" صفعة "

65 6 131
                                    

" أنت سبب معاناتي "

لم أستند لسوكو لدى ندهه لي، الآخر بقي يسير خلفي و أشعر بنظراته القلقة يحدني بها، و لكني ظللت متماسك لحين وصولنا لغرفة ساتورو، نانامي و نوبارا كانا بها كذلك، أغلق الباب بمجرد دخولنا و أخذ يدور على ذاته يُشكل حلقات بذلك، حتى كسر مزهرية أرضا و نظر لي بصوت خفيض و لكنه مليء بالوعيد:
- أكنت على علم بوفاة والدة فراولتي و لم تفصح عن ذلك؟!

أوشكت بالدفاع عن ذاتي ليرجعني سوكو خلفه ليصبح حامٍ لي كما عادته، أردف بنبرته اللامبالية:
- أنا من أجَّلتُ هذا من أجل أن يلهو الصغير قليلا، ثم لما الإهتمام؟ لم يعد أحد بالخارج ينتظره، افرح تستطيع اكتنازه، أنت بالأصل لا تهتم سوا لذاتك و ما هو إلا بيدق لديك كما نحن! لدرجة أنه أداة لتذكيرك بلوري، هل أنا مخطئ؟!

شدد على كلماته الأخيرة ضاغطا بذلك عليه، لم يتأثر أبدا، يجيد إخفاء شعوره الحقيقي ما إن يتطلبه الأمر ، أرخى ذاته على الأريكة يطالعني من خلف سوكو ليردف:
- إذا كنت تراني مخطئا، فعليك تصويب ذلك و توجيه الخطأ لمن يحتمي ورائك كالأرنب المذعور، أليس كذلك يا رفيق قلب فراولتي؟!

توجهت أنظارنا بصدمة ناحية غومي، ليستدير له سوكو و يمسك ذراعيه:
- أأنت رفيق قلب الوردي؟!!

لم أستطع جعل ناعستاي تقابل قرمزيتاه الملتهبة، هزني بعنف يطالبي بإجابة، نفي أيا يكن، و لكنه ما إن رآني أعض شفتي السفلية تركني مبتعدا عني و كأن صعق كهربائي صعقه، نهض ساتورو ناحيتي قائلا:
- أنت من قتل والدة فراولتي فالفكرة فكرتك، من يعلم لما هو صامت تجاه هذا كله حتى بعد إفصاح نانامي به!

و تزامنا لذلك وصلتنا ضوضاء خارجا و سقوط جسد و أمر ما، هرع ساتورو لفتح الباب ليرى الأصغر أرضا و ببندقيتاه جرف عارم حُطِّم سده و هطل، صرخ بأعلى ما لديه فذكريات لوري تداخلت مع ذكرياته، و هذه أسوأ مضاعفة لحقنة دهاليز الأفكار، أسنده ساتورو إليه طالبا منا كمادات باردة و أنَّ على أحدنا تعبئة الحوض بماء بارد، يوجي تشنج بشدة و هذا بث في خوافقنا الرعب، ركض به الأكبر لدورة المياه التي تكفل نانامي بضبطها ليستخدمها، وضعه بالحوض برفق و على رأسه كمادة باردة ليهدأ، بقي يرتعش فجسده لم يعتد رميه هكذا، تمتم ببعض كلمات بالكاد التقطوها:
- رفيق قلبي أخبرني بوفاتها سابقا...لكني لم أبدي أي ردة فعل...لما لما...

و هنا تأكد أمرين ليس فقط لدى ساتورو بل للجميع، بأن ذكريات لوري قد هجمت على خاصة إيتادوري و أصبحت هي المتحكم لذا لم يبدي أي ردة فعل وقتها، و ثانيا بأن رفيق قلبه ما هو إلا غومي، بالتأكيد سمعهم يوجي، فلا شك بذلك، و لكن ما حيرهم هو أنه لم يتطرق لهذا الموضوع بتاتا، لربما سمع آخر كلمات ساتورو ليس إلا..

" الزائر الليلي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن