تركها

5.6K 304 86
                                    

الفصل الرابع 💙

_____________________________________
يحكى في الحب أنّ العناق حياة.
_____________________________________

خطر سؤال على عقلي بينما كنت اتأمل زوجين من العصافير الزرقاء التي كانت تعلو غصن شجر حدائق هذا القصر ،سألت نفسي ان كان سيكون لي شريكا ذات يوم ، وهل سيخبأني بداخله مثل هذا العصفور الذي يخبأ زوجته ، هل سأتذوق طعم الحب من شخص يوما ، اريد رجلا يدللني مثلما كان أبي يفعل ، اريد رجلا يخاف علي كأبي الذي كان يأبى حتى ان اخدش ، الان جسمي اصبح جروحا وخدوشا ولا احد يهتم ،تششه غريبة الحياة ، كنت اعيش في قرية مليئة بكل انواع الحب ،عشق الزوجين ،حب الاخوة، حب للاجداد ،حب الاصدقاء اما الان فحتى حب النفس لم يعد موجودا . انني متشبتة في الحياة لدرجة انها لو طلبت مني قتل شخص لفعلت ،واهرب من الموت لدرجة لو وضع العالم كله بين يدي لرفضت

اريد ان اعيش اجمل حياة
قال أبي لي ذات مرة ان الفرص الثانية لا توجد ، فالحياة نعيشها مرة و الموت نجربه مرة ، لم اريد ان اقتنع بما قاله انذاك ولكن الان صرت اكبر في العمر وتأكدت من كلامه ، كنت محبوسة سنوات في تلك المصحة ولم اعش حياة جميلة منذ ذلك اليوم ،اريد ان اغير حياتي ،حياة المريضة النفسية 1307 .

سمعت من الخدم ان الرجل الذي حاول اغتصابي قد مات ، أنه يستحق ذلك يا ترى من قتله ؟

حل الليل ولم أشعر به لكثرة تفكيري ، ما افاقني من شرودي هو جوعي الشديد ،لم اكل شيء منذ مدة ، فاتجهت خارج هذه الغرفة ، كان القصر عاتما ، كأن الجميع سرقهم النوم ، خففت من خطواتي حتى لا اوقظ احد او ازعجه ، أعتقد أنني الان في الطابق الثاني ، أمشي بهدوء الا ان اوقفني صوت ، كأن صوت شخص يتألم ،اتجهت نحو مصدر الصوت وكانت غرفته ، وضعت اذني على الباب وسمعت صوت انينه ، لم أتردد في فتح الباب ، كان في السرير نائم ، تقدمت نحوه وعرفت أنه يرى كابوسا من عرقه الذي يغطي وجهه ومن تحركاته ، اقتربت أكثر وجلست امامه .

نادته بهدوء

جونكوك

كانت اول مرة تخرج شفاهها اسمه ، لكنه لم يجبها ، لذا أعادت منادته بعدما وضعت يده على كتفه العاري فهو متعود على النوم بدون قميص

نهض مفزوعا يتصبب عرقا ، ممسكا جهة صدره الايسر حيث يقبع قلبه فراحت مسرعة تعانقه

اهدئ كل شيء بخير أنه مجرد حلم

افاق من خوفه فور معانقته ، يديها الصغيرتين كانتا تطبطبان على ظهره العاري ، ورأسها كان موضعا على كتفه ، وجسدها كان ملتصقا بجسده ، حتى ان عبير شعرها قد تسلل لانفه واختلط بأنفاسه والاهم صوتها الناعم الهادئ الذي كان يهدأه .

المريضة النفسية 1307( بطولة جيون جونكوك )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن