~ بعض اللحظات تمر وتنتهي، ويبقى الأثر! ~
***
عاد كريم إلى منزله مسرعًا بعد مقابلته السريعة بـ غزل، توجه على الفور لغرفة بدر متجاوزًا غرفة ليل التي امضت بها أيامها السابقة في منزلهم وهو يعلم أنه سيواجه غضبها فيما بعد، طرق الباب بخفة فأذن بدر للطارق بالدخول، أقبل كريم فإنفرجت اسارير بدر برؤيته، برفقة كريم لا يتظاهر بالنسيان كما يتظاهر به برفقة باقية أفراد عائلته، سلّمه كريم ما أعطته له غزل قبل قليل ثم غمز قائلًا :
-باعتالك السلام
ابعد بدر نظراته المنتصرة عن الكنز الذي حصل عليه اخيراً بعد طول الرحلة ثم نظر إلى كريم وتعمد عدم الفهم سائلًا :
-هي مين؟
ضحك كريم ثم جلس على حافة الفراش وقال :
-اللي هروح في داهية لو ليل عرفت اني بقابلها، عايز تبوظ فرح اخوك اللي بعد يومين يابدر
ضحك بدر ثم جلس بجانبه، بداخله شيء خفي أراد لو يسأله عمّا قالت غزل أيضًا لكنه آسر الصمت ثم ابتسم قائلًا :
-عمري ما هنسى لك اللي عملته معايا ياكريم
-انت مجنون يابدر ولا ايه انا اخوك، وبتمنى مسرحية فقدان الذاكرة دي تخلص قريب عشان ماما صعبانة عليا بصراحة
حرك بدر رأسه متفهمًا وقد شرد قليلًا فإبتسم كريم ثم ربت على كفه قبل أن يغادر غرفته ليذهب إلى ليل مستعدًا لملاقاة غضبها بعد أن تجاهلها غير عامد طوال اليوم، عقب رحيل كريم ازداد شرود بدر، وهو يتذكر تلك الليلة التي انقلبت بها الموازين رأسًا على عقب!
***
" ليلة الحادث "
نظر بدر إلى غزل مستفهمًا بعدما أخبرته بأن ينتظر، في عينيه آلاف الأسئلة ووحدها غزل جوابها، تنهدت غزل ثم قالت في هدوء تام :
-المطلوب مني امو.تك
قالتها ببساطة وكأنها تخبره عن حالة الطقس ثم أخرجت ذلك الخنـ.جر الذي كانت تحتفظ به لقتـ.له فعلى الفور تأهب بدر وأخرج سلا.حه الناري الذي كان يخفيه طيلة الوقت، ضحكت غزل وهي تضع السكين جانبًا وترفع يدها في إشارة استسلام أمام فوهة سلا.حه الموجهة نحوها ثم قالت :
-أعتقد إن اللي بتعمله ملوش لازمة، انا لو كنت عايزه اقتـ.لك كنت عملتها من بدري، خلينا نتكلم
تردد بدر قليلًا لكنه وجدها محقة، لأيام شاركها غرفة واحدة في رحلتهم تلك ولم تحاول غزل قتـ.له قط، ترك سلا.حه مترددًا بجانب خنـ.جرها وحينها ابتسمت غزل ثم تنهدت وقالت :
-مراد طلب مني ده بعد ما عرف اني بشتغل معاك
اتسعت عينيّ بدر ثم قال :
-مراد عرف من امتى؟!
-من قبل ما نسافر، وعشان يضمن اني انفذ خطته خطـ.ف سليم، حياتك قصاد حياته يابدر باشا
-سليم اخوكي؟!
أنت تقرأ
على حافة الحب
Roman d'amourأسفل سقف واحد قد يحيا العشرات سويًا، لكل منهم فلك يسبح به ويهيم به، قد يغرق ولا يجد مرساة، وقد ينجو ويجد بر الأمان!، قد تكون اليد الممتدة للمساعدة خدعة، وقد يكون من ظننا به السوء أول من أراد المساعدة بصدق!، تأخذنا أحداث الرواية في رحلة بين أبناء عائ...
