الفصل الخامس « عَلمتُ كُل شيء »

22 4 0
                                    

الفصل الخامس
« عَلمتُ كُل شيء »

رغم أن هناك شيئًا صعب أن يحكي ، هناك أيضًا أشياء تجبرنا على عدم البوح ..

وقفت "جنات" مندهشة من وجود "شادية" والتى إستمعت لحديثها مع والدتها حين أخبرتها بأنها سرقت مال "حاتم" ، للحظة بقلب مضطرب فالسارق دائمًا يشعر بالخطيئة من داخله إلا أنها عادت لثباتها النفسي وتيقنها أن "شادية" لن تستطيع البوح بما سمعته ...

بنظرة خاطفة من "جنات" تجاه والدتها التى هبت لمساعدتها على الفور وهى تنهر "شادية" بقوة ...
_ ماذا تفعلين هنا ؟! هل تتنصتين علينا ؟!!!

تمتعها بشخصية مهتزة خائفة إستطاعت "حُسنه" بسهولة إرباكها وبث الفزع بنفس تلك الضعيفة لتجيبها بإضطراب ...
_ لا والله ، لقد سمعتكم بالصدفة لا أكثر ...

تشدقت "حُسنه" و"جنات" بجسديهما ليظهر فرق طولهم عن تلك القصيرة "شادية" فهما تتمتعان بطول فارع كبقية العائلة ، شعرت "شادية" بالدونية والإضمحلال إلى جانبهما لتبدأ "حُسنه" بالحديث الذى تتلقفه "جنات" مستكملة إياه لإخافة "شادية" وبث الخوف بنفسها ...
_ أنتِ تعلمين الواشي بيننا ماذا يحصل له !!!

_ وهل هى غبية يا أمى لتفعل ذلك ، أليس كذلك يا "شادية" ؟!!!

سؤال بنبرة تهديد جعلها تومئ لعدة مرات بالتفهم لتكمل "حُسنه" تهديدها الصريح ...
_ إذا أخبرتِ أحدًا بشئ مما سمعتيه اليوم ، سأتكلم عما أعرفه وأبلغ عنكِ الشرطة ...

إتسعت مقلتيها بفزع وهى تحرك رأسها بالنفي مردفة بتخوف ..
_ لا والله ، لن أنطق بشئ ، لن أتحدث مطلقًا ... أعدكم ، أعدكم أنني لن أخبر أحد ..

نظرت "جنات" نحو والدتها بقلق من أن تخدعهم وتُبلغ الجد أو "حاتم" عنها لتجيبها والدتها قبل سؤالها بإطمئنان وثقة ...
_ لا تقلقي  ( ثم أشارت لـ "شادية" بالإنصراف لتكمل حديثها مع إبنتها ) ... إن رقبتها تحت يدي ، وأنا أعرف سر تخبئه سأجعلها تصمت تمامًا ولا تتفوه بكلمة ، أنا أضمن ذلك ...

تفهمت "جنات" ما ستفعله والدتها لتترك هذا الأمر بثقة عمياء فوالدتها كفيلة لإنهاء أمر "شادية" ...

خرجت من بيت العائلة متجهة نحو أصدقائها لبدء رحلتها بعد أن أقنعتهم بأن تتولى هى القيادة فهي سائقة ماهرة قد تعلمت القيادة بشكل إحترافي للغاية بالعام الماضي ...

________________________________

بيت القمحاوي ...
أسرعت "شادية" بالإلتجاء لغرفتها المتواضعة بعد تهديد "حُسنه" لها بتخوف فلم تكن تظن أن "حُسنه" تعلم بما إقترفته وجعلها تختبئ كخادمة ببيتهم ...

تذكرت حين كانت تعمل بأحد مكاتب السياحة حين بدأ رب عملها بالتطاول والتودد إليها رغم رفضها المتكرر لإسلوبه المقزز بالتقرب إليها والتحرش بها ، حاولت لأكثر من مرة ردعة لكن شخصيتها الضعيفة كانت تجعله يتمادى دون خوف فهي لن تستطيع الشكوى ..

ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن