الفصل الثامن « تحقق الحلم »

24 4 0
                                    

الفصل الثامن
« تحقق الحلم »

أمل يدق بأبواب السعادة ليرتوى منها أزهار الياسمين ، فسيظل الياسمين أبيض مهما تغيرت الفصول من حوله ...

توقف الزمن لبرهة حين قال والد "دليلة" أن أمر زواجهم يجب أن يرجع لموافقة الجد أولاً ، هذا التخوف الذى طرق بقلوبهم المنهكة ..

إتسعت عيناهم بأمل متحسر ، فهل ستعاد الكَره مرة أخرى ..

نظرات متوسلة بعيناهما جعلت "محمد القمحاوي" يردف قاطعًا تلك الحيرة التى علت نظراتهم الحزينة ...
_ سأذهب له على الفور ، لا تقلقا ، إنتظروني هنا ..

مدت "حُسنه" بالصغيرة تجاه "حاتم" بعجالة لتلحق بزوجها قائله ...
_ خذ "عنبر" يا "حاتم" ، سأذهب معه ، لن أتركه بمفرده ، يجب أن يوافق جدكما ...

رغم إندهاشهم لحماس"حُسنه" ورغبتها فى إتمام زيجتهم التى ربما ستعوضها بحرمانها من إبنتها ، حمل "حاتم" صغيرته بين ذراعيه ليدنو من "دليلة" قائلاً ..
_ أتعلمين ، يجب أن أشكرها لإعادتك إلىّ ، أليس كذلك ...؟!!

قالها يقصد تلك الصغيرة التى بسببها سيجتمعان مرة أخرى.

إبتسمت "دليلة" ليبتسم معها الكون كشمس أشرقت بسماء ليله الحالك ، هى أيضًا ممتنة لوجودها ، فلولاها ما عادت لنبع الماء الذى يروى ظمأها ...
_نعم ، معك حق ، صغيرتي الجميلة ..

حملتها برفق وحنو تضمها إلى صدرها فهي غالية للغاية ، إنها إبنته وإبنة أختها التى تركت بها ذكراها ، وسبب تلاقيهم بعد الفراق ...

تأملها "حاتم" بإبتسامة فيبدو أن حظ تلك الصغيرة سعيد للغاية فحتى أمها لم تكن بهذا الحنان والعطف عليها بل كانت أنانية لا تهتم سوى لنفسها ..
_ لا أعلم هل حظها هو السعيد ، أم حظي أنا ، بكل الطرق كان طريق تلاقينا مسدود ، لكن أنظرى الآن ، فأنا معك ومعي المال الذى كان يمنع تلاقينا ، يا لعجب القدر ...

إنتبهت "دليلة" لذلك لتردف بإندهاش ...
_ نعم ، إن المال معك حقًا ، أتدرى لقد نسيت ذلك بالفعل ...

ضحك "حاتم" قائلاً ساخرًا من حزنه الذى مر به ..
_ وأنا من ظننت أنني لن أسعد بعد ذلك ، عجيب جدًا ترتيب الله لحياتنا ، ونظن أننا نعاني وهو يضعنا بما لم نكن نتخيله ، سبحان الله ..

_ صدقت ... ( قالتها وتجهمت حين تذكرت جدها لتردف بتوجس ) ... أتظن جدي سيوافق هذه المرة ؟!!!

برد حازم ودون تفكير فلن يضيعها مرة أخرى من بين يديه ، فهي الحياة بحد ذاتها..
_ حتى ولو لم يوافق ، سأتزوجك رغمًا عن الجميع هذه المرة ، بل رغمًا عنكِ أنتِ شخصيًا ... لست مستعد لأن أخسرك مهما حدث ، فحياتي ليس لها وجود بدونك ، لن أتركك مهما حدث ...

ربما قالها بحزم لكنها كانت نابعة من القلب ، تمسكه بها الآن جعل قلبها يتهدج بقوة وترتفع نبضاته العاشقة التى كانت تشعرها بالذنب و الخطيئة بالشهور الماضية ، فالآن عليها أن تتحرر لتطلق معها بسمة سعادة حلمت بها لوقت طويل ...

ربيع بلا زهور ( لقد كانت أيامنا جميلة لكنها .. كانت)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن