" هاك قلبي لتدفأ "

75 8 260
                                    

" إنه رفيق قلبي، من عداه يكون بهذا الدفء بقربي؟ "


خروج هنري و علامات الفزع تعلوه و يطالبني بمعرفة زمرة دمي لأخبره أنها AB+، لا يبدو سعيدا بالخبر بسبب ضربه لكفه بالحائط المجاور، أردف بقلق:
- نحتاج زمرة O+ فيوجي فقد الكثير من الدماء، حالا جد متبرع يا فتى!

مسحت بباطن كفي شعري مرجعا له للوراء:
- هل نفذ محصول كامل منه؟! كيف و اللعنة؟!!
أردفت بغضب فهذه مشفاي، كيف لا تتوفر أقل الأمور، ألم تكن متواجدة حتى البارحة حالما تفقدي الأوضاع، أتعاقبني أيها الرب الآن؟ لا أود فقده أرجوك..

بقيت أركض كمجنون أُطلق سراحه و أصرخ بحاجتي لتلك الزمرة و المقابل مبلغ مالي مجزيا لها، حتى تقدمت فتاة و عرضت ذاتها، حمدت الإله داخلي و أخذتها حيث هنري كي يفعل اللازم، أرجوك أعطه من عمري كي يعيش.

افترشت الأرض بجانب غرفته و بقيت أدعو كي يفيق و ينجو، و أنا بغمرتي قد اشتبهت الفتاة المتبرعة لدي، ألم تكن هي ذاتها بائعة الزهور؟!

ضوء خافت لا يعود للشمس البتة فقد قهرها الشتاء ببرده لذا هو الصباح آخرا، يداعب أهداب غومي ليفيق، كان مرهقا فليلة البارحة لم تكن هينة لأحدهم، شعر بفراغ بارد بجانبه، تذكر أنه هنا و يبدو أنه رحل منذ مدة، يريد معاودة النوم و لكنه قد فر لدى فتحه لعيناه، وجد رسالة بجانبها حلوى، فتحها ليرى أنها من سوكو، من غيره يملك خط خربشة الدجاج، و يروق له أنه يفهمه رغما عن كل شيء، كان فحواها كما الآتي:
- عزيزي فوشيغورو، قد اضطررت للعودة لأسبانيا لتصفية أمرا كان عالقا لبعض الوقت، أرجوك اهتم بذاتك جيدا لحين عودتي، آسف لافندري لأنك لم تستطع توديعي، أعدك أن تكون هذه الأخيرة، أحبك لافندري الليلي.

اعتصرت الورقة بين أكفي، لقد سافر دون وداعي، لن أسمح بذلك و سألحقك أيها الأحمق، انتعلت أحذيتي و ما إن فتحت الباب حتى سمعت صوت غوجو بالأسفل، طللت برأسي لأرى كمية الشحوب و الإرهاق عليه، أسنده نانامي و نوبارا أحضرت له كوب ماء، حاولت التنصت و جل ما فهمته أن حالته شبه مستقرة و آيلة للإنحدار يقصد يوجي، كان صوته متحشرجا و لكنه لا يبكي، فهو لن يظهر ضعفه بتلك الطريقة و ينهزم أمامنا، يبدو نادما لفعلته، لكنها لم تكن بمحض إرادته، لم أشأ أن يروني أخرج لذا سلكت الطريق الخلفي، أنا آتي إليك!

عاينت الفتى الصغير و قد استقرت حالته بنسبة لا بأس بها، يجب أن يُخضع للعناية المشددة، تركته يرتاح لأرى أمامي شخصا ما يضع قناعا يخفي ملامحه و غطاءً للرأس، لم أتبين هويته و لا أهتم حقا، انتظرني لحين خروجي و دخل بعدها، هيأته مريبة لي لكنه يبدو مسالما، لربما أرسله ساتورو لهنا، ما هذا الهراء الذي ينهش تفكيري، لأدعه فلن يؤذيه آخرا.

" الزائر الليلي "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن