"بسم الله الرحمن الرحيم"
"اللهم صلِّ وسلّم على سيّدنا محمّد"
_______________هذه الغرفة لديها إطلالة جيدة بحق..أستطيع الجزم بذلك كوني أجلس على النافذة الآن أرفع كلتا قدميّ لصدري أراقب السّماء الحالكة، أشعر بالتشوّش والخوف من المستقبل المجهول في هذا العالم الغريب،
أعني حقّاً ما الهدف من إحضاري إلى هنا؟.
لثوانٍ شرد عقلي فتناهى لذاكرتي مظهر مقتل المرأة بداية مجيئي دفعني لأفتح مُقلي مجدداً برهبةٍ وقشعريرةٍ هزّت بدني، كم كنتُ جبانةً وقتها لو أظهرتُ نفسي كنتُ ساعدتُ المرأة على الهرب كوني أجيد الفنون القتاليّة بالفعل، تبّاً لي بحق لا أصلح لشيء..هذا يومي الثاني هنا ولا زلتُ لم أكتشف سبب وجودي!!.
تنهدتُ بثقلٍ أمسح على وجهي بكلتا يديّ ويبدو أنّني سأعاني من الأرق من جديد..وتستمر رحلتنا!!
رفعتُ رأسي مجدّداً أمرّره على السّماء الّتي بدت كأنّها شاطئٌ ذو رملٍ سوداويٍّ سحريٍّ وحبّات الرّمل اللامعة تتمثّل في النّجوم متناثرةً هنا وهناك..إلهي ما أعظم خلق الرّب!!.ظللتُ على حالي أتأمّله لثوانٍ..دقائقٍ..خمس عشرة دقيقة..نصف ساعة، وبشكلٍ ما بدا يشبه أختي الكبرى ولسببٍ ما بسمةٌ خافتة تشكّلت على شفتيَّ حالما تذكّرتها، ولا أعلم لمَ لكنّني أراها ملاكاً ساقطاً من السّماء على الرّغم من العيوب التسعة والتسعين التي تمتلكها.
«سأسميكَ شغَف.» تمتمتُ وكأنّه يسمعني وسمّيتهُ على اسمها علّ ما سأبوح به الآن سيصل لمسامعها، سردتُ كلّ ما رأيت وعشتُ منذ قدمتُ إلى هنا..حكيتُ عن كلام إيلدا الغريب منذ ساعاتٍ ومن حظّي الجميل عندما كنتُ على وشك أن أطلب توضيحاً ظهر والدها يبحث عنّا كون الوقت تأخر..
وبشكلٍ ما بعد كلّ هذا أحسستُ بتحسّن على الرّغم من عدم وجود شخصٍ يشاركني الحديث ويناقشني غمرتني الرّاحة لأنّني أخرجتُ ما كتمته حتى لو لنجمٍ، الرّب في الأعلى..فوقي سيسمع حكايتي ويدبّر أمري ولذا سأستلقي داخل سريري مطمئنةً.
صحيحٌ أنّني اشتقتُ لعائلتي لكنّني لن أصبح ضعيفةً وبكّاءةً بسبب ذلك..جميعنا نمرّ بصعوبةٍ ما في إحدى مراحل حياتنا من الجيّد أنّني أمرُّ بها في بداية حيات-
قطبتُ حاجبيّ وأدرتُ رأسي فور انفتاح باب الغرفة على وسعه بقوةٍ أجفلتني وقفزتُ فوراً آخذ وضعيّةً دفاعيّةً لكنّها فقط كانت إيلدا ولا أعلم لمَ لكنّ جسدي استرخى..
هل أصبحتُ أثق بها!.
«من الجيّد أنّكِ مستيقظة.» همستْ وشفتيها وُضِعتا في خطٍّ رفيعٍ ولم أكد ألفظ بشيءٍ إلّا وقد قفزت إلى النّافذة الواسعة تترك قدميها تتدلّى للأسفل مشابهةً وضعيّتي السّابقة.
أنت تقرأ
لودُوس|| LUDUS
Fantasy«نحن ثوّار..من الثورة نُولد، والثورة حية لا تموت.» ~~~ عندما دخلت آيسِل العليّة الخاصة بمنزل جدّيها أثناء العطلة الشتوية لم تعطِ الأمر أهمية بالغة واعتقدت أنها مجرد غرفة مهجورة ستستعملها كحجةٍ للهرب من ضجيج أقاربها.. لكنها لم تحسب حِساباً أن حياتها...