هزائم المحبين لا تنسى! قد يمضي المرء أعوامًا يحفظ قلبه في صندوق من زجاج، يخشى أن يُجرح، يخشى عليه حتى من نسمات الهواء، حتى يقع في الحب وللمرة الأولى يسمح لأحدهم بالإقتراب، يستثنيه عن الجميع! فقط نظرة واحدة إلى القلب فيسقط هائمًا في الحب، ويحدث أن الإستثناء الوحيد هو من تسبب في هلاك قلوبنا، من كسر صندوق الزجاج حتى تهشم فوق القلب فأدماه، وحينها لا يعود القلب كالسابق أبدًا، يتأقلم! ويحيا متألمًا من شظايا الزجاج الذي لم تخرجها الأيام منه فيظل يتذكر هزيمة المحب، الإستثناء الوحيد!
***
عقب رحيل عائلة نزار خيّم الصمت على المنزل وكأنه صمت ما بعد الحر.ب، صمت مشبع بالتوتر والقلق! أول من شقت حاجز الصمت كانت چويرية حيث أنفجرت ضاحكة من هول الموقف الذي كان جميعهم به، وشعرت ليلى بأن تلك هي اشارتها لتتحدث وتؤنب والدها عمّا فعله، نهضت من مجلسها وملامح الصدمة لاتزال تعبث بوجهها وحاولت قد الإمكان ان تحافظ على صوتها هادئًا وهي تقول :-يعني انت يا بابا معرفتش تقول للناس ايه تقوم قايلهم احنا نقرأ الفاتحة! ده اسمه كلام برضو!
ضحكت چويرية مجددًا فزفر عبد الله بضيق ثم قال إلى ابنته :
-يعني انتي كنتي عايزانى اعمل ايه يا ليلى! الناس دخلت بيتنا وهما عارفين إننا موافقين وقاعدة النهاردة كانت المفروض للإتفاق على معاد الخطوبة والفرح
-خطوبة وفرح چويرية مش انا!توقفت چويرية عن الضحك أخيراً، وكأنها كلما أصابها أمر ما لم تجد سوى الضحك سبيلًا، نظرت إلى ليلى وقالت مبتسمة :
-انتي مكبرة الموضوع ليه يا ليلى ما انا وانتي واحد
رفعت ليلى كلتي حاجبيها بإستنكار ثم قالت :
-انا وانتي واحد في كل المواضيع يا چويرية، إلا ده!
زفر عبد الله مجددًا ثم نظر إلى چويرية وقال :
-يابنتي بالله عليكي قوليلي، انتي بتحبي الواد ده؟!
نهضت چويرية من مجلسها على الفور وتوقفت عن المزاح، حركت رأسها تنفي حديثه ثم قالت :
-ياعمي والله ما بحبه! انا بس كنت شايفاه عريس مناسب عشان كدا كنت موافقة
نظر عبد الله مجددًا إلى ابنته وكأنه يخبرها بأن لا داعي للرفض ولكنه لمح الرفض يلوح بعينيها بعناد، تلك ابنته التي يعرفها جيدًا ويقسم بأنها سترفض لذلك قال بحزم :
-يبقى خلاص يا ليلى مفيش أي سبب يخليكي ترفضي عريس زي ده
-بس يا بابا..قاطعها قائلًا بحزم أكبر :
-مفيش بس! انا أديت للناس كلمة خلاص ومش هينفع نرجع فيها
قالها ثم تركهما وذهب إلى الداخل حيث غرفته، أغلق الباب وأغلق برفقته الفرصة في نقاش ذلك الأمر مجددًا، عقدت ليلى حاجبيها ثم نظرت نحو چويرية التي ابتسمت وقالت :
أنت تقرأ
على حافة الحب
Romanceأسفل سقف واحد قد يحيا العشرات سويًا، لكل منهم فلك يسبح به ويهيم به، قد يغرق ولا يجد مرساة، وقد ينجو ويجد بر الأمان!، قد تكون اليد الممتدة للمساعدة خدعة، وقد يكون من ظننا به السوء أول من أراد المساعدة بصدق!، تأخذنا أحداث الرواية في رحلة بين أبناء عائ...