" زيارة "

78 6 154
                                    

" أعلي مسامحته حقا؟ هل يفيد الندم وحده؟ "

بالعادة يكون صباح الخير لكن أين لي بصباح هادئ و غوجو قد طرق الباب مرات عدة لولا الحياء و أني فتاة كان قد اقتحمها، مشيت بتثاقل لأفتحه فما زال النعاس ساطٍ علي، تكتف لحالي و أخذني لدورة المياه كي يغسل وجهي، ذعرت و ابتعدت بسرعة مردفة:
- أنسيت اضطرابي للماء الإجباري؟ دعك عني سأهتم بكل شيء فقط اخرج.

حك مؤخرة رأسه ليتمتم باعتذار خافت و يرحل، لا يبدو على شاكلته المعتادة فهو يود استعجالي فيلزمنا إحضار المتبرعة، لن ألومه إن تناسى بعد كل هذا اضطرابي، هندمت ثيابي و هي عبارة عن تنورة قطنية و قميص قطني يحملان اللون البني بدرجاته، القميص أدخلته للداخل كي يبدو كلاسيكيا أكثر، أخذت معطفا أهداني هو نانامين و ارتديته مع حذائي تحديدا البوت، و ها هي قبعة شبيهة بخاصة الرسامين و وشاح لأضمن دفئي جيدا، خرجت لأراه يتوشح السواد بالكامل و عيناه تَكْسِرُ اللون و لكنه بهي بأي طلة يطلها لنا، قامته الطويلة أيضا تساعده بذلك، بدلة شتوية و معطف أيضا و حذاء ذو كعب منخفض يكفي لأن يُطرق بالأرض حتى يُسمع صوته، و ساعته التي تُقدر بآلاف الدولارات، لربما قيمتها كحد أدنى 500 ألف، إنه ثري بحق، ارتدى نظارته المعتادة و أشار لي بالمجيء، و يال المصادفة فقد رأينا غومي و سوكو آتِيَيْن بعكس إتجاهنا، نحن للخارج و هم للداخل، توقف غوجو قليلا و نظر لهم، أمسك سوكو بكتفه و ضغط عليه ليفهم بأن غومي لم يسافر و قد منعه من ذلك، لم يَطِل غوجو الوقوف فأردف و هو هاما بالرحيل:
- سنذهب لزيارة فراولتي، أعلما نانامي بهذا و خذاه معكما، نحن سنسبقكم.

خَطواته تسبقني ياله من عود خَيزُران طويل، و قبل دخولي للسيارة صاح سوكو:
- تبدين رائعة يا صغيرة.

أخرجت لساني لأغيظ غومي الذي احتقن و داس على قدمه ليصرخ الأكبر بدرامية مضحكا الأصغر بذلك، حتى شاركه برأيه بأني جميلة اليوم، تحسست وجنتاي التي دفئت قِبلا من مدحهما، نظرت لغوجو فلربما أراد قول أمرا ما لأنه بقي يطالعني لفترة لا بأس بها، و لكني نسيت أنه نرجسي لا يهتم إلا بذاته لذا قال:
- هل ستقفلين الباب أم علي فعل ذلك؟
- أحمق!

أقفلته عنادا بقوة و ربطت حزام الأمان و بقيت عابسة، ضحك بخفة ليخرج حلوى المص و يمدها لي، أشحت بوجهي ناحية النافذة، هز كتفيه و تناولها هو، ويلي هذا صاحب الفرصة الواحدة، أعني حمدا للرب أنه ليس بعلاقة ما، فهو لا يصر البتة، يفضل ذاته كما قلت سابقا.

البائعة لم تكن متواجدة بمنزلها لذا رجح أن تكون عند أزهارها و قد صاب تخمينه، دلفنا بهدوء للداخل و الجرس المعلق عاليا قد أعطاها تنبيهًا لنا، انحنت احتراما فبادلناها ذلك، خرجت إلينا من خلف طاولة المحاسبة المليئة بالأزهار مثلها، إنها لطيفة و بهية الجمال، أشك أنه وقع بحبها، فلا أرى داع لإحضارها كي يشكرها ايتادوري:
- أشكركما لمجيئكما، هل لي بمعرفة الطلب الذي تودانه؟
- أتينا لأخذك و أخذ بعض الزهور، يجب عليه شكرك لتبرعك له.

" الزائر الليلي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن