٦|السّيزر.

189 31 20
                                    

'بسم الله الرحمن الرحيم'
'اللهم صلِّ وسلّم على سيّدنا محمّد'
~~~

«لمَ نحتاج السّكر وأنتِ موجودة؟.» نطق والدي يغازل والدتي ونظرتُ له بطرف عيني بعدم تصديق «لا أعرفكَ يا رجل.» سخرتُ لكونه دائماً يشاجرها وكلماتهما السّيّئة لبعضهما دعونا نتركها جانباً «كنتُ سأقول نفس الشّيء.» أمي قالت.

«أبي لديه شخصيات مختلفة.» شغف الّتي تحاول تسريح شعرها أمام المرآة شاركت في الحديث، سنذهب لزيارة خالتي بعد قليل «لا عزيزتي، والدكِ منفصم وإذا كنتِ تتساءلين ماذا يعني الانفصام فهو مرضٌ نفسيٌّ.» أبي رمش بعدم تصديق يضيّق عينيه عليّ.

«هذه الفتاة لا تمتلك جنس الاحترام حقاً.» ضحكت أمي بقوّةٍ بعد كلماتها وزفرتُ بحنقٍ أحشر لقمة الأرزّ والملوخيّة في فمي لأنّ النقاش معها عقيم فهي تعتقد أنّه عندما تعترف بأنّك مريضٌ نفسيّ كأنّك قلتَ عن نفسكَ مجنوناً وشتيمة عظيمة، تبيّنوا تخلّف مجتمعنا لطفاً.

«جدّيّاً أنا لا أعرف ما مشكلتكِ مع الذهاب لطبيب نفسيٍّ أمّي، عن نفسي فور أن أخرج من منزلكم سأذهب إلى مصحّة ليس فقط طبيب.»

«المثل هنا.» انضمّ لنا كايل الذي دخل المنزل لتوّه، أحسد الفتيان على حياتهم يخرجون متى ما يريدون ويعودون متى ما يريدون، لا يُطلب منهم معدّلاتٌ عالية..يتذمّرون على هذا وذاك وأهلهم يقدسونهم ليس كالفتاة، تباً للمجتمع مربّع.

«لا تقلقوا يا رفاق سأدرس الطّب النّفسيّ وأعالجكم مجّاناً.»

«أقدّر هذه التّضحية.» كايل قال بضحكةٍ خافتةٍ وجلس بجانبي لأرمقه بتقزز، هذا الحيوان الآن سأضطرّ لتحمّله وهو يأكل..أكره من يصدر صوتاً أثناء الطّعام، لديّ وسواسٌ بشأن ذلك أشعر بقلبي ينبض أسرع وتتوتّر أعصابي وأغضب فوراً..تباً.

«إلى أين ذاهب؟.» أدرتُ رأسي لورائي لأرى كاين يرتدي قميصاً بلونٍ أبيضٍ وبنطالٍ أسود بينما عانقتْ ساعةٌ معصمه وسُرِّح شعره البنيّ المشقرُّ للوراء، بشرته الحنطيّة المزيّنة بمقلتين بلون الشّهل لمعت بزهوٍّ نحونا «إلى زفاف صديقي، هل أبدو جيّداً؟.»

«تبدو مريعاً.» عبست أمّي نحوي بسبب نبرتي «شكراً، تأكّدتُ الآن.» قال وقلبتُ عينيَّ عندما بدأ يركل ظهري بشكلٍ طفيف «أنتَ تؤلمني يا حقير.» صرختُ بانزعاجٍ عندما بدأت يده الخفيفة جداً بصفع جانب خدّي من الوراء وما إن استدرتُ حتى التقت صفعته بأنفي ليرمش لثوانٍ يرى تألّم ملامحي واحمرار عينيّ.

«يا إلهي، لم أنتبه.» أمسك وجهي ضاحكاً وذبذبةُ التّوتّر في نبرته بدت مرئيّة لي وشعرتُ بحرارةٍ تتدفّق لوجنتيّ عندما قبّل أنفي وجاء دوري لأرمش بعدم استيعابٍ كذلك «حسناً، حسناً ابتعد رائحة عطركَ خانقة.» مثّلتُ الانزعاج أدفعه وقرص أنفي لأصرخ أكثر هذه الحركة تستفزّني وهو يعلم ذلك، لستُ معتادةً على هذه المشاعر مع أخوتي وحتى والديّ..إنّها مخجلة!!.

لودُوس|| LUDUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن