VOTE ⭐️
COMMENT 💌بعد عديد الأيام التي حرم العاشق بها من معشوقه هو عاد ليستقر بين أذرعه
عاد ليرتوي عشقاً يستمده قلبه مما أهدته إياه شفتي العقيد من قبلات تناثرت على بشرة رقبته
الإطمئنان إستوطن كيانه و روحه تشبثت بجسد من عرف معنى الغربة عند فراقه
رائحة جيسونق كانت كمهدي خصص للعقيد دون غيره، إستنشقها فأطاعت عينيه هيبتها و أغمضت تاركة إياها تعبث بفؤاد من أسكن الفتى في قلبه
تلك الرائحة المتسللة لأنفه أعادته لزمن جرى بين جدران غرفة المنزل الريفي الذي أحتواه في غربته البعيدة عن وطنه
حيث إعتاد على إستنشاق رحيق عطره كلما كان بين ذراعيه وعلى مقربة منه
أعادته لأيام كان يصبح كل يوم ملاقياً بندقيتين أنسته وطنه و إتخذت نفسها موطناً لهُ
جعلته يقسم على كونه عقيد خاضع قطع على نفسه وعد أن يكون جندياً حامياً لها و لصاحبها
لمن عالج روحه و غذاها بترنيمة ضحكاته التي كانت كالدواء الشافي لجروحه
الذكريات أخذت تجول به بعيداً حيث إجتمع بالساكن بين ذراعيه
تلك الذكريات أعطته منظراً عزيزاً على قلبه راه كثيراً وسط الحقل الذي شهد على قبلة حياة حضى بها من شفتين أعطته لمحة عن كيف يكون النعيم
ذلك المنظر حيث تشكلت ملامح جيسونق المنعكسة عليها أشعة الشمس منيرة فضاء بندقيتيه و مزيدة جمال إسمرار بشرته
إضافة لخصلاته التي كانت تتحرك عشوائيا إثر تلاعب نسمات الهواء بها
و ما كان لقلبه لحظتها إلا أن يعلن كونه عاشق توسم بأعلى درجات الحب
و الآن هو عاشق مشتاق حرمته الحياة من معشوقه ثم أعادته له ورمت به بين أحضانه
فما كان له إلا أن يضمه قوياً راجياً لو يسكنه وسط قلبه ويحرم الأذى من رؤيته
لكن ما كان بإستطاعته أن يوقف ما يجول بداخله من حزن قطع أشلاء قلبه حتى لم تبقى به جدران تحمي فتاه من ذلك الأذى
فكيف له أن يكون سعيداً مرتاحاً و حبيب فؤاده وسط مدينة ربته ويعلم ما بها من قسوة لغير من ربتهم ؟