١٢| زمرّدٌ حامٍ.

221 24 24
                                    

'بسم الله الرحمن الرحيم'
'اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد'
~~~

«تأخرتم علينا يا رفاق!.» مُقَلي تكاد تثقب الرجل الذي ظهر من باب آخر ووقف منتصفنا يقول بصوتٍ جهوريّ..عاينتُ الجميع ووجدتُ حالهم كحالي، داخل القضبان وعيونهم تكاد تحرقه.

«من أنتم يا حقراء؟.» فلاد صاح وأغمضتُ عينيّ حالما صرخ بعد أن لمس القضبان ووقع أرضاً متألّماً..أوغاد!
إذاً القضبان تحتوي مادة مضرّة للسحرة وتُضعفهم.

«مركّب السانتريم يعمل جيّداً ضدّ سليلي الظلام..همم لم أتوقّع ذلك.» كان يسخر ويرفع صوته كي يستفزنا، ثمّ ما هذا السانتريم؟ «أودّ رؤية سخريتكَ التي كوجهكَ عندما نخرج من هنا.» إيريم رمت له ضحكةً وهي تجلس متربّعةً وسط زنزانتها.

«لمَ أنتِ واثقة؟، ما الذي يضمن لكِ أنهم لم يضحّوا بكم!.» توهّجت مقلتيها بخطٍ ذهبيٍّ دقيقٍ لثانية قبل أن تجيبه: «هيلاس لا تتخلّى عن أبنائها يا سليل هيمان!.»

«على كلّ حال لن تدوم إقامتكم لدينا، نحن فقط سنأخذ ما ينتمي لنا.» عينيه درات علينا حتّى وقفت على خاصّتي والابتسامة التي منحها لي أرجفت بدني وبادلته بتشويش بينما بدأ أسفل رأسي يؤلمني.

«لمَ هادئة؟.» على الرغم من وجعي ارتفع طرف شفتي بسخرية وأنهضتُ حاجبي «هل أرقص لكَ مثلاً؟.» ضحك مجدّداً وأردف فيما يستدير راحلاً «لم أدرك أنّني اشتقتُ لهذه الكلمات حتّى الآن، على كلّ حال استمتعوا سأعود لاحقاً.» ما الذي يقصده؟ تباً تباً..ما هذا الغباء الذي أعيشه؟.

«أين الطّفلين؟.» توقّف مكانه ولاعب لسانه داخل جوفه وضيّق مُقله الخضراء ببسمةٍ، لم يكن عجوزاً حتى «داخل أحضان عائلاتهم بالطّبع.»

«أوه نسيت..اهدئي سالدرا تعملين أنّنا لا نؤذي بضاعتنا.» التفت لثانية وألقى كلماته الغريبة فيما يحدّق بالكائن الأخضر ذو المُقل الحادّة..سالدرا؟!
أوه..الفتاة التي لا أعرف ما حلّ بها هي ذاتها هذا الكائن!!
نظرتُ لأسفل الحوض وأجل اسمها كان محفوراً أسفله.

«سُحقاً..أمي وحدها في المنزل.» فلاد صرخ يركل القضبان غير مهتمٍ بالصعقات التي تخرج منها لتصيب قدمه..راقبته بملل، مدلل أمه وحساس مرهف المشاعر! أكره هذا الصّنف من الناس فهم عادة يتأثرون بكلّ كلمةٍ ويقلقون على هذا وذاك.

أعني هي في منزلها آمنة وحولها أناسٌ يهتمون بها..أعتقد أن التّصرف الأمثل في حالتنا هو التفكير في طريقة للخروج لكي نهتم بمن يعنينا لا أن نفكّر به ونقوم بدراما ولا نحاول إعمال عقلنا!.

أعني أمي في عالمٍ مختلفٍ تماماً لكنني واعية كفايةً لمحاولة الخروج والتعايش، لا أبكي ومكتفية بالنحيب الذي لن يجلب لي شيئاً.

ضممتُ شفتيّ عندما توقّف عن فعل ما يفعله وكأنه استسلم للأمر الواقع..جلس كما إيريم وأغمض عينيه، نظرتُ لسالاز وكان يتفحص فلاد بصمتٍ مريب.

لودُوس|| LUDUSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن