" أنا لن أبكي بعد الآن عليك~ "
-نوبارا: هل رأيتم حتى أنفه النازف؟!
-سوكونا: اخرصي فحسب، سيفيق بعد قليل لا داعي لدراميتك للمرة الثانية!كانت على وشك القفز عليه و صفعه إلا أن نانامي أوقفها بسحبه لها لجانبه، ضغط على كفها الصغيرة لتهدأ، فهو يعلم كم أنها أصبحت حساسة تجاه يوجي بعد الحقنة، فهي تود التخلص من غوجو بأقرب وقت ممكن.
خلال شجارهم الذي زاد فتك رأسي، حاولت خلاله فتح بندقيتاي لأرى بمنظور مزودج، شعور أن ذكريات شخص عالقة بعقلك دافعة لذكرياتك الأساسية للخلف يرهقني، لاحظني غوجو الذي لم يكترث بما يدور بينهم، اقترب بود ماسحا على رأسي بهدوء و أصبح يطالعني بحنية، لا أعلم لما انتابني الغثيان فجأة و لكني تراجعت عن فعلها فأنا لم أكسب ثقته بعد، أبعدت كفه عن شعري و حاولت النهوض ليمنعني منه، دفعته جنبا و وقفت مترنحا أحاول استعادة توازني، و هنا الجميع أصبح متنبه لحالتي و ليس هو فحسب، مشيت بخطوات متعرجة ناحية المطبخ حاملا عين المقلاة التي ضُرب رأسي بها قِبلا، و استدرت أواجههم بها، رافعا لها ناحيتهم بتهديد قائلا:
- إن اقترب شخص مني أقسم أني سأخرج دماغي بواسطتها!مد يده غوجو كرد فعل لكلامي، حاول التقدم لكني صرخت به جاعله يتراجع بتوتر، نوبارا حاولت استمالتي بتعاطف و لكنها نالت نصيبا من غضبي المكبوت لأسبوع هنا بينكم يا سفلة! ميغومي يرسل لي نظرات ثلجية و كأن الأمر لا يروق له و لكنه اختار الولوذ بالصمت، حتى قهقه سوكو الأحمق رأس حاوية القمامة:
- هيا أفعلها أنا أنتظرك، هيا!بقي يتحداني لفعلها، أنا أعلم بقرارت ذاتي أني لن أستطيع و لكن ثقته تلك من أين تنبع فجأة، صمدت على موقفي لأن غوجو أبدى قلقه و سوكو لا يهتم البتة فهو تقدم مني و بقسوة اعتدتها منه أمسك معصمي واضعا المقلاة عند صدغي يحثني لضربي! صفعة منه كانت من نصيب خدي، سقطت المقلاة تزامنا لإمساكي له:
- لا تلعب دور البطل و ما أنت سوا شقي مغرور!لم يعترض أحد على فعله سوا اثنان، غوجو و ميغومي! قدما ناحيتي و في خلال سير غومي لي حمله سوكو على كتفه آخذ له للبعيد، و لكن الآخر تشبث بكتف غوجو بحكم مجاورته له، تراجع لتشبث غومي به، و كاد يقع لولا أنه ماهر دوما بإتزان ذاته:
- دعني سوكو! أنزلني أرضا!
لم يعطه جواب، بل ظل واقفا لم يحرك ساكنا و غومي ما زال متشبث و غوجو يود تفقدي، لذا فعلت ما رأيته صائبا و ركضت لغرفته مقفلا الباب، إن كان يود تفقدي سيجدني هنا:
- غومي يا فتى دعني حتى أتفقد يوجي!و كأن المعني أصيب بالصمم، مازال يتشبث به و كأنه طوق نجاته، تململ سوكو و رضخ لطلبه، أنزله مقبلا جبينه عازما للخروج و بداخله صوت يود لغومي إيقافه، و حتى عندما طرق مفتاح غرفته لم يصله أي صوت من لافندره الليلي.