشا رأسه و يقول بتعلثم و نبرة تتخللها الحسرة و الحزن
.
"ط_طبعا.."
.
"إن حاولت إحداهن فقط النظر إليك فسوف أقتلها.."
.
صمت غريشا قليلا لبعض الوقت بينما كارلا تكمل جلي الصحون ليقول بعدها فجأة
.
"كارلا... ماذا لو... كنت مع إمرأة قبلك..و مثلا إفترقنا بسبب بعض الظروف.. مالذي س_ستفعلينه بشأن هذا؟"
.
"أوه... هذا...
سيشعرني بقليل من الحزن.. و ربما سأشعر أنني قمت بسرقتك منها.. ربما.. لا أعلم يعتمد الامر على الموقف. و انا لم اجربه.. لذا لا أعلم... لأنك لم تفعل هذا لان هذا مجرد إفتراض صحيح؟"
.
قالت كارلا بإبتسامة ليخفض غريشا رأسه قائلا
.
"ص_صحيح.."
.
"أنا أثق بك حبيبي . .."
.
قالت ذات العيون العسلية بإبتسامة ليبادلها غريشا و هو يقرص وجنتها بخفة و عندما كان على الوشك الاقتراب منها قالت هي بقليل من العصبية
.
"هيي الأولاد هنا!"
.
ثم نظر غريشا إليهم ليجد ارمين يحدق بملل في ميكاسا و إيرين اللذان يتشاجران لتقول ميكاسا
.
"إعترف يا إيرين بأنك تحب كريستا!!!"
.
"مستحيل!! لن اعترف لأن هذا غير صحيح أبداا!!"
.
"قل فقط بأنك لا تحبها و ينتهي الأمر!!"
.
أردف آرمين بملل ليقول إيرين بتكلف
.
"و إن فعلت ماذا سيحدث!"
.
نظرت ميكاسا إليه بصدمة لبعض الوقت لتقف و تغادر طاولة العشاء لتجلس عند الزاوية معانقة قدميها مديرة وجهها نحو الحائط بينما تراودها تخيلات بشأن هذا.. و يقول إيرين بتوتر
.
"مهلا.. ميكاسا.. أنا.. كنت أمزح.."
.
"إفعل ما تشاء.. لا يهمني.."
.
اردفت بعبوس بينما هي تشعر بقليل من الغصة في حلقها.. بينما كارلا و غريشا ينظران إلى إيرين بعتاب و كأنها نظرة تقول.. أيها الأحمق إفعل شيئا بشأن هذا.. ليتنهد إيرين و يقترب منها قائلا
.
"أنا آسف ميكاسا.."
.
"لا تعتذر.. لا بأس.. أنا متعبة سأذهب لغرفتي لأنام.."
.
ثم وقفت بسرعة لتصعد إلى الأعلى وتذهب لغرفتها بينما إيرين يحدق بالدرج الذي ذهبت منه ليتنهد ببطئ ثم جاءت كارلا إلى إيرين لتقوم بشد أذنه و هو يتأهوه بتذمر
.
"ااه أمي هذا مؤلم!!"
.
"أيها الولد العاق لا تتكلم معي بهذه النبرة!! و أيضا لما قلت لميكاسا ذلك!!"
.
"لقد كنت أمزح فقط!!"
.
"حتى لو كان هذا مزاحا.. ليس من اللائق ان تفعل هذا! عليك أن تعتذر لها بشكل صحيح!!"
.
"حسنا.. سأفعل.."
.
"جيد.."
.
ثم بعد دقائق نظرت كارلا لغريشا بتكلف ليتوتر هو و تقول
.
"إذا.. تصبحون على خير يا أولاد.. أنا و غريشا لدينا عمل مهم لنقوم به.."
.
"هاه و ما هذا العمل؟"
.
سأل إيرين رافعا حاجبه لتقهقه كارلا و تعاود النظر لغريشا بتكلف
.
"عمل سيجني فائدة لعائلتنا الصغيرة.."
.
"لا تقولي لي يا أمي انكمل ستذهبان للعمل في البستان مجددا..لأنكما لن تجنيا كثيرا من المال.."
.
"قد لا نجني كثيرا من المال لكننا سنحافظ على إستمرارية النسل.. من اجل البشرية.."
.
قالت هذا و هي تنظر بتكلف لغريشا الذي يهز رأسه بخوف و نفي. بينما أيرين ينظر إليها و المسكين لم يفهم شيئ ليقول
.
"لن تعملا في الحقل.. إذن.. ستقومان بتوليد النساء إذا.. حظا موفقا!"
.
"ناااه أجل.."
.
ثم أمسكت بذراع غريشا لتسحبه معها و هي تبتسم بشر و غربشا يصرخ
.
"لااا إيرين أنقذني!!"
.
"تعال إلى هنا عزيزي علينا أن نتجهز و نذهب إلى العمل!!!"
.
"لا أرييد!!"
.
لكن لا حياة لمن تنادي لأنها قد سحبته بالفعل و صعدت إلى الأعلى
.
(الله يرحمو كان إنسان منيح 😂😭)
.
ثم هز ايرين كتفيه ليذهب و يجلس برفقة أرمين الذي بدأ لتوه يطالع كتابا و حين لاحظ إيرين أغلق الكتاب و قال بعبوس
.
" إيرين... لما تستخف بحب ميكاسا لك هكذا..؟ "
.
"م_ماذا؟"
.
نظر ايرين الى أرمين ليكمل الأشقر
.
"المسكينة تعتقد الآن بأنك تحب كريستا.. مالذي ستفعله بشأن هذا؟؟ و لما لا تعترف لها و حسب.."
.
إحمر إيرين حين قال أرمين له هذا ليقول بقليل من الإنفعال
.
"أنا لا أستهزء بها... أنا فعلا أحبها!!"
.
"إن كنت تحبها حقا أخبرها.. بمشاعرك تجاهها.. ماذا تنتظر؟"
.
"أنا... لا أستطيع.. أنا.. فقط.. متوتر.. كما اننا نحن مجندون... حين تنتهي هذه الفترة.. سوف اخبرها بمشاعري.. تجاهها و أتمنى أن تقبلني..."
.
"سوف تقبلك لأنها تحبك.."
.
قال أرمين بإبتسامة ليحمر إيرين و يقول
.
"لكن... ماذا لو لم تكن تحبني.. كما أفعل؟"
.
صفع أرمين جبينه ليقول بملل
.
"أيها الغبي الأمر واضح وضوح الشمس!!
و أكبر دليل على كلامي هو ما حدث قبل قليل.. هل أنت غبي حقا؟"
.
"هل.. حقا هي تفعل؟"
.
قال إيرين بإبتسامة بلهاء ليقهقه أرمين بسخرية على صديقه و يقول
.
"هي تفعل... إن ميكاسا تحبك جدا.. و عليك أن لن تضيع الفرصة.. أخبرها بمشاعرك.. و إلا سوف تفقدها.. و قد تتعلق برجل آخر.."
.
"مستحييل... لن أستطيع تخيل أن تكون ميكاسا مع رجل آخر.. أريدها أن تفكر فيني أنا وحدي لبقية حياتي.. إلى الأبد.. لا يمكنني تحمل ذلك...
مجددا..."
.
قال إيرين هذا بإبتسامة حزينة ليتذكر أرمين ذاك الموقف حين استدعاه إيرين للمسارات و بدأ يبكي بهستيرية لمجرد انه تخيل ان ميكاسا ستنساه.. ثم قهقه تلقائيا و قال بإبتسامة لطيفة
.
"أنت غيور جدا إيرين..
أتعلم شيئا.. عيد ميلاد ميكاسا بعد خمسة أيام.. إن كنت تتذكر.."
.
"اه اجل عيد ميلاد ميكاسا.."
.
قال ايرين بنبرة عادية ليستوعب لاحقا و يردف بإنفعال
.
"عيد ميلاد ميكاسا بعد خمسة أيااام؟؟؟
لقد نسييت!! اللعنة!!"
.
"ههششش أخفض صوتك سوف تسمعك!!"
.
"أنا لم أفكر أبدا مالذي سأحضره لها هذا العام.. تبا..هل لديك أية أفكار آرمين؟"
.
"همم حسنا لا أدري بشأن ما تحبه الفتيات تحديدا.. لكن أحظر لها شيئا نسائيا.. كعقد أو سوار.. او شيئ من هذا القبيل.."
.
"و أنت مالذي ستحضره لها أرمين؟"
.
"لا أعلم.. سأطلب مساعدة آني في هذا.."
.
قال آرمين بلا مبالاة لينظر إليه إيرين و يقول
.
"هاه عرفت إذا من هي.. إنها ذات الأنف المعكوف العابسة آني.."
.
"هيي إلتزم حدودك و لا تناديها هكذا!!"
.
قال ارمين بإفعال ليضحك إيرين و يقول
.
"كنت أختبرك ما خطبك..
الآن تأكدت بأنكما حبيبان...
لكن لما لم تخبرني بهذا؟"
.
قال إيرين الجملة الاخيرة بعبوس ليحمر أرمين و يقول
.
"آسف.."
.
"منذ متى و أنتما معا؟"
.
"منذ عام ونصف.."
.
"ماااااااااذااااااا؟؟؟
أيها المعتوه و لم تخبرني..؟؟"
.
"آسف إيرين خلت أنك ستسخر مني.."
.
"هذا ليس عذرا آرميين!"
.
قال إيرين بتذمر ليعتذر آرمين منه مجددا. و بعد لحظات اردف صاحب الشعر الكستنائي
.
"إذن مالذي سنفعله بشأن عيد ميلاد ميكاسا؟"
.
"لا تقلق.. سنحضر كل شيئ.."
.
.
.
.
ثم بدأ أرمين و ايرين يخططان لحفلة عيد ميلاد ميكاسا التي سيقيمونها .. و في اليوم التالي قاموا بإخبار الجميع عن ذلك و عن المفاجأة التي سيحضرونها لها.. و بالفعل قد بدأو التحضير.. بينما ميكاسا كانت تتدرب مع ليفاي وهانجي.. ثم ذهب ايرين برفقة أرمين و آني لإقتناء هدية مناسبة لها. و بالفعل وجد إيرين شيئا يناسبها.. و ظل الجميع يحضر حتى أتى اليوم الموعود.. الذي سيفاجأونه فيها..
في ذلك اليوم كان جميع الجنود يتدربون في الساحة إستعدادا للمهمة التي سيذهبون لها بعد يومين.. و قد لاحظت ميكاسا أن الجميع يتجاهلها اليوم. دون أن تدري السبب.. لتسأل إيرين الذي كان يقوم بتمارين الضغط
.
"إيريه.. ألا تلاحظ أن الجميع غريب اليوم؟"
.
"لا أحد غريب أنت تتوهمين فقط.."
.
أجابها إيرين ببرود لتنظر إليه قليلا ثم تكمل تدريبها و حين لاحظت ساشا قالت لها
.
"مرحبا ساشا.. هل أنهيتي تمرينك بهذه السرعة؟"
.
"آه أجل نعم!!"
.
احابت ساشا بتوتر لترفع ميكاسا حاجبها في حيرة و تكمل
.
"هل أنت متفرغة لاحقا.. أود أن نتدرب معا.."
.
"اوه لاحقا.. ه_هذا مفاجئ.. آسفة ميكا.. لا أستطيع.."
.
"هاه؟ و لما لا؟"
.
"لانه.. لأنني.. لدي موعد.."
.
"موعد؟"
.
"اه موعد.. الى اللقاء!!"
.
ثم غادرت بسرعة تاركة ذات الشعر الأسود في حيرة لتناظر إيرين و تقول
.
"أمر الجميع حقا غريب.. حتى أنت يا إيرين.."
.
"مابي أنا حتى أصبح أمري غريبا!"
.
قال ايرين بنبرة صارخة لتغلق هي عينيها بسبب صوته المرتفع لتتلين ملامحه قليلا لكن لم يكن أمامه خيار آخر سوى الإدعاء بهذا لتنزل ميكاسا رأسها و تقول
.
"آسفة... أظن أنني متعبة لهذا السبب ارى كل شيئ غريب.."
.
"إن كنت متعبة خذي إستراحة!"
.
قال ايرين ببرود لتغادر ميكاسا و تذهب لأخذ قسط من الراحة بينما ايرين خلع قناع البرود ذاك ليتنهد بقوة و يقول بأسف
.
"آسف ميكاسا.. ينبغي علي فعل هذا لبضع ساعات فقط.."
.
إتجهت ميكاسا إلى شجرة الساكورا لتجلس تحت ظلها و تضع يدها على عينيها و تستلقي بينما تذكرت ماقاله لها ايرين تحت تلك الشجرة
..
"شعرك الأسود الطويل.. جميل جدا.. لا تقصيه!"
.
لتحمر خجلا و تتذكر لحظة أخرى حدثت في حياتهم السابقة.. حين مدح جان شعر ميكاسا
.
"ألا ترين أن شعرك قد أصبح طويلا؟ لما لا تقصيه سيعيقك أثناء التدريب.."
.
لتبتسم لا إراديا و تتنهد و تقول في نفسها
.
"ماحدث سابقا و ما حدث توا مناقض لبعضه البعض..
ترى كيف اصبح ايرين لطيفا هكذا..
لكن.. على الرغم من هذا لقد كلمني بجفاف قبل قليل.. أيعقل أنه منزعج مني؟ هل فعلت شيئا خاطئا؟"
.
تنهدت ببطئ حين قالت هذا لتشرد قليلا و تغفو..
أثناء هذا ذهب ايرين حيث يجتمع الرفاق و قد اخبروه عن التحضيرات لتقول هانجي بحماس
.
"واااه أنا متحمسة للغاية للمفاجأة!! ترى كيف ستكون ردة فعل ميكاسا..!!"
.
"ستندهش طبعا و ستفرح كثيرا!!"
.
قال جان بحماسة ليقول أرمين بعدها
.
"لقد توليت أمر الوجبات الخفيفة و الطبق الرئيسي الذي سنضعه في الطاولة.. الخاصة بالعشاء و الكعكة ستعدها خالتي كارلا!"
.
"الخالة كاارلا هي الأفضل في صنع الوجبات!!!"
.
قالت ساشا بحماسة ليضحك الجميع عليها و يردف كوني
.
"أنا سأتولى أمر الزينة!"
.
"من سيتولى أمر لباس ميكاسا؟"
.
سألت هيستوريا بإبتسامة لتردف يومير بصبيانية
.
"شخص يهتم بالثياب و الأناقة؟"
.
"إنها بيترا!!"
.
أردف إيرين و هانجي بحماسة لتقول بيترا
.
"حسنا أنا سأفعل!!"
.
لتغمز في وجه ايرين و يحمر هو خجلا و يعقد ليفاي حاجبه ليقول بعبوس
.
"هل ستقيمون عرسا حتى قمتم بكل هذه التحضيرات؟"
.
"إذن مالذي تفعله هنا أيها القزم البغييض!!"
.
قالت هانجي بسخرية ليغضب ليفاي و يقول لها ببرود
.
"اخرسي يا ذات العيون الاربعة!!"
.
"رجاءا توقفا عن الشجاار!!"
.
قال بيترا بعتاب ليعقد الاثنان يديهما و يديران اوجههما لتتنهد ذات الشعر الكهرماني و تذهب لإيرين لتقول له
.
"إيرين. لا تقلق بشأن أي شيئ.. سنتولى أمر التحضيرات.. كل ما عليك فعله هو أن تحضر ميكاسا حيث سنفاجأها!"
.
"و ماذا علي أن أفعل؟"
.
"ألهيها.. خذها في موعد.. تشاجر معها افعل اي شيئ يجذب إنتباهها!"
.
"م_ماذا؟"
.
قال إيرين و هو محمر قليلا ليردف قائلا مدعي الانزعاج
.
"و لما أنا تحديدا!"
.
"لأنك الوحيد القادر على هذا.. إضافة إلى أنك تحبها!"
.
قالت هذا و هي تغمز له ليقول هو
.
"م_مالذي؟؟"
.
"إن كنت ترفض سأطلب من جان ذلك.. فهو اكثر رومنسية منك على ما أعتقد..!"
.
قالت هذا محاولة إغاضته بينما هو غضب قليلا ليقول
.
"لا تطلبي منه!! ذلك.. انا سأفعل!!"
.
"حسنا.. حظا موفقا.."
.
قالت هذا بسخرية ليغادر ايرين و قبل ذلك قال لها
.
"لا تخبري أحدا بهذا.."
.
"سرك في بئر عميقة..."
.
مر اليوم بطريقة عادية و الجميع يجهز للحفلة بينما إيرين يحاول إيجاد طريقة لإلهاء ميكاسا و بالفعل قد وجدها بينما ميكاسا أمضت يومها وحدها.. تتدرب..
و قد حل الغروب....
تناولت العائلة عشاءها بصمت على غير المعتاد بينما ميكاسا تنظر إلى الجميع مستغربة لتقول بقلق
.
"إيرين... أرمين... أمي.. أبي.. هل هناك شيئ قد حدث؟
هل فعلت شيئا خاطئا؟"
.
نظر إليها الجميع ليهزوا رأسهم بنفي و تكمل ذات الشعر الفحمي طعامها بصمت و هي متوترة. بينما إيرين لم يستطع التحمل أكثر .. فقد بدت لطييفة جدا.. و بعد العشاء مباشرة ادعى الجميع أنهم ذاهبين للنوم. و عندما كانت ميكاسا على وشك الصعود ناداها إيرين
.
"ميكاسا.."
.
"اوه.. ما الأمر إيريه؟"
.
سألت ذات الشعر الفحمي ببراءة ليحمر أيرين خجلا و يقول
.
"هل تودين التمشي معي؟ هذه الليلة؟"
.
رمشت ميكاسا بغير استعاب لما قاله ايرين لتومئ بعدها ببطئ و يخرج الإثنان من المنزل...
أثناء التمشي كان هناك صمت سائد بين إيرين و ميكاسا ليقول بعدها ذو الشعر الكستنائي
.
"النسيم بارد.. لكنه منعش.. أتساءل لما لم يهطل الثلج مجددا.."
.
"أعتقد أنها بسبب تغيرات في الطقس.. ربما.."
.
قال ميكاسا هذا و هما يتابعان المشي و تحدق ميكاسا بظلهما و يقول ايرين بإحراج..
.
"أعتقد أنك على حق...
إذن.. كيف كان تدريبك صباحا؟"
.
"جيد... لقد أحرزت تقدما في تمارين الاثقال.. و ماذا عنك؟"
.
"نفس الشيئ معي..."
.
"فهمت..."
.
.
قالت ميكاسا هذا بإحراج و إيرين لايقل إحراجا عنها ليتوقفا أمام نهر صغير و إنعكاس البدر ظاهر عليه لتنظر ميكاسا إلى السماء و تبتسم تلقائيا و يلاحظها إيرين و يشرد بتفاصيلها..بينما ذات الشعر الفحمي تسترجع ذكرياتها القديمة مع والديها و هي تحدث نفسها
.
"أمي...أبي...لقد إشتقت إليكما كثيرا...لو عادت ذاكرتي قبل أن تقتلا لكنت قد أنقذتكما..و نحن الآن معا...لكن لا تقلقا العم غريشا و الخالة كارلا يعتنيان بي...و أخي أرمين...و أيضا إيرين...
اليوم قد أصبحت في الخامسة عشر من عمري..لقد كبرت...لكن مع الأسف لم يتذكرني أحد...."
.
ثم نزلت دمعة...دمعتين...ثلاث..حتى تحولت تلك الدموع إلى نوبة بكاء مع شهقات خفيفة ليتفاجأ إيرين و يقول بقلق
.
"ميكاسا! لماذا تبكي!!"
.
"أنا...لا...إنه..لا شيئ.."
.
قالت بتعلثم بينما تزداد شهقاتها أكثر ليضمها إيرين بقوة و تتوسع عينيها في صدمة ليقول ذو عيون الزمرد و هو يربت على رأسها و يقول
.
"أرجوك لا تبكي ميكاسا... يؤلمني كثيرا رؤيتك هكذا.."
.
"إيريه..."
.
"ميكاسا... مالذي يبكيك؟ إن كان بسببي قولي لي!"
.
"لا.. ليس أنت السبب إيرين.."
.
قالت ميكاسا و هي تبكي في حضن إيرين متمسكة بقميصه ليقول ذو عيون الزمرد و هو يشدد على العناق
.
"كلا.. أعلم أنني أنا السبب.. لأنني كنت أكلمك بجفاف هذا الصباح... لكن فقط أنا متوتر قليلا..
أنا آسف.."
.
"لا تعتذر إيريه.."
.
قالت ذات الشعر الأسود و هي تدفن وجهها في صدره لبعض الوقت بيننا إيرين محرج قليلا..و بعد لحظات فصل الإثنان العناق لينظر كل منهما لعيني الآخر ليضع إيرين كفيه على كتفيها الصغيرتين و يردف
.
"إياك أن تبكي مجددا..لأنك ستبدين قبيحة!"
.
قهقهت ميكاسا بخفة على ما قاله إيرين لتومئ له بينما الآخر يبتسم لها.. ثم نظر الإثنان مجددا إلى النهر.. بينما ميكاسا شاردة قليلا.. ليستغل إيرين اللحظة و يعانقها من الخلف و تحمر هي خجلا بينما إيرين لا يقل عنها إحراجا لتقول هي
.
"إيريه؟"
.
ثم أسند إيرين رأسه على كتفها بينما يقربها إلى صدره أكثر و يقول و هو يهمس في أذنها بصوت عميق
.
"عيد ميلاد سعيد ميكاسا..."
.
تفاجأت ذات الشعر الفحمي بما قاله لها إيرين لتستدير ناحيته بينما هو مبتسم لتحمر هي أكثر و تقول بسعادة و الدموع تنهمر من عينيها
.
"إيريه... إعتقدت.. أنك.. نسيت"
.
"أووه هيا لا تبدأي بالبكاء ألم أقل لك أنك ستبدين قبيحة.."
.
ضحكت ميكاسا على ما قاله إيرين ليشد على عناقه لها بينما يحيط بيديه حول بطنها ليقول
.
"إياك ذات يوم.. أن تفكري بأنني سأنسى اليوم الذي وجدت فيه في هذا العالم... هذا اليوم و هذا التاريخ مهم بالنسبة لي كما أنت مهمة باالنسبة لي..."
.
إبتسمت ميكاسا بوسع على ماقاله إيرين بينما إقترب منها ليطبع قبلة على وجنتها و يهمس في أذنها
.
"أغمضي عينيك.."
.
ظهر لون أحمر على وجنتي ميكاسا لتومئ له و تغلق جفونها.. ثم أخرج إيرين شيئا من جيبه و يلفه على عنق ميكاسا.. و حين طلب منها أن تفتح عينيها تفاجأت مجددا بالهدية التي قدمها لها ألا و هي قلادة جميلة و عليها مفتاح ذهبي لتقول بسعادة
.
"إنها جميلة جدا إيرين!!!"
.
"أعلم و إحزري أيضا.."
.
ثم أخرج إيرين من قميصه قلادة ممثالة لقلادة ميكاسا ليردف هو
.
"أنظري لدينا نفسها!!"
.
"رائع!!"
.
قالت ذات الشعر الفحمي هذا بسعادة لتعانق إيربن و تقول له
.
"شكرا لك إيرين... هذه أفضل هدية قد حصلت عليها بعد الوشاح.. الأحمر.."
.
"هل حقا أعجبتك؟ أعني لست جيدا في هذه الأمور و لا أعلم ما تحبه النساء تماما."
.
"كلا...إنها رائعة..أي شيئ قد يختاره إيرين سيعجبني!"
.
إحمر إيرين خجلا على ما قالته ميكاسا ليقول بعدها
.
"جيد أنها قد أعجبتك.."
.
محاولا قدر الإمكان أن يبدو أنه غير مبال لكن هو لا يستطيع ميكاسا تبدو لطيفة جدا و لاسيما و هي تتفحص القلادة و تبتسم ببراءة..هذا قد أذاب قلبه حرفيا..ليربت على رأسها بحنان بينما هي تضم القلادة لصدرها كأنها طفلة قد حصلت على لعبة جديدة..بعد لحظات من هذا قام إيرين بخلع الوشاح منها و إعادة لفه بطريقة عشوائية كما يفعل عادة ليقول و هو محرج
.
"عندما أدخر مزيدا من المصروف سأشتري لك واحدا جديدا.."
.
"لا تفعل!!"
.
قالت ميكاسا بقليل من الإنفعال ليتفاجأ ايرين و تكمل
.
"هذا الوشاح.. الذي أهديتني إياه في ذلك الوقت.. له معزة خاصة في قلبي.. فهو جزء مني و لا يمكنني إستبداله بواحد آخر.. لأنه مميز...مميز لأنه لك..و مميز لأنك لففته على عنقي يا إيرين...شكرا لك ♡"
.
إبتسم ذو عيون الزمرد لها مجددا ليقول
.
"لا تشكريني...بل شكرا لك أنت ميكاسا...."
.
ثم أمسك بيديها ليكمل
.
"أنت دائما... تعتنين بي و تهتمين لأمري..بينما أنا أتذمر و أصرخ عليك و أجرحك طوال الوقت..لطالما كنتي تهتمين بي و بالمقابل أنا كنت أسبب المشاكل و أتهور و أندفع كالأبله الإنتحاري..دون أن أفكر بالعواقب.."
.
ثم ظهر مشهد الدك الذي قام به في باله.. و عدة مشاهد أخرى.. عندما كانت ميكاسا تبكي و تطلب منه ان يبقى على قيد الحياة.. و مشهد آخر حينما أخبرها أنه يكرهها.. ليشعر بالذنب و تتدفق العبرات من عينيه ليقول
.
"أنا آسف ميكاسا... سامحيني أرجوك!!
سامحيني لأنني أهنتك.. و جرحتك... أنا حقا آسف!!.. أنا شخص أحمق للغاية "
.
"إيريه!!"
.
اردفت ميكاسا بهذا لتعانق إيرين و تقول
.
"هذا غير صحيح...
إسمع... على الرغم من إندفاعك في بعض الأحيان.. إلا أنك لست أحمقا.. لا بأس في بعض الأحيان أن نتذمر. أو نتحامق.. أو أي شيئ... لأننا نحن بشر..
الأهم من هذا يا إيرين.. أن لا تكون تلك الأفعال نابعة من القلب.. و أنا واثقة أنك لم تفعل ذلك عمدا... علاوة على ذلك أنا لست غاضبة منك.."
.
"ميكاسا..."
.
"إيريه..لا بأس أعلم أنك مضغوط قليلا..لا بأس"
.
نظر إليها إيرين هذه المرة في عينيها لتمسح ميكاسا عنه العبرات و تكوب يديها على وجنتيه و هي تبتسم له بدفئ بينما هو يحدق بتفاصيل وجهها ليتذكر تلك الندبة التي كانت على وجهها.. ليلتمس مكانها و يقترب منها و يطبع قبلة هناك ثم يتحسسها.. ثم إلتمس خصلة من شعرها الأسود الطويل ليقبلها و تحمر ميكاسا خجلا و تقول بإحراج
.
"إ_إيريه ماذا تفعل!!"
.
لكن إيرين تجاهل كلامها ليبتسم في وجهها و يقول
.
"شكرا لك..."
.
حدقت ذات العيون الليلة بهيام في صاحب الشعر الكستنائي ليفعل نفس الشيئ و يقتربا من بعضهما ليكوب إيرين يديه على وجنتيها و يغرق في بحر عيونها الرمادية الغافية.. التي من الواضح أنها تطلب شيئا...
إستسلم إيرين لرغبته ليقترب منها و يلحم شفتيه بشفتيها و يغلق جفونه و كذلك الحال مع ذات الشعر الفحمي.. لم تتمكن هي الاخرى من كبح رغبتها في تقبيل ايرين لتغلق جفونها و يستمتع الإثنان بملمس شفتي بعضهما البعض فكان إيرين يداعب شفتها العلوية و يغازل السفلية و ميكاسا تحاوط رقبته أكثر بينما هو يعانقها ليشدها إليه أكثر.......
و بعد هذا فصل الإثنان القبلة ليضع ايرين جبهته على جبهتها و يردف بصوت عميق و هادئ
.
"ميكاسا.... أنا سوف أحميك..."
.
نظرت ميكاسا بدهشة اليه لبعض الوقت لتنهمر دموع السعادة من عينيها لتقول له
.
"أجل... "
.
بعد هذه اللحظة الجميلة عاد كل من إيرين و ميكاسا معا و ميكاسا متمسكة بذراعه .. و حين وصلا إلى المنزل و فتحوا الباب صرخ الجميع
.
"مفاااااجأة!!!!"
.
تفاجأت ميكاسا بما فعله أصدقاءها لتفرح كثيرا و يبدأ الجميع الإحتفال بيوم ميلادها حيث كان يجتمع أصدقاؤها ارمين و ساشا و كوني. جان. آني. مينا. توماس. هيستوريا. يومير. بيترا. هانجي. و القادة إيروين و ليفاي و كيث أيضا.. ترى كيف جاء لهنا أصلا؟ و مايك و بقية الزملاء و لا ننسى كارلا و غريشا.. لتضع كارلا الكعكة و تقول بصوت مرح
.
"هياااااا لنتحتفل!!!"
.
ثم بدأ الجميع يغني لميكاسا و هي سعيدة للغاية و حينما أنهوا ذلك كانت ميكاسا على وشك أن تنفخ الشموع لتقول ساشا
.
"مهلا مهلا مهلا توقفي!!! عليك أن تتمني أمنية!!"
.
"أوه صحيح عليك فعل ذلك!!"
.
قال توماس بحماسة ليهتف الجميع و تنظر ميكاسا إلى ايرين ليومئ لها و تغمض عينيها و تتمنى أمنية ثم تنفخ الشموع ليصفق الجميع بحرارة و هم سعداء.. و بالطبع ساشا أول شخص بدأ بإلتهام الطعام...
و بعد كل هذا بدأ الجميع بتقديم الهدايا لها.. فقدم لها أرمين كتابا جميلا يضم العديد من الروايات. و قدمت آني لها خاتما مماثلا للخاتم الذي ترتديه و ساشا قد صنعت لها قبعة جميلة بينما جان أعطاها إسوارة فضية.. و كوني قدم لها قارورة عطر أزهار الجرس البنفسجية المصنوعة يدويا من قريته..و بيترا قدمت لها فستان بنفسجي اللون ذو تصميم أنيق و جميل و هيستوريا و يومير قدما لها دبوس شعر محلي الصنع...
و لا ننسى طبعا هانجي المجنونة التي صنعت لها عقدا من الألماسة الزرقاء المضكلة عن العمالقة لتتفاجأ نيكاسا قليلا لكنها لم تظهر ذلك.. ثم يأتي ليفاي و يدفعها و يقدم لها خنجرا ليقول و هو محرج
.
"خذي هذا!
هذا كنز عائلة الأكرمان.. حافظي عليه"
.
"ليفاي..."
.
قالت ميكاسا بإبتسامة ليعود ذو الشعر الفحمي الى مكانه و هو محرج لأنها المرة الأولى التي يقدم فيها هدية لأحدهم بعد والدته لتقول هانجي بسخرية
.
"يبدو أن الأخ الأكبر محرج من أخته الصغيرة هههه!"
.
"إخرسي يا أربع أعين!!"
.
ليضحك الجميع و يتقدم إيروين و يسلم ميكاسا صندوقا مربوطا بشريط أحمر لتتفاجأ ميكاسا و تقول
.
"إيروين دانتشو ليس عليك ذلك.."
.
"ما هذا الكلام ميكاسا.. هل من الائق أن آتي و أن لا أقدم لك شيئا.. علاوة على هذا أنت تستحقين ذلك.. كونك أفضل جندية لهذا العام أحسنت صنعا!"
.
أومأت ميكاسا له بإبتسامة لتفتح الصندوق و تخرج زيا عسكريا أسود و عليه شارة أجنحة الحرية لتقول هي بتفاجؤ
..
"زي فرقة الاستطلاع!!! كم هو جميل!!"
.
"إيروين أليس من المفترض أن تسلم لها الزي البني؟"
.
سألت هانجي ايروين ليجيبها
.
"أجل... لكن بما أن ميكاسا جندية إستثنائية قررت أن أطلب لها تصميما إستثنائيا يليق بها"
.
حدقت ميكاسا في الزي لتبتسم بوسع ثم تتقدم كارلا و تسحب صندوقا ضخما ليتفاجأ الجميع و تقول هي بفخر
.
"أنظري يا عزيزتي إلى والدتك مالذي أحضرته لك!
و بعد رؤيتك لمحتويات الصندوق ستغيرين رأيك في جميع الهدايا الأخرى لأن هديتي هي الأفضل أو يمكنني القول مجموعة من الهدايا!!"
.
ضحك الجميع على ما قالته كارلا ليردف كيث بتذمر
.
"كعادتها..تحب الأشياء الضخمة.."
.
ثم نظر إليها إيرين مدعيا العبوس ليقول
.
"أمي...أنت لم تحضري لي هدية كهذه من قبل."
.
"أوه إيرين هل تغار من أختك؟"
.
قال جان محاولا إغاضة إيرين ليقول الآخر بإحراج و إنفعال
.
"إنها ليست أختي!!!"
.
لينظر الجميع إليه بتكلف و تقول يومير
.
"هل أنت متأكد؟"
.
"اللعنة أصمتي يومير!!!"
.
قال إيرين بإنزعاج لينظر الى ميكاسا التي تنظر إليه ببراءة ليحمر خجلا و يضحك عليه الجميع و يقول ليفاي و شبح إبتسامة سخرية قد ظهرت عليه
.
"نعم.. صدقناك"
.
ثم واصل الجميع تقديم الهدايا لميكاسا ليكمل الجميع إحتفالهم.. و قد كان هذا اليوم بمثابة يوم مثالي بالنسبة لميكاسا.. حيث قد أسعدها الجميع و لا سيما إيرين الذي بدا مهتما بها أكثر على غير العادة...
إنتهت الحفلة حيث غط الجميع في النوم بسبب التعب بينما البالغون كانوا ثملين بسبب الشرب عدا ليفاي الذي كان نائما على الكرسي عاقدا يديه..و بعد لحظات شعر بأن أحدهم يعبث بوجهه ليجد أنها كانت بيترا الثملة و منظرها مضحك ليقول بقليل من الأنزعاج
.
"بيترا..لما تعبثين بوجهي!"
.
نظرت إليه ذات الشعر الكهرماني ببلاهة ليرفع الآخر حاجبه و يقول
.
"أنت تعلمين أنك تثملين بسرعة و لكنك شربت.."
.
"هيهي...أعلم...يا هيت..هيتشو!"
.
قالت بيترا هذا بثمالة ليتنهد ليفاي و يقول لها بعتاب
.
"هيا عليك أن تعودي لغرفتك و تنامي.."
.
"ح_حاضر يا لفلف! هيتشو!"
.
"ماذا؟"
.
رفع ذو الشعر الأسود حاجبه مجددا بسبب اللقب الغريب الذي أطلقته بيترا عليه لتذهب هي ناحية الباب و يصطدم وجهها بالباب ليصفع ليفاي جبينه و يقول بحنق
.
"سأساعدك...... أيتها الغبية!"
.
ثم نظر ليفاي لأصدقاءه الذين بدا مظهرهم مضحكا ليتنهد و يقول مجددا
.
"يال هذه الفوضى اللعينة.. هذا ما كان ينقصني..."
.
ثم توجه نحو بيترا التي كانت جالسة على الأرض تحدق كالحولاء في الباب ثم تردف ببلاهة
.
"مرحبا أيها الباب الوسيم... هل تقبل مواعدتي!!"
.
نظر إليها ليفاي بسخرية ليساعدها على النهوض و يحيط بذراعه خصرها ليقول لها
.
"الباب لا يتكلم بيترا.. لذا لا يستطيع مواعدتك.."
.
"أصمت ليفاي لم أطلب رأيك!"
.
قالت ذات الشعر القصير بثمالة ليستغرب ليفاي أكثر و يقرر ألا يأبه لها.. فهي ثملة في نهاية المطاف..ثم خرج الإثنان من المنزل و بيترا الثملة مستندة على ليفاي تتمايل كالحمقاء..بينما ظهرت ملامح الإنزعاج على صاحب الشعر الفحمي ليقول بغضب
.
"توقفي عن الحراك هكذا..هذا مزعج!!"
.
نظرت ذات الشعر الكهرماني إليه ببلاهة لتقول له
.
"هيهي...لفلف غاضب..كم هذا مضحك!!"
.
تجاهلها ليفاي و أكمل مسيره بينما هي تتحدث
.
"أتعلم يا ليفاي...لقد إك_إكتشفت شيئا..ههيهي مثير للإهتمام..."
.
"و ماهذا الشيئ المثير للإهتمام؟"
.
سأل ليفاي ببرود لتجيبه بيترا
.
"ان إيرين يهتم بم_بميكاسا كثيرا...و ه_هذا لطيف..من الواضح أنهما يحبان بعضهما جدا...كم أحسدهما..ليت أحدهم يهتم بي...هكذا...أنا أيضا أريد واحد.."
.
نظر إليها ليفاي و هو يرفع حاجبه لتكمل و هي تشد على ذراعه لتقول بنبرة ثمالة و على وجهها إبتسامة غريبة
.
"ل_ليفاي... ألم تحب إحداهن من قبل؟"
.
"كلا.."
.
أجابها ليفاي لتضحك هي بلاهة و منظرها مضحك لتردف بعدها و هي تسحب ليفاي من يديه لتقول
.
"هيا نرقص ليفاي!!"
.
"مهلا مالذي!!"
.
لم يكمل ذو الشعر الفحمي كلامه لأن بيترا قد سحبته و بدأت تدور به لتقول بنبرة تشبه هانجي لحد ما
.
"ويييي هذا ممتع!!"
.
"بيترا توقفي!!"
.
قال ليفاي هذا و هو يكبح جام غضبه لتتوقف بيترا و تجلس فجأة معانقة ركبيتها ليرفع الآخر حاجبه و هي تقول
.
"ليفاي فتى سيئ...لا يرقص معي..
ليفاي لا يحب أن يرقص معي..."
.
تنهد الآخر و هو يصفع جبينه بينما الأخرى تردد نفس الكلام مرارا و تكرارا ليزفر ليفاي بحنق و يمد يده لها و يقول
.
"هيا قفي.."
.
وقفت بيترا على قدميها و هي ممسكة بيد ليفاي لتضحك كالبلهاء و تحيط بذراعها اليمنى رقبته و يدها اليسرى مشابكة ليده ليرفع الآخر حاجبه ليقول
.
"هذا ليس ما قصدته حين طلبت منك الوقوف.."
.
"لا بأس لبعض الوقت فقط أرجووك!!!!"
.
قالتها و هي محمرة خجلا ليتنهد الآخر للمرة الرابعة و يقرر مسايرتها و حسب..
ثم بدأ الإثنان يرقصان..أو إن صح التعبير أكثر... بيترا من أجبرت ليفاي على ذلك..
و طوال هذا كانت بيترا تدوس في كل مرة على قدم ليفاي ليتوقف الآخر و يقول لها
.
"ليس هكذا توقفي!!"
.
توقفت ذات الشعر القصير و هي تنظر إليه بتذمر ليكمل الآخر
.
"الحركات التي تقومين بها خاطئة...تماما.."
.
ثم بدأ ليفاي بتعديل وقفتها ليقول لها ببرود
.
"قفي هكذا.."
.
نظرت إليه بيترا قليلا لتبتسم و تقول ببلاهة
.
"إن كنت تخجل من إمساك يدي فلا بأس.."
.
نظر ذو الشعر الفحمي لها بتفاجؤ لتقترب بيترا منه و تمسك يده الاولى و تضعها على خصرها و تشابك يدها بيده الأخرى..و تحيط بيدها الاخرى رقبته..ليبدأ الإثنان الرقص بطريقة صحيحة و بيترا تنظر لليفاي بهيام بينما الآخر تعابيره جامدة..إلا أن عينيه كانت مركزة على عينيها بطريقة ما...دون معرفة السبب..في نفس اللحظة تلبدت السماء الليلية بالغيوم الرمادية. لتسقط قطرة.. قطرتين.. ثلاث قطرات مائية من السماء.. لتتحول هذه القطرات لمطر خفيف.. بينما الإثنان لايزالان يرقصان.. تحت المطر....
شددت بيترا على يدها المشابكة ليد ليفاي لتقول له بثمالة و هي تتعمق في عينيه
.
"أنت وسيم جدا يا ليفاي..."
.
ليضحك ليفاي ضحكة ساخرة صغيرة و هو ينظر للجهة الأخرى.و تردف مجددا و هي تكوب يديها على وجهه ليتوقف فجأة و تردف هي
.
"عينيك...الحادة...كالأرض التي يحن إليها كل من هجرها.. هي ذلك الوطن الذي أعود إليه كلما أشعر بالحنين...."
.
نظر ليفاي في عينيها لوهلة ليشيح بناظره لسبب ما و تبتسم هي لتدير وجهه إليها تتعمق في عينيه ليردف الآخر بقليل من التوتر و تعابيره غير مفسرة
.
"بيترا؟"
.
"ليفاي.. حاليا يركز على مهمة العمالقة... و.. وعندما ينتهي كل هذا... سينظر لبيترا.. أليس كذلك؟ "
.
قالت بيترا هذا و هي تتمعن في عيني ذو الشعر الفحمي المتفاجئ قليلا من ردات فعلها لتقف على أصابع قدمها و تقترب منه و تطبع قبلة على شفتيه ليبقى الآخر ساكنا لوهلة من شدة الصدمة.. ليبقى الأثنان على هذه الحال لبضع ثواني لتفصل ذات الشعر الكهرماني القبلة و تبتسم ببلاهة و تسقط مغمية على صدره ليمسكها و عينيه متوسعتين بسبب ما فعلته.. أظن أنك أوقعت نفسك في ورطة يا بيترا رال..
