الفصل الثاني عشر /
تظن أنك نجوت ثم تهزمك نبضات قلبك الثائرة ، تظن أنك الأقوى لتهزمك دموع غريبة تعلمك حينها أنك أضعف مما تتخيل .
غرفة شاسعة بها من الأثاث والديكور ما يدل على الرفاهية
ملقاه على الفراش بإهمال عيونها مغطاه بقطعة من القماش الأسود ويدها مربوطتان .
في الأسفل /
داخل المكتب جالس هو فوق الأريكة الجلدية ينفث سيجاره بهدوء نسبي ويتحدث مع أحد الحراس
_البنت فوق؟
_أيوة يا عامر بيه .
_مين فيهم؟
_بصراحة معرفش هما كانوا بنتين بس مقدرناش نجيب غير واحدة والتانية صرخت وكان لازم نمشي خصوصا إن الناس بدأت تتجمع .
_تمام روح على شغلك.
...............
داخل قسم الشرطة
تبكي وتنتحب وجسدها يهتز بقوة لا تصدق ما حدث منذ قليل
إنتفضت صارخا برعب بعدما وجدت الباب يفتح بقوة ولكن مالبثت أن إطمئنت عندما وجدت أن عائلتها أمامها.
إندفعت مسرعة ترتمي بأحضان زوجها وتعالت شهقاتها برعب ، فأخذ في تهدئتها :
_إهدي يا مي ...إهدي وماخافيش.
_خدوها ...خدوها ومعرفتش أعمل حاجة ..معرفتش أنقذها ..أنا السبب.
كانت تتحدث بإنهيار وبكاء أربكهم
_ياعني إيه خادوها وهما مين دول أصلا؟!!! وعاوزين من أختي إيه؟
_معرفش ....معرفش هي قالت إن في محل كانت بتشتغل فيه ولبسه شيك فقولتلها تمام بس أول ما ركنت العربية ولسه هنزل لقيت تلت رجالة بيشدونا كانوا...كانوا بيحاولوا يخدرونا بس أنا صرخت وببص على بسمة لقيتها مغمي عليها وأخدوها .
حاولت والله حاولت أشدها بس معرفتش.
_الحكاية دي أكيد مقصودة يا أوس
_فعلا يا بابا أنا متأكد إن بسمة مكنتش هدفهم.
_ياعني إيه ؟ممكن أختي تروح مني بعد ما لقيتها .
_إهدي يا باسم إن شاء الله هنلاقيها .
_عرفتوا حاجة يا أيمن .
_بصراحة يا أستاذ حسن الواضح من كاميرات المراقبة إل قدام الفيلا إن العملية متخططلها بس للآسف نمر العربية مضروبة .
_دلوقتي إيه العمل ؟
تساءل مصطفى بقلق أبوي ليجيبه أيمن بعملية :
_إن شاء الله هنعمل إل علينا ....إتفضلوا إنتوا روحوا يمكن الخاطف يتصل بحد فيكم .
_يالا يا مي
لم ترد عليهم بل إنصاعت بإستسلام وشعور الذنب يعتريها فهي من أصرت على الخروج دون حراسة .
..........
بدأ مفعول المخدر بالإنسحاب من جسدها لتتململ ببطئ مالبث أن تحول إلى إهتزاز هستيري بعد ما شعرت بتقييدها وعجزها عن الرؤية .
لحظات مرت قبل أن تستمع لصوت الباب ومن بعده خطوات قوية لتنكمش على نفسها برعب حقيقي ظهر لعينيه .
جلس فوق الكرسي الخشبي المقابل لها وتحدث
_هستضيفك عندي كام يوم لغاية ما إل أنا عاوزه يتنفذ .
حركت رأسها برفض وشهقاتها المكتومة بفعل الاصق تعبر عن جزعها ليضيف :
_للآسف رفضك مش هيغير حاجة ،كل ما تقبلي الأمر الواقع بسرعة كل ما كان أحسنلك.
ألقي جملته ثم خرج كيفما جاء وتركها للخوف يتآكلها.
.........
في فيلا درغام /
لم يستطع الحاج حسين منع دموعه ونحيبه ليحاول الجميع تهدئته رغم القلق الذي ينهش قلوبهم جميعا .
في غرفة ما بعيدة عن الكل حيث تجري إحدى المكالمات الهاتفية
_إنت إل خطفتها ؟
_هخطفها ليه إنتي عاوزة تلبسيني تهمة؟
_أومال هيكون مين إل عمل كده؟
_مش إنتي بتقولي إن أوس بيجيله تهديدات من فترة ما يمكن كان هدفهم كروان أو حتي إلين .
_إيه!!مستحيل
.................
في إحدى الدول الأوربية /
كانت تشاهد أحد الأفلام منتظرة عودته لتتفاجأ بصوته يناديها ولكن بإلتعاع :
_مريم ..مريم
_مراد مالك يا حبيبي ؟
_يالا بسرعة قومي لمي حاجتنا وياريت المهم بس مش ضروري هدوم .
نظرت له بتساؤل جزع لمظهره القلق ليجيبها
_هننزل مصر الليلة
_الليلة؟!!
_يالا يا مريم مافيش وقت لازم نمشي من هنا فوراً.
إنصاعت له وذهبت سريعا لحجرتهم تلملم أشياؤهم بينما هو قام بإجراء إتصال هاتفي وظل سويعات قبل أن يستمع للرد :
_أهلا يا مراد
_عمو أنا....
_مراااد فيك إيه؟
_إحنا هننزل مصر ..
_بجد ...طب كويس أنا كنت ناوي أجيلك لكن خطف بسمة وقف كل حاجة
_بسمة!؟
_معرفتوش ولا إيه؟
_لأ...لكن إسمعني كويس
_صوتك مش مريحني ....مالك؟
_رسالتي أمانة تنفذها .
_رسالة إيه؟ ألو ..ألو
نظر أيمن بقلق لشاشة الهاتف ليجد المكالمة قد إنقطعت حاول إعادة الإتصال ولكن دون جدوى .
دب القلق داخله ولكنه صبر نفسه بإعادة الإتصال غداً.
............
مرت الليلة مظلمة عليهم يخشون ماهو آتٍ ، إنتظروا مكالمة واحدة ولكن لم تصل إلى الآن .
بينما على الجانب الآخر
تمكن الإرهاق