'بسم الله الرحمن الرحيم'
'اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمّد'
~~~نحن لا نزال أحياء!.
لم يُمسكوا بنا...
انزلقت أناملي تتفحص جسدي علّي فقدتُ عضواً أو جزءاً ولم أشعر لكنني سليمة.
«أين نحن؟.» سألتُ بينما أمسح على وجهي بتعب «المهم أننا خرجنا..كنتِ حكيمةً بتصرّفكِ هيزِل.» إيلدا أثنت على هيزِل مبتسمة وعضضتُ شفتيّ أدير نظري عنهما.
شعرتُ بالغيرة تلتهمني..لولا الحقير مورتيس كنتُ سأكمل تفحّص الخزانة وأجد المخرج فقد تبيّن أنّ داخلها كان تمويهاً وما إن دفعته هيزِل حتى ظهر لنا نفقٌ من داخله ودلفناه ثمّ أغلقنا الخزانة خلفنا.
'لا يتولّد الحسد على التباين الشديد بيننا وبين الآخرين، على العكس الحسد والغيرة وليدا التقارب' ومضت هذه المقولة أمامي بينما عدتُ لأستند على الجدار ورائي أراقبهم يتفحصون أنفسهم ويثنون على بعضهم لنجاتهم وبدوا بصحةٍ نفسية وقوة جيدة ورائعة بينما أنا..
مجرّد بشريةٍ لا حول لها ولا قوة، تمّ رميها داخل هذا العالم دون أية إشاراتٍ أو براهين لوجودها تنتقل هنا وهناك وفق إرشادات غيرها وتجرّ كالماعز خلف هذا وذاك.
كثيراً ما فكّرت لمَ أغار مثلاً من نازنين التي تريد دخول تخصّص الصّيدلة مثلي بينما أقتدي وأسير على خُطى قريبتي التي هي صيدلانية بالفعل..وهنا أدركتُ أن الحسد فعلاً وليد التقارب.
أحياناً كنتُ أشعر بالغضب من نفسي كوني أحسد نازنين على عائلتها والجوّ النّفسيّ الموفّر لها وأصف ذاتي بالأنانية غير الحامدة متناسيةً أن هذه طبيعتي ومن فطرتي الشعور بهذه الأحاسيس.
لكن في مرحلةٍ ما تعايشتُ مع مشاعر الغيرة وللدهشة أحببتها بل أصبحتُ أنتظرها لتحتلني حتى أعمل أكثر وأكثر، أحببتها لأنها كانت تدفعني للدراسة والتفوّق.
والآن لا أنزعج لكوني أغار من هيزِل لأنها سبقتني وفكّرت أكثر بل العكس أحببت ذلك فهذا يُشعرني بأنني على قيد الحياة وفيّ من الحماس ما يدفعني لأنافسها وأحطّمها..وأحطّم غيرها.
البعض سيقول أن تفكيري خاطئ لكن لا يهمني ولن أصغي لهم أساساً، أنا أتقبل فطرتي وطبيعتي وأتعايش معها وهذا أسمى ما يمكن أن أقوم به لأجل ذاتي..أن أثق بها ولا ألومها وأحاول تغييرها في سبيل نيل مرضاة بعض حثالة المجتمع.
«لمَ تنظرين لي هكذا؟.» هيزِل تمتمت بينما تستند على الجدار بجانبي وارتفع طرف شفتي بسخرية «كيف!.»
«كأنّكِ متقزّزة مثلاً؟!.»
«لأنّني كذلكَ بالفعل.» أجبتُ أدير عينيّ بضحكة ولا أعرف كيف بدر مني هذا الرد الوقح لكنها تستحق فهي سبقتني.
«شخصٌ يفهم في هذا المكان أخيراً.» لم أبالي بمورتيس وفقط ركّزتُ عينيّ على إيلدا التي جاءت باتّجاهي وعلى الفور منحتها بسمةً طفيفةً أزيح لها مكاناً «هل صحّتكِ العقلية لا تزال بخير؟!.» طرفتُ لثوانٍ قبل أن أضحك لسؤالها الغريب.
أنت تقرأ
لودُوس|| LUDUS
Fantasi«نحن ثوّار..من الثورة نُولد، والثورة حية لا تموت.» ~~~ عندما دخلت آيسِل العليّة الخاصة بمنزل جدّيها أثناء العطلة الشتوية لم تعطِ الأمر أهمية بالغة واعتقدت أنها مجرد غرفة مهجورة ستستعملها كحجةٍ للهرب من ضجيج أقاربها.. لكنها لم تحسب حِساباً أن حياتها...