نظر ليفاي إلى النائمة على صدره و على وجهها علامات الرضى.. لقد بدت لطيفة حقا و لا سيما حينما بللتها قطرات المطر الذي يسقط.. و الذي لم يلاحظه ليفاي أبدا.. لأنه شعر أن الزمن قد توقف به.. ثم حملها ليفاي و ملامحه غير واضحة لأن غرته تغطي وجهه ليردف بنبرة أسف واضحة في صوته
.
"لا أظن أن هذا سينتهي... يا بيترا..."
.
.
.
أثناء هذا كانت ميكاسا تساعد إيرين على النهوض من مكانه.. و قد بدا نعسا للغاية ليردف بإنزعاج
.
"تبا.. كان علي النوم في غرفتي.."
.
حينما وقف إيرين وجد الجميع نائمين على الأرض ليبتسم تلقائيا.. لكنه لاحظ أن ميكاسا تكتم ضحكها ليسألها
.
"ما هو المضحك ميكاسا؟"
.
"إيرين.. وجهك.."
.
قالت ذات الشعر الفحمي هذا و هي تكتم ضحكها أكثر لينزعج إيرين و يقول
.
"هل هناك شيئ على وجهي؟"
.
"ليته كان شيئا واحدا!!"
.
قالت ميكاسا هذا و هي تضحك بصوت منخفض ليتجه إيرين الى الدرج و يخرج مرآة و ينظر فيها.. ليجد أن هناك شاربا مرسوما على وجهه و عينه مرسوم عليها دائرة و في الجهة الأخرى من وجنته مكتوب عليها "وغد إنتحاري" ليغضب إيرين و عندما كان على الوشك أن يصرخ وضعت ميكاسا يدها على فمه لتقول
.
"هشش إيرين!!!
لا تصرخ سوف تفزعهم!"
.
ليقول بخفوت
.
"ألا ترين أن وجهي عليه خربشات بالكامل!!
سوف أقتل كل من عبث به!!"
.
"لا بأس سوف ننظفه.. و تخلى عن أمر قتلك ليوم غد.."
.
"و لكن!"
.
"هيا إيرين.. تغاضى عن الأمر من أجلي.."
.
"حسنا.."
.
اجاب إيرين و هو يدير رأسه للجهة المقابلة بإحراج لتمسكه ميكاسا و تجره وراءها نحو الحمام..
و هناك أمسكت منشفة صغيرة و غمرتها بالماء و عصرتها ثم بدأت بمسح وجهه و هو ينظر إليها لتبتسم له و تتلين ملامحه قليلا و يعطيها إبتسامة لطيفة.. و حين إنتهت من ذلك.. مسحت وجهه هذه المرة بمنشفة عادية لتقول له
.
"ها أنت ذا.. أرأيت.. كان هذا سهلا.."
.
نظر إليها إيرين و أومأ لها لتبتسم له و تقول
.
"حسنا.. أظن أنه علي الذهاب للنوم.."
.
ثم غادرت ميكاسا تاركة الآخر.. لبعض الوقت.. ثم خطرت فكرة شيطانية في رأسه.. ليقرر أن يذهب إلى غرفتها بحجة أنه لا يستطيع النوم.. ثم صعد إلى الأعلى ليفتح باب غرفتها.. إلا أنه سيندم على ذلك..
حين فتح باب غرفتها على غرة وجد أن ميكاسا كانت عارية تغير ملابسها ليحدق الإثنان في بعضهما بدهشة و تحمر ذات الشعر الفحمي و تصرخ و يردف إيرين بحرج و هو يغطي عينيه
.
"آسف ميكاسا لم أكن أعلم أنك..."
.
لكنه لم يكمل كلامه لأن ميكاسا ألقت المزهرية في وجهه ليسقط هو أرضا و تغلق هي الباب..و تقول بذعر
.
"لقد رآني.. لقد رآني.. لقد رآني..!!!!!"
.
"تبا كان علي طرق الباب!!"
.
أردف إيرين بإنزعاج و هو يمسك وجهه المتألم.. و بعد لحظات فتحت ميكاسا الباب و هي محرجة قائلة له
.
"هل أنت بخير إيريه؟"
.
"أجل... آسف.. لدخولي.. ب_بتلك الطريقة"
.
أردف إيرين و هو محرج و يحك رأسه لتسأله الاخرى
.
"إذا... ماذا كنت تريد؟"
.
"في الحقيقة... أنا.. لا أستطيع.. النوم..
ففكرت.. و قلت أنني بحاجة للرفقة.. قليلا.. فقط"
.
أردف ايرين و هو ينظر للجهة الاخرى و هو محمر خجلا لتقول الاخرى له ببراءة
.
"هل تريد النوم معي؟"
.
"م_مهلا.. الأمر ليس كما!!"
.
"يمكنك النوم معي.. سريري يكفي لشخصين.."
.
قالت ميكاسا بإبتسامة لطيفة ليحرج ايرين أكثر و يلعن أفكاره و ما كان يفكر فيه
.
(إيرين.. نيتك طارت للمريخ 🙂)
.
ليومئ لها و يدخل لغرفتها و يستلقي الإثنان.. على السرير و هما متوتران قليلا ليقابل منهما وجه الآخر و هما ينظران لبعضهما و بعد لحظات أردف إيرين
.
"لم يبقى سوى يومين على المهمة خارج الأسوار.. هل أنت مستعدة؟"
.
"نعم مستعدة. لأنني سأكون معك و مع أصدقاءنا.."
.
اجابت ذات الشعر الاسود بإبتسامة ليبادلها الآخر و يقول بعدها
.
"ميكاسا.. إبقي إلى جانبي طول المهمة.. حسنا.. كي أتمكن من حمايتك"
.
"حسنا.. كما تريد.. و لكن عليك أن تنتبه أنت على نفسك إيريه.."
.
"نااه لا تقلقي.. لن يموت ايرين بهذه السهولة.."
.
"أرجو ذلك.."
.
أردفت ميكاسا بحزن ليلاحظها إيرين و يتقدم منها و يقول
.
"ألا تثقين بي؟"
.
"كلا.. الأمر ليس كذلك... لكن..
أنا خائفة... عليك.. ليس إلا.."
.
ثم تقدم اليها و عانقها ليهمس في أذنها و يقول
.
"أنا أعدك.. أنني سأبقى حيا.."
.
لتشد ميكاسا على عناقه و يكمل
.
"أنتي عديني أن تبقي على قيد الحياة ميكاسا.."
.
"أنا أعدك...إيرين.."
.
أجابته ميكاسا ليبتسم الآخر تلقائيا و يشد على عناقها..ليغط الإثنان في النوم...
مر اليومان بسرعة البرق..حيث كان جنود الفرقة 144 يجهزون أنفسهم لأجل مهمة اليوم...و كذلك بعض الفرق الأخرى..و قد كان جميع الجنود أمام بوابة سور روز.. يستعدون للخروج.. و هنا كانت كارلا تعانق إيرين و هي تذرف الدموع قائلة
.
"بني إنتبه على نفسك.. سأكون بإنتظارك على أحر من الجمر... لا تدع تلك الكائنات القبيحة تأكلك.. حطمها كما حطمت الذين قبلها.."
.
"حسنا سأفعل.. فقط أرجوك يا أمي لا تبكي... و إلا سأبقى طول المهمة أفكر فيك.."
.
أجاب إيرين و هو يشد على عناق والدته لتردف بنبرة باكية
.
"إبني.. أرجوك إنتبه على نفسك.. و إحمي ميكاسا..
و لا تنسى أرمين.."
.
"أجل بالتأكيد.."
.
ثم فصلت كارلا العناق عن إيرين لتتقدم نحو ميكاسا لتعانقها بشدة و تقول لها
.
"ميكاسا.. عزيزتي.. إنتبهي على نفسك... و إبقي قرب إيرين..."
.
"حسنا أمي.. لا تقلقي علي.."
.
"إن حدث لكما شيئ مالذي سأفعله بعدها..حتى الغبي غريشا رفض أن ننجب لكما أخا.."
.
قهقهت ميكاسا على ما قالته كارلا لتربت على ظهرها و تقول بحنان
.
"لا بأس أمي..سنكون بخير..أعدك."
.
تقدم إيرين من والده ليعانقه و يقول غربشا له
.
"إعتني بنفسك يا بني.."
.
ثم إقترب منه قليلا ليهمس له
.
"بني..لا تنسى حماية الملكة هيستوريا و أيضا ميكاسا..و إن وجدت أشياء غريبة أثناء المهمة لا تتردد في البحث عنها..و أنا واثق أن العريف ليفاي سيكون إلى جانبك.."
.
ثم نظر غريشا لميكاسا التي كانت تعانق كارلا ليكمل
.
"إحمي ميكاسا يا إيرين..إياك أن يصيبها مكروه.."
.
"حسنا..لكن لاداعي للقلق يا أبي..ميكاسا قوية جدا..كما انني بجانبها..لا تلقي بالا لهذا.."
.
"بني لا تستهزء بهذا..عليك أن تشدد الحراسة..عليها."
.
"حسنا.. بتأكيد. سأفعل ذلك دون أن تخبرني.."
.
ثم إبتسم إيرين في زجه أبيه ليبادله الأخر ثم يقول بنبرة يتخللها التكلف
.
"عندما ينتهي كل هذا يا إيرين يأقيم لك و لميكاسا عرسا ضخما تشهده كل الباراديس.."
.
"مهلا.. مالذي تقوله!! أنا و ميكاسا لن نتزوج"
.
قال ايرين بإحراج ليقول له غريشا بسخرية
.
"لما فهمت الأمر هكذا..قصدت أنه عندما تعثران على حبكما سأزوجكما في يوم واحد..لما تفهم الأمر بطريقة أخرى؟"
.
"ماذا..لن تتزوج ميكاسا بأي أحد!!!"
.
قال إيرين بإنفعال ليضحك غريشا عليه و يقول له
.
"ماذا تريد إذا!"
.
صمت إيرين و هو محمر خجلا ليربت غربشا على كتفه.. من الواضح حقا أنه أصيب بعدوى كارلا..
تقدمت بعدها كارلا لتعانق أرمين و تربت على رأسه بينما الأشقر محرج.. و آه.. لقد أتى الجد أيضا ليودعه....
ثم ركب الجميع على الأحصنة ليلوح إيرين و أرمين و ميكاسا لغريشا و كارلا و يقول إيروين بصوت عال قبل فتح الأسوار
.
"هلموووووو
إستعدووووووا
تأهبواااااا
إنطلقوا يا جنووودي الثائرييين!!!
شيينزوووووو ساساڨيو!!!!!!"
.
"شينزووووو ساساقيو!!!!!!"
.
ردد بعدها الجنود بصوت عال..لتفتح بوابة سور روز و ينطلقو جميعا في آن واحد..لتصرخ كارلا
.
"إلى الللقاء..نحن نعتمد عليكم!!!!!!!إنتبهوا على أنفسكم!!!!!!!"
.
غادر بعدها جمبع الجنود لتغلق بوابة سور روز و تسقط كارلا على ركبتيها ليعانقها غريشا و تردف بغصة
.
"لا تذهبو..."
.
ثم بدأ الجنود بقيادة أحصنتهم و الركض بسرعة بينما الفرقة 144 كانت متوسطتهم لتردف هانجي بحماس
.
"ياااااااااااهووو...سنصطاد العمااالقة أخيييرا!!!"
.
"إياك أن تتهوري يا ذات العيون الأربعة..و تفعلي شيئا سخيفا كالمرة السابقة!!!"
.
أردف ليفاي ببرود لتخرج هانجي لسانها في وجه و يرفع هو حاجبه بإستفهام..
بينما إيروين كان بالقرب من مايك و موبليت و بيترا و الأعضاء الآخرين..
هيستوريا بالقرب من يومير و راينر و بيرتولد..
جان بالقرب من ساشا و كوني و آرمين و آني..
و إيرين برفقة ميكاسا و هانجي و ليفاي.....
ثم نظر إيرين لميكاسا ليقول لها
.
"ميكاسا إبقي بقربي حسنا؟"
.
"حسنا إيرين!"
.
قالت ميكاسا بإبتسامة ليبادلها إيرين بينما أرمين الذي بقرب آني اردف بجدية لها
.
"آني لا تبتعدي عن ناظري حسنا؟"
.
"أوه أرمين هل تخاف علي؟"
.
قالت آني بتكلف ليحمر آرمين و يقول بإحراج لها
.
"هل تظنين أنني أمزح!!"
.
بينما الجميع متحمس و لاسيما ساشا بإعتقادها أنها ستصطاد حيوانا ما و تأكل لحما..حقا أمرها غريب..
ثم بعد لحظات أردف إيروين بصوته العالي
.
"هيااااا يا جنووود إتخذو تشكيلات فرقكم بسرعة!!"
.
ثم إنقسم الجنود..ليذهب كل واحد إلى فرقته و يلاحظو أن العمالقة بدأت تقترب منهم ليطلقوا الإشارة الحمراء و يبدأو بالهجوم على العمالقة
.
"سوف أبيدكم جميعا!!!!!!!!!"
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يتبع....
.
.
.
.
.
الفصل القادم:
المهمة الأولى القسم 1
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
إعلان هام:
رح أسحب عن هي الرواية لمدة فقط..ثم أعود..
أتمنى أن ينال الفصل إعجابكم..لا تنسوا ⭐ و تعليق بين الفقرات
بقي فقط 3 فصول على نهاية الموسم الأول..
6781 كلمة....
.
.
.
.
اراكم في الفصل القادم 👋🏻
أنت تقرأ
🎇Attack on titan (lost in the tracks) 🎇 S1
Novela Juvenilکْنِتٌ أوٌلَ مًنِ أرآهّ عٌنِدٍمًآ أسِتٌيَقُظُ..... وٌ أنِتٌ آخِر مًنِ أرآهّ عٌنِدٍمًآ أنِآمً... بعد مقتل ايرين ييغير على يد ميكاسا أكرمان. تنتهي لعنة العمالقة. ويعيش كل من تبقى من البشر في سلام و وئام. ييغير الذي من المفترض أنه...