"بسم الله الرحمن الرحيم"
"اللهم صلّ وسلم على سيّدنا محمد"
~~~سالاز!.
التحم حاجبيّ ببعضهما «ما الذي تفعله هنا؟.» ضاقت عينيّ عليه ومجدّداً إثر هالته المظلمة زحفت ذبذبات القشعريرة لجلدي، عندما جلس بجانبي في الحافلة خلال اليوم الأول راودني الشعور ذاته «جئتُ لأتفقّد زميلتي.»
«أهلاً بكَ!.» رحّبت بضحكةٍ مشعّةٍ أخافتني شخصياً كي ينسى أمر النظافة «هل أستطيع مجالستكِ لبعض الوقت؟.» ما إن أومأتُ حتى اقترب على الفور وجلس بمحاذاة حافة السطح بينما يربّت بجانبه.
نظرتُ لأيسره ويمناه، الأيسر لا شقوق في الأرضية لذا إن أراد دفعي لن أتمكن من التمسّك بشيء عكس الأيمن، لذا مشيتُ نحو الجانب الأيمن وجلستُ عكس المكان الذي ربّت عليه.
زملائي أجل! لكن ثقة؟ ليس بعد.
«إذاً كيف تسير التدريبات معكِ؟.»
«جيدة.» اقتضبتُ في إجابتي، هذه المحادثة لا تبعثُ لي شعوراً مطمئناً..
«إذاً..كيف شعوركِ حيال مهمة الشمال؟.» تكتّف والتفت لي بعد أن كان يناظر الأفق «لمَ تسأل؟.» تكتّفتُ بدوري وتفحّصتهُ بشكٍّ..
لمَ أشعر أنّ جميعهم يركّزون عليّ بشكلٍ مبالغ؟ أم أن متلازمة محور الكون ملتصقة بي!.
«من الواجب استفقاد الزملاء.» ابتسم وهمهمتُ «في الواقع لستُ مرتاحة لها، لمَ قد يرسلون مجموعة متدرّبة لمكانٍ خطرٍ كالشمال؟، أعني نحن لم نكمل الشهر إلا منذ أيام هناك من هم أجدر منا..»
ردة فعله بدت..نوعاً ما غريبة!.
رفع كلا حاجبيه وضحك «أجدر منا!!.»
«أتساءل إن كنتُ أستطيع مشاركتكَ الضحك؟.» نفوري من وجوده اتّضح وأردت أن أطرده لكنه باغتني بسؤالٍ آخر: «غريب أن إيلدا ليست معكِ! هل علاقتكما متوتّرة؟.»
«أتساءل ما شأنكَ؟.» ضحك مجدداً وتجهمت ملامحي، هل بِتُّ أعمل مهرجاً بدوامٍ جزئيٍّ ولا أدري «يجب عليكَ أن تدفع لي الآن..»
«لماذا؟.»
«لا تعتقد أنني أضحكتكَ بالمجّان!.» توقّف عن الضحك مكتفياً بابتسامة «البخل وما أدراك ما البُخل!.» أدرتُ وجهي عنه «الطّمع وما أدراكَ ما الطّمع.»
«علاقتنا بأفضل حال، لكن جدّياً لمَ تسأل هل تعرفها قبلاً؟ لا يُعقل أنك بدأت تهتم فجأة ونحنُ لم نتعارف سوى منذ شهر!.»
«ب-»
«م..مهلاً!! لا تقل لي أنّكَ السّايان خاصّتها؟!.» صِحتُ لاستنتاجي الصادم «لا يا غبية.» لم أعلّق! من الجيد أنّه كسر حدود الرّسميّة هذه أولاً، أستطيع شتمه براحةٍ الآن..
«تعلمين، والدها قاتل مأجور ومن هذا القبيل.» أومأتُ برأسي «ما الخطب مع هذا؟.» حسناً..ربما أقول ما الخطب وكأنه شيء طبيعيٌّ، لكن بما أنني مختلّة فأجده طبيعيّ..لكن صِدقاً كيف يتحدّثون عن قاتلٍ مأجورٍ بهذه الأريحيّة؟.
أنت تقرأ
لودُوس|| LUDUS
Fantasía«نحن ثوّار..من الثورة نُولد، والثورة حية لا تموت.» ~~~ عندما دخلت آيسِل العليّة الخاصة بمنزل جدّيها أثناء العطلة الشتوية لم تعطِ الأمر أهمية بالغة واعتقدت أنها مجرد غرفة مهجورة ستستعملها كحجةٍ للهرب من ضجيج أقاربها.. لكنها لم تحسب حِساباً أن حياتها...