٭ حُـلــمٌ وَ لَـوحَــة ² ٭

105 21 11
                                    

' سَلَامٌ عَلَى لَونِ البُـنِّ فِي عَينَيكِ '

♢ ♢ ♢

- Marsal -
- 2:25 مساءًا

انتهَيتُ من عَمَلي الجُزئي فِي المطعَم، و ثنَيتُ الخَالقَ عَلى تخَلصي من ثَرثَرةِ فِيليكس عدِيمة الفائِدَة .. بعدَ ذلكَ ذهَبتُ لطِبَاعَةِ بَعضَ أوراقِ الدعَايَة لوَرشة الرسم خاصتِي .. طبَعتُ الكَثِير بحَق! و بدَأتُ فِي توزِيع الورَق عَلى المَارَّة، فَمنهم مَن كَان يقبَل ببسمةِ مُبهِجة و صدرٍ رحِب و الآخر يَنظُر نظرةَ احتِقَار و يُكمل السير كَأنه لم يَرَ شَيئًا، يَا لوَقَاحتهم! أيَظُنونَنِي متسَولة أو شَيء من هذَا القَبيل؟! هه، لَن أعكر مزَاجي لأجلهم بالفِعل.

مَرَّت نِصفُ سَاعة و أنا عَلى هذَا الحَال، لقَد أرهَقت! لَم اتوَقع إنها بتلكَ الصعوبة، إنه مجَرد تَوزيع بَعضِ الأورَاقِ يَا صَاح! .. لمَحتُ طفلًا يَسِير يمينًا و يسارًا و كَانه يَبحثُ عَن أحدٍ مَا بأعينٍ دَامِعَةٍ، كَان يرتدِي الزِي المَدرسِي للمَرحلَة الإبتِدائِية لمَدرسَة سيُول الدولِية .. ذهَبتُ إليه مبتسمةً لعَلي أزِيحُ بعضَ الخوفِ من عَينَيه الصغِيرتَان

"هَل تَبحثُ عَن أحدٍ مَا؟"

نظرَ لي بعَينَيه الصغِيرتَان الدامعتَان يَعترِيه الخَوف و القلَق

"لقَد أضَعتُ الحُراس الذِينَ كانوا مَعِي"

أجَابَ بنبرةٍ مهتَزة محاولًا كتمَ شهقَاتِه

حُراس؟ همم يَبدو أنه مِن عائلةٍ غَنِية لتَعيين حُراس .. لَكِن لا فائدةَ منهم أيضًا، لقَد أضَاعوه بالفِعل!

ابتسَمتُ بلطفٍ ثمّ مدَدت كَفي لَه

"ألا تَعرف رقمَ هَاتِف أي أحدٍ من عَائلتكَ، أو حَتى مكَان منزِلك؟"

نفَى برَأسهِ لي و مَازَال يبكِي، تنَهدتُ بقِلة حِيلة فأنا أشفِقُ عَليه حقًا، ولا أعلم هل بإمكاني إرجاعه لأهله أم لا، لَكن يَجبُ علي مساعدَته عَلى أي حَال ..

"لا تقلَق، سوفَ أعيدُكَ لَهم .. لكِن دَعنا نذهَب لمكانٍ غَير مزدَحِم كَي أبتَاعَ لكَ بعضَ الحلويات .. ألا تُحِبها؟"

رفعَ سَاعِدهُ يمسَح أدمُعَه سَريعًا بأكمَامِ قميصِه ثمّ نظَرَ إلي بانكِسَارٍ و وضعَ كَفه فِي كَفي لأقبِض عليها بخِفة، و أمَاءَ إليّ بمعنَى 'نعَم' محاولًا كتمَ شهقَاتِه

𝐃𝐑𝐄𝐀𝐌 & 𝐏𝐀𝐈𝐍𝐓𝐈𝐍𝐆 | حُــلــمٌ وَ لَــوحَــة | HJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن