النهاية
« اليوم تتفتح الزهور »الرحيل تعلمناه من مغيب الشمس لنرضى به ونتأقلم عليه ، بل ببعض الأوقات يكون الرحيل شئ مترقب فلكل رحيل أوان لكن ليس كل من يرحل يستحق النداء ...
بنفس سعيدة وشعور بالإنتصار ، عاد "حاتم" لعشه الهادئ ليجد "دليلة" مازالت بإنتظاره رغم مداعبة النوم لجفونها ، لكنها لن تسمح له بأن تنساق له وتغفو دون أن تطمئن أولاً عن لقاء "حاتم" بجدها ...
لحظة عودته كانت كما لو كان غائب منذ زمن بعيد إنتفضت "دليلة" برؤيته لتهرول نحوه بأعين متسائلة متلهفة...
_ ماذا قال لك ؟!!أحاط وجهها بكفيه بهدوء وهو يجيبها بإبتسامته التى ترحل بها لعالم آخر لتعيد سؤالها بتلهف قلق ...
_ جاوبني أرجوك ، ماذا قال لك جدي ، هل ااا ... هل طلب ...إضطرابها كان لذيذ وممتع للغاية حين رأى تشبثها به ورفضها لأى قرار يفرقهما مرة أخرى ، لهفتها على معرفة ماذا سيحدث الآن وبأنه ذو أهمية كبرى بحياتها ، لكنه رغم ذلك لم يشأ أن يطيل عليها الإنتظار ليجيبها بما أراح قلبها المنهك ...
_ أنتِ فقط ، لا غيرك ...كلمات أثلجت صدرها المشتعل لتهدأ وهي تزفر بإرتجاف وراحة بذات الوقت...
_ كنت سأموت حقًا ، لقد إحترقت وأنا أنتظر ...( ثم إنتبهت لموافقة جدها الغريبة لتستطرد متعجبة) ... لكن كيف ؟!! كيف وافق ؟!!سحبها "حاتم" برفق تجاه الأريكة ليقص لها كل ما حدث وما قالته لهم "شادية" والذى أثار صدمة بأختها وزوجة أبيها فلم تكن تظن مطلقًا أنهن بمثل هذا المكر والدهاء ...
________________________________
مر اليوم وما يليله وظن البعض أن هذا هو السكون بعد تقلب الأوضاع ، لكن هناك سكون ما قبل العاصفة خاصة بعواصف تلك النفوس الحقودة الزائفة النقاء ...
لم يكن شوائبها خفية فإنني لست أعمى لقد كنت فقط صامتًا ، هكذا كان الوضع بوجود "جنات" ، تغاضى الجميع عن الأمر لأنها إبنة العائلة وعلى الجميع تحمل صالحها وطالحها ...
إنتظرت "جنات" هذا الهدوء لتبدأ بخطواتها الناعمة الثعبانية ببدأ مخططها الخبيث للتخلص من "حاتم" لأجل المال ...
شرحت الأمر كافة لأمها والتى ساعدتها كثيرًا بأهوائها دون علم الجميع لتنتظر معها تنفيذ خطتها الماكرة ...
إنتصف النهار وحل وقت الظهيرة لتنادى "جنات" خادمتهم التى لن ترفض طلبها فرقبتها تحت قدمها كما يقولون ..
_ "شادية" ... "شادية" ....تقدمت "شادية" من "جنات" ملبية لطلبها بتوجس ...
_ نعم ، هل ناديتني ...؟!!_ نعم يا "شادية" ، إجلسي ...
جلست "شادية" وهى تقلب نظرها بين "حسنه" الصامتة وبين "جنات" التى يبدو أنها تدبر لشئ ما ثم تسائلت ...
_ هل هناك شيء ، هل تريدين شيء مني ؟!!
![](https://img.wattpad.com/cover/370290673-288-k12523.jpg)
أنت تقرأ
ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)
Romanceقصة خفيفة بقلمي قوت القلوب (Rasha Romia) ، مشاركة بإحتفالية جروب بيت الروايات والحكاوي المصرية ، تدور حول دليلة التى تتنازل عن عشقها وحبها مقابل العائلة وأحكام الجد ، لكن متي يعود الربيع لحياتها وتزهر أيامها بزهور الفرح ...