★الفصل الثاني: قصة رحيل أحمد للبرازيل بحتا عن الانتقام

4 0 0
                                    

   _ أين لي بالمال ؟ وكيف أصل إلى البرازيل ؟
بدأت التجول شارذ الذهن وفي بالي العديد والعديد من الأسئلة ، وحينها أبصرت فتاة عارية الساقين ترتدي فستان أحمر اللون ، وجهتها في الغالب نحو الحانة ، فإنتهزت الفرصة وتقدمت نحوها وذلك من أجل الحصول على المال ، وفي لحظات لم أشعر بمرورها قط ، إستوليت على حقيبتها اليدوية وإنسحبت راكضا نحو الضلام لعله يكون مكانا آمنا.
تفحصت الحقيبة اليدوية المسروقة بحتا عن المال، فوجدت مبلغا جيدا من المال، يكفيني للوصول للشاطئ وركوب السفينة.
بعدها إستقليت سيارة أجرة لأني غير قادر على السير مسافة طويلة بسبب العملية والجراحة التي أجريتها منذ مدة وجيزة لا تتجاوز الساعتين ، طلبت من سائق الأجرة أن يوصلني إلى الميناء الشرقي. وبالفعل فعل ما أمرته به وقام بإيصالي إلى  الميناء الشرقي. كان الميناء مكانا واسعا يعج بالناس من جميع الأنواع والأعمار والأشكال ، توجهت بعدها نحو شيخ تبدو على ملامحه- التي كان الزمن سببا في فقدانها للونها- الحكمة وأنه يعرف الكثير ، دنوت منه وقلت له بعد أن صافحته وقبلت يده:
  _ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته يا عم فخاطبني بلهجة تدل على أنه قد عانى من قساوة الذهر كثيرا:
  _ وعليكم السلام ورحمه الله يا بني ، كيف يمكنني مساعدتك ؟؟
  _ أنا فقط أريد التوجه إلى البرازيل ولا أدري كيف ، فمنذ نعومة أظافري لم تطأ رجلي مكانا خارج بلدي الحبيب .
  _اممم ، لا تخف ولا تقلق ، مازلت صغيرا ومازلت لم ترى شيئاً من هذه الحياة ، نصيحتي لك  أنه لو كنت تريد الهجرة من أجل البحث عن فرصة عمل هي العدول عن الفكرة ، والمكوث في بلدك وبين أحبابك ومعارفك ، لأن الحياة لا ترحم ، فهنا أهون لك وأرحم.
قلت له بعد أن غلب على صوتي البكاء:
  _ لاتخف البلاد جميلة وهذا ليس كلاما أقوله مكرها عليه ، كما أنني لا أرضى أن أكون بعيدا عن أحضان عائلتي ، ولولا أن المسألة مهمة وتعتمد علي لما كنت سأفكر في السفر مطلقا بعدها قال لي:
  _ أترى ذاك الباب الأزرق المزخرف بأشكال هندسية عملاقة ؟ إذهب هناك و هم سيساعدونك.
  _ شكرا جزيلا لك يا عم
ذهبت إلى المكان الذي دلني عليه العجوز ، وطلب مني أحد المشرفين هناك الذي كان يرتدي زيا أنيقا أن أنتضر حتى يحين وقتي ، دام إنتضاري مدة لا تتجاوز حدود العشرين دقيقة ، خلالها كنت أتمنى لو كنت في كابوس و أنني سأنهض بعد دقائق وسينتهي كل شيء ، لكن صوت المشرف وهو ينادي علي كسر الخلوة التي كنت فيها ، وتيقنت بعدها أنني فعلاً ضحية لمجرم خطير لابد لي من إسترجاع حقي منه بيدي هاتين.
إتجهت نحو المشرف الذي كان يجلس في مكتب في غرفة صغيرة يفصل بيننا جدار بلاستيكي شفاف متين ، وصلت وقال لي بأنه يلزمني أن أدفع مقابل الحصول على تأشيرة العبور إضافة إلى بعض المستندات التي تبين من أكون.
  _ للأسف الشديد لا أحمل معي أي شيء. قلتها له وإحساس اليأس بدأ يتغلب على الجزء المتبقي من الأمل بداخلي.
  _ ألا تحمل معك بطاقتك الوطنية ؟
  _ إنها معي هنا. قلتها بعد أن إرتسمت إبتسامة خفيفة على وجهي ، لكن سرعان ما إنقلبت إلى صدمة عندما قال لي:
  _ لكنها لاتكفي ، وبالتالي سيضاف مبلغ آخر على نفقة التأشيرة .
  _ كم المبلغ الإجمالي ؟
  _ 11000درهم !!
بالطبع سيكون المبلغ هائلا ، دخلت في حالة من اليأس يرتى لها ، لكن سرعان ما تدكرت حقيبة تلك الفتاة ، فأخرجت النقود وبدأت في عدها ، إكتشفت أنه ينقصني 1000درهم ، كانت تمن سيارة الأجرة ، لكن بعدها أحسست بيد دافئة وضعت على كتفي و صاحبها يقول:
  _ لا بأس أنا سأدفع الباقي!!
كان الصوت مألوفا ، عندما إستدرت وجدت أنه الممرض كريم وهو يبتسم إبتسامة عريضة ويحمل معه كيسا مليئا بالمأكولات والأشربة، قال لي بنبرة صوت مليء بالحنان والحماس أعادت إلى روحي بصيص الأمل:
  _ أثق أنك قادر على إتمام العمل على أكمل وجه.
وبعدها قمت بتعنيقه عناقا حارا أحسست بعده بإحساس لم أحس به منذ فترة طويلة، بعدها قمت بتوديعه وقام المشرف بفتح البوابة أمامي ، كان الوقت يناهز الساعة التاسعة والنصف مساء وبعدها صاح بأعلى صوت أن الرحلة ستنطلق بعد نصف ساعة تقريبا .

قلب في البرازيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن