الفصل السابع « بارقة أمل »

24 3 0
                                    

الفصل السابع
« بارقة أمل »

تعلمنا أن لكل شيء نهاية ولكل طريق مفترق ، لكنني لم أظن ولو بأحلامي أن كل نهاية .. بداية ...

سقطت الإبتسامات وعلت الهمهمات المتوجسة حين تعالى الصراخ الغير معروف مصدره ، فالليلة ليلة سعادة وفرح ما الداعي لصراخ يرجف القلوب بهذه الصورة ...

توقف المأذون عن حديثه وتشدقت العيون تجاه هذا الصوت الأنثوي المتأثر الصارخة بعويل إنتفض له الجميع من مجلسه على إثره حين على نشيجها قائلة ...
_ إبنتى ...!!!!!! إبنتى ... !!!!

تقدم "محمد القمحاوي" والد "دليلة" تجاه زوجته المنتحبة متسائلاً بقلب متخوف ...
_ ما الذى حدث ؟؟؟! لم تصرخين يا "حُسنه" ؟؟!

إستكملت صرخاتها وهى تشير لأحدهم بأيدي مرتعشة ليلتفت معها زوجها وعيون بقية العائلة التى إلتفت حوله حتى العروس وعريسها ...
_ من أنت ، ماذا حدث ..؟!!

بوضع لا يحسد هذا الشاب عليه فقد إضطرب للغاية وهو يعيد رسالته التى كُلف بتسليمها ...
_ إبنتكم "جنات محمد القمحاوي" للأسف اااا ...

إتسعت العيون بتوتر بإنتظار إخبارهم سبب إنهيار والدتها لهذا الحد ليضطرب الشاب أكثر لكنه نكس عيناه بتأثر ثم أكمل ...
_ لقد وقع حادث و ... إنقلبت سيارة إبنتكم وللأسف توفاها الله ...

آهات وشهقات ودموع لاحت بأعين الجميع بغير تصديق ، فمن له الدوام سوى وجهه الكريم ، تأثر الجميع للغاية خاصة السيدات والفتيات لتنهال الدموع بغزارة فيما تماسك رجال العائلة يتقصون عن الحادث والمستشفى بثبات وصبر ...

وقفت "دليلة" مشدوهة مما حدث لا يستوعب عقلها ما حدث لأختها لتظل ثابتة لبعض الوقت قبل أن تنتبه لمقولة والدها ..
_ أسرعوا للمستشفى ، لابد أن هناك شيء خاطئ ...

هرول الجميع لخارج القاعة يستقلون السيارات بدون ترتيب للذهاب للمستشفى فجميعهم لا يستطيع تصديق خسارتهم لتلك الشابة الجميلة التى مازالت بمقتبل حياتها ...

رغم هرولة الجميع لخارج القاعة إلا أنه لم ينتبه أحد لـ "حاتم" الذى وقف بذهول فاغرًا فاه بصدمة لا يستطيع تحديد مشاعره بعد ...

أفاق بعد لحظات حين شعر بخلو المكان من حوله ليتجه صوب سيارته واضعًا إبنته بمقعد الأطفال المخصص لها بالخلف قبل أن يتجه نحو المستشفى ...

________________________________

إكتظت المستشفى بالمدعوين اللذين جائوا بالأساس لحضور حفل زفاف ولم يكن يخيل لهم أن الحفل سينقلب لمأساة بهذا الشكل ...

برفض للواقع فهى مازالت بمقتبل عمرها ، صغيرة حتى على تخيل فقدانها ، وقف "محمد القمحاوي" والد "جنات" برفقة والده "أمين" وأخيه يتحرون الأمر الذى يبدو أنه صحيح مع الأسف ...

ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن