بعدما انتشر الخبر بين العصابات، قرر سان بيدرو ان يضع مكافأة على رؤوس افراد العين الحمراء، وقرر ان يجدبهم اليه من خلال الاعلان عن مؤتمر مباشر لتعيين السادة الجدد لكل مافيا على حدة، كان المكان محاصر جيدا بعدد من الحراس كما ان مجموعة من القتلة المستأجرين كانو متنكري في هيأة صحفيين، وايظا رائحة المكافأة المالية جدبت الى المكان اشرس صائدي الجوائز واشهرهم، في محاولة للقبض على العين الحمراء، في الجهة المقابلة، كان العين الحمراء على دراية بالمؤتمر والفخ المنصوب له، لكن رائحة الدم و رغبته في التسلية جامحة على قلبه، فقرر التجهز جيدا للمعركة، واصطحب معه مجموعة من الاشخاص المسلحين والمحترفين، وفي صمت اقتحموا المكان ، وقتلوا حراس المداخل ، عطلوا إشارة كاميرات المراقبه ، وضعوا مكبرات صوت في زوايا مختلفة من القاعة ، باستثناء المكتب الذي يستريح فيه كارل ، وقاموا بتوصيلها مع آلة البيانو العملاقة ، ظن الجميع ان هذا كله جزء من العرض ، فاخرج المقنع معزوفة الهلاك - المعزوفة المحرمة دوليا - وشرع في العزف على أصابع الموت ، وفجأة، سقط الجميع جثة هامدة ، الا كارل كما اراد المقنع تماماً ، أشار المقنع الى رجاله باحضار كارل إلى وسط القاعة واحكام وثاقه ، فنفدوا الامر بدقة متناهية ، فعلت ضحكات المقنع الهستيرية.
قال كارل و لأول مرة تضهر عليه علامات الخوف :
_ من ......انت ؟
رد المقنع قائلا:
_ انظر بنفسك!
نزع قناعه فإذا بكارل يصيح منكرا :
_ لا لا ، هذا مستحيل ، لقد دفعت تكلفة رحلتك الى الجحيم بنفسي ، لكن ، كيف ، كيف لم تمت يا احمد !!!؟
رد احمد قائلا :
_ السؤال الصحيح الآن هو مالذي سيحل بك ؟ ، على أي ساخبرك ، بعدما تركني رجالك في الادغال كنت في حالة يرثى لها ، وقد كنت على حافة الطريق ، الا انه وفجأة ، انتقلت ومن غير أن أعلم كيف ، الى منطقة تشبه مدار الكواكب ، وإذا بصوت يحدثني قائلا:
_ اتدري أين أنت يا أحمد ؟؟
اجبته بتردد:
_ لا ، أين أنا ؟ ومن انت ؟ وماذا يحدث لي ؟
فقال بغطرسة:
_ انا من يطرح الأسئلة هنا !! ، انت في المنطقة الجوهرية لعقلك الباطني ، فلا تخف مما يحدث لك ، لقد دعوتك الى هنا من أجل أن اطلعك على أسرار روحك الباطنية والقدرات التي بوسعك التحكم فيها ، كل ما عليك للسيطرة على هذه القدرات هو دخول المنطقة ، وهذه المنطقة لا تسمح الا للناس الجديرين بدخولها ، أما عن اسرارها فهي تمنحك القدرة على إظهار كل ما لديك بنسبة تفوق 99٪ ، حينها ستصبح انسانا لا يقهر ببساطة ، أنظر الي ، اثرى شكلي هذآ!! عندما تدخل المنطقة ستصبح في مستوى اخر من الفخامة والرقي والقوة ، وستكتسب هيأتي هذه كمظهر جديد لك ، أتدكر عندما سمعت «لا تقلق ستكون بخير ، فقط انتظر »؟ لقد كنت انا من خاطبك حينها. وبعدها اختفت هيأته من امامي ، وانا غرقت في نوم عميق ، عندما استيقظت من النوم ، وجدتني مستلقيا فوق فراش تقليدي ، في بيت متواضع تسكنه عجوز وبضع فتيات ، عندما شعرت باني قد استيقظت ، اسرعت الي وقالت بعدما رأت علامات التساؤل على وجهي :
_ حمدا لله على سلامتك , لا تخف لن نؤديك
فسالتها قائلا :
_ مالذي وقع لي ؟ اين انا ؟ انا لا اذكر شيئاً
فردت العجوز قائلة:
_ لقد وجدناك مرميا وسط الغابة فظننا انك ميت ، لكن ، ما إن احسست بحرارة جسدك تتناقص وعلى وشك النفاذ ، و بصعوبة تنفسك ، حتى حملناك معنا الى هذا الكوخ خوفا عليك من الضواري ، ولكي نعتني بك .
امسكت بيدها ، تم قبلتها ، وقلت لها:
_ شكرا لك يا سيدتي على اعتنائك بي ، ولن انسى لك هذا الصنيع ما دمت حيا ارزق .
فقالت لي:
_ لا شكر على واجب يا بني ، انت ايضا لو من مكاني لقمت بالشيء نفسه ، لكن ، لم تقل لي ، مالذي اوصلك الى هذه الحالة ؟
سردت لها الحكاية كلها بأدق التفاصيل ، فإذا بعلامات الدهشة تعتلي وجهها ، وصاحت غاضبة :
_ انت أيضا ؟
قلت لها:
_ ما الامر ؟
فقالت :
_ يابني ان قصتك تشبه ما حدت لولدي الوحيد الذي توفى منذ شهرين تقريبا على يد تلك العصابة التي تتاجر في الاعضاء البشرية ، تبا لكارل ولمن انجبت كارل .
فانهمرت الدموع من عينيها بغزارة وهي تقول:
_ عدني بأن تخلص البشرية من شر داك الوغد ومن أفعاله ، وأنا سأدلك على الطريقة ، وسأساعدك بشتى الوسائل .
قلت وكلي جدية :
_ اعدك بذلك ، وان لم أفعل فلتصبني الصاعقة .
وبعدها بدات في تدريبي تدريبات خاصة بجسدي تقوم على تطوير قدرة التحمل لدي ، المبارزة بالسيف ، الرماية ، و التصويب بالمسدس ، ولعب الشطرنج ، وقد منت علي ببضع حركات تستعمل في اللحظات الحاسمة و الحرجة ، بعبارة اخرى ، لقد تطور مستواي كثيرا ، سألتها ما التالي على القائمة ، فامرتني بان اذهب الى قلعة تقع بعد حوالي ساعتين جنوبا وسط البراري ، انطلقت وكلي حماس ، وبعد اقل من ساعتين ، وصلت الى المكان المحدد ، فإذا بمجموعة من المقنعين يقفون امامي مشكلين حاجزا بشريا يمنعني من التقدم ، فتقدم احدهم لي وقال :
_ ما سبب مجيئك الى هنا ؟
فقلت له:
_ لا اعرف ، لكن العجوز هي من ارسلتني الى هنا , وانا لا اعرف السبب وراء ذلك
فقال لي :
_ ان العجوز ارسلتك الى هنا لكي تكون زعيما علينا ، ونحن ننتظر قدومك منذ زمن ، لكن قبل ذلك ، يجب عليك ان تهزم اقوى شخص فينا ، وبعدها ستصبح الزعيم بلا منازع .
فقلت له وكلي اصرار وحماسة:
_ اذا ، هيا بنا لنفعل ذلك ، ماذا ننتظر ؟
ظهر شخص ضخم البنية من العدم امامي فجأة ، لو كان في قصة أخرى لكان العملاق الذي يأكل البشر ،وقال لي بنبرة غليظة:
_ انت من سيصبح زعيما علينا . بهذه الهيئة ، ليس بهذه السهولة ، يجب ان تتخطاني اولا ، وهذا من سابع المستحيلات بالنسبة لك.
في تلك اللحظة كنت مذهولا من ضخامة هذا الشخص ، ولا اصدق ما تراه عيناي ، فانتابني شعور بالضغط يقبض على أنفاسي ، وبدأت تتزايد دقات قلبي بشكل جنوني ،
_ اظنني اعرف ما الذي يجري ، انه يستدعيني للمنطقة بلا شك .
في تلك الاثناء ، فقد أحمد الوعي لكن ظل واقفا في مكانه بلا حراك ، فبدأ العملاق الاستهزاء به قائلا:
_ أهذا من تراه العجوز مهيأ لقيادتنا ؟ انه حتى لا يمكنك تماسك نفسه من الخوف ، لا يستطيع حتى التحكم في نفسه ليتحكم في عصابة العين الحمراء ، ههه ، أظن ان العجوز بدأت تخرف و تشيخ .
حمل قنينة ماء ، و هم بسكبها على رأس أحمد محتقرا ومذلا لاحمد.
لكن ما لبث أن انطلق أحمد بسرعة خاطفة كطلقة مدفع ، وبوووم ، لقد فجر رأس العملاق بطريقة مرعبة و بيديه العاريتين ، وفي مشهد فخم لا يمكن مقارنته مع اي مشهد اخر من ناحية الفخامة والدموية ، وهو يبتسم ويقول :
_ إشهد يا تاريخ ، أحمد قد عاد ، ونهاية كارل قد اقتربت .
فانحنى جميع المقنعين احتراما لأحمد ، و انصياعا لاوامره ، فاخد احد المقنعين قناعا يختلف عن اقنعتهم ، بعينين حمراوتين ، ومزين باحجار كريمة ، ليظعه على وجهه.
بدأت اتعرف على المقنعين ، وأسأل عن القدرات التي يتمتعون بها ، الى ان وجدت مبرمجين ، فامرتهم بمحاولة اختراق نظامك الأمني، لمعرفة مخططاته القادمة، لقد شجعه رعب منظر موت العملاق على يدي لفعل ما امرتهم به باحترافية دون اخفاق ، كي لا يعانوا نفس مصير العملاق ، وبالفعل ، لقد اخترقوا البروتوكول الأمني لك , وعلمنا بامر الاجتماع الذي ستقوم بتنظيمه ، وباقي الاحدات انت تعرفها.
فقال كارل :
_ الويل لك يا أحمد !! الا تعرف معنى الاستسلام ؟
رد أحمد قائلا في هدوء :
_ الاستسلام ؟ هذه الكلمة حذفتها من قاموسي منذ زمن ، كيف لي ان أستسلم و اخلف بالوعود التي وعدت بها أناسا ابرياء بها ؟ الان حان دورك لتتذوق مذاق الذل والإهانة والتعذيب الذي سببته للجميع.
قال كارل ساخرا :
_ ماذا ستفعل ؟ لا زخلت تلك الفريسة السهلة التي أسلي نفسي بمطاردتها.
قال أحمد محتقنا والشرر يتطاير من عينيه:
_ ههه ، إنك تجهل الكثير ، أحمد ذاك قد مات ودفناه تحت التراب ، ومن أمامك الآن هو نسخة محدثة لا تقهر من أحمد ، انا العين الحمراء العظيم ، وضع القناع على وجهه ، واظاف:
_ هل لديك كلمات أخيرة لتقولها ؟
حاول كارل الإجابة ، لكن ما لبث العين الحمراء ان سحب سيفه ، وطير رأسه ، و علامات الرضى عن النفس والانتشاء تعتلي وجهه .
أنت تقرأ
قلب في البرازيل
Akcjaأحمد ، ما الذي جرى ؟؟ هل هذه هي النهاية ؟؟ تتمحور القصة ببساطة حول شاب عشريني ، وقع ضحية لمؤامرة من مؤامرات المافيا البرازيلية ، سيحاول الانتقام واسترداد ممتلكاته ، ام أنه سترميه الحياة من جديد في براتن بطشهم ؟؟