الفصل الثانى
« حياة مستحيلة »إدراكك لما تراه على الشط لا يدل على معرفتك بما تضمره الأعماق ، فالبحر الهادئ يكمن خلفه أمواج ثائرة لا يدركها إلا من يعرفها حق المعرفة ...
إحساس بالخيانة فقط حين تلاقت عيناه بعيناها ، يشعر بأنه مخطئ بحقها لكنه مكتوف الأيدى مسلوب الإرادة ، تلك النظرات الجديدة كليًا بينهما ، إحساسها قابض للنفس لكن ما باليد حيلة ...
لحظات فارقة قبل أن تختفى تمامًا عن ناظريه ليعود ويبحث عنها بعيناه المتسائله القلقه ، فأين ذهبت تاركه إياه ..
كيف تتركه يقع بهذا المجهول وحده ، يريد قربها الذى يطمئن فؤاده ، لكن كيف .. ؟!!
بغيابها جالت عيناه بالمحيطين حتى إستقرت بنيتاه على "جنات" ليبتلع غصة علقت بحلقه مغمضًا عيناه فرغمًا عنه لا يستطيع ...
ساعات تحملها مُكرهًا حتى آن أوان العذاب ، ويجب أن ينساق إلى هلاكه الآن ، ربما فراق "دليلة" قاسٍ عليها ، لكن وجوده مع غيرها لهو الجحيم بحد ذاته ..
إتجه صوب بيتهم الجديد برفقة عروسة والتى كان يتمنى أن تكون غيرها ، صعدا نحو شقتهم التى تجهزت بدون إختياره ليدلف نحو الداخل بروح مسلوبة وقلب غائب ...
عم الصمت الأرجاء و إنتظرت "جنات" كثيرًا فربما يحاول "حاتم" التقرب منها ، لكن يبدو أن هذا الأمر لم يكن بخطط "حاتم" لهذه الليلة حين توجه لأحد الغرف بصمت قاتل ليقضى ليلته بعيدًا عنها ...
تهدجت أنفاس "جنات" بضيق من رد فعل "حاتم" ، فلم تكن تلك الليلة التى كانت تنتظرها ، لكنها عليها الصبر والتعامل مع "حاتم" بشكل آخر لكسب قلبه وحبه فلن تتركه يهيم بأحزان واهية ..
________________________________
بهدوء لم يُتَوقع مرت تلك الليلة ليأتي أول صباح بعد تلك الزلزلة التى عبثت بكل الأصول الثابتة ، إستيقظت "جنات" بحماس مختلف فعليها جذب "حاتم" إليها مهما كلفها الأمر .
لم تجد سوى أفضل الطرق المستخدمة منذ بداية الأزل ، طريقة الأنثى الناعمة ، وما سواها ستأتى بأعتى الرجال .بدلت ملابسها بأخرى مكشوفة للغاية وزادت حُسنها بوضع مساحيق التجميل خاصتها لتظهر كشعلة جاذبية فاتنه ، تعطرت بعطرها النفاذ قبل أن تلقى بقُبلة بالهواء راضية تمامًا عن هيئتها قبل التوجه لهذا المسكين .
بإقتحام لقلعته المحصنة التى يختبئ بها منذ الأمس دلفت "جنات" تتغنج بخطواتها وهى تتمايل بنعومة إثر تلك الموسيقي التى بدأت بعد تشغيلها بهاتفها أثناء دخولها .
إنتفض "حاتم" فزعًا وقد إتسعت مقلتاه بدهشة لجرئتها التى لم يحسب لها حساب ، جلس بصدر ناهج إثر إنفعاله بوجودها بغرفته بمفردهما ، رافضًا تمامًا تلك الفكرة ، فلن يخون عهده مطلقًا ، لن يُبدل عشقه بـ"دليلة" بأى أنثى كانت ...
![](https://img.wattpad.com/cover/370290673-288-k12523.jpg)
أنت تقرأ
ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)
Romanceقصة خفيفة بقلمي قوت القلوب (Rasha Romia) ، مشاركة بإحتفالية جروب بيت الروايات والحكاوي المصرية ، تدور حول دليلة التى تتنازل عن عشقها وحبها مقابل العائلة وأحكام الجد ، لكن متي يعود الربيع لحياتها وتزهر أيامها بزهور الفرح ...