19-تَــيـْهُور : اُلْفَــصل الأَوّّل

127 14 9
                                    



"آفروديت . . . آفروديت كاستل تعالي حالًا !."

كان صوتًا عاليًا للغاية من أسفل السلالم يخصّ والدتي و قد بدت على وشك قطع أحبالها الصوتية لكنني لم ألتفت نحوها حتّى و ركضت نحو غرفتي وتكورت داخل سريري رغم الضجيج الذي أصاب المنزل أسفلي ، لم يأتي أحدٌ للغرفة و لم أجد ما يدفعني للتساؤل لذلك حملت نفسي للنوم فور وضعي لرأسي على المخدّة .. في تلك الليلة، رأيتُ كابوساً لأوّل مرّة منذ عودتي للمنزل !.

حلمت أنني مقيدة على الشجرة الضخمة بقصر اريس -أين يحبس والدته - بواسطة ثعابين ميتة فيما تحدق بي أعين ضخمة حمراء دامية في السماء و على كامل جسدي تنمو الأزهار ، أوراق الزهرة الشوكية الخضراء كانت في البداية مغطاة بالجليد البلوري كما لو أنّها ورود زجاجية منحوتة لكنها أخذت تتضخم بسرعة و تلتف حولي كما لو أنّها تحاول إبتلاعي و سحبي داخل جوف الشجرة ، ثم تحوّلت يداي وقدماي إلى جذوع هائلة ، ضخمة و ثقيلة تكسوها أشواك مدببة غريبة ضخمة تشبه الإبر تجرحني ، ثم شعرت بالأغصان تلتفّ حول عنقي ، غصنّ ثليجي إذا ما أتيت أقل حركة ذاب الجليد منه لتنغرس الأغصان المحفورة داخل حلقي حتى كادت تمزق لحمي بعيدًا عن عظامي ،حاولت الصراخ لكنني بمجرد فتح فمي ظهرت براعم كبيرة جداً بداخل جوفي وانفتحت لتتسع فتحة فمي ، لتتساقط أزهار دامية حمراء من فمي ، و قد تحولت البتلات المنفتحة اليانعة لأخرى منكمشة ميّتة ، و مع ازدياد محاولة صراخي انسابت الورود من فمي تخنقه !.

استيقظت فزعةً على صوت صراخي، لقد صرخت بأعلى صوتي ثمّ قفزت من سريري نحو الأرض ألهث كالمجنونة ، لقد كان جسدي يتصبب عرقًا و قد التصق شعري بجبيني ، و تلقائيًا كما لو انني لازالت أعيش داخل الكابوس تلمّستُ ذراعي و عنقي لأطمئنّ أن ليس فوقها لا أشواك و لا ثعابين ، ولا حتّى تلك الزهور المرعبة ، اطلقت زفيرًا مرتجفًا و لم أستطع حتى أن أغمض عيناي خشية أن تهاجمني الكوابيس مرّة أخرى و قد اختبأت الزهور و الأعين الضخمة خلف جفني منتظرة سهوي للانقضاض علي بتلك الأفاعي !.

تحسست عنقي مرّة أخرى لأتأكد أن الثعابين التي التفت حوله لم تكن حقيقية ، كررت عملية التنفس بهوادة و عندما هدأتُ، استنتجت و قد بدأ الندم يأكلني من الداخل أن أحداث اليوم توغلت إلى آخر نقطة من كياني، لقد التهمته وشوهت كل لحظة سكينة ذقتها منذ وصولي !.

شعرت بحلقي جافًا و قررت أخيرا مغادرة الغرفة ، أشارت الساعة للرابعة صباحًا لذلك استقمت على قدماي و توجهت نحو الباب افتحه بسلاسة حتى لا أزعج أحدهم رغم أنني متفاجئة من عدم سماعهم لصراخي ، مررت من بين الغرف على أطرف أصابعي و نزلت السلالم بسرعة ، أخذت أتشرب الماء بنهم فيما تتزايد حرقة جوفي ، سكنت أخيرًا و جلست أحدق بالواجهة الزجاجية للمطبخ أين ترتمي البساتين من أمامي تحت ضوء القمر ، رمشت بعدم تصديق فيما أشعر بدماء تتصاعد داخلي لسماع صوت ركضٍ من خلفي ثم صدح صوت صفعٍ للباب بقوة من الطابق العلوي ، التفتت نحو السلالم المؤدية للطابق أين تقبع غرفتي ، لم أجرؤ على الصعود و تفقد الأمر خاوية اليدين لذلك عدت لجانب الثلاجة باحثة عن سكينٍ ما فقط لأرى ظلّ رجلٍ يلوح خلف الجدار الزجاجي أمامي ، اتسعت عيناي عندما التقت بخاصته .. لامعة و حمراء تمامًا مثل كابوسي!.

𝑻𝑶𝑹𝑻𝑼𝑹𝑬'𝑺 𝑺𝑯𝑶𝑻 | جُرعَةُ تَـعذِيب (#1 book of gods and monsters series)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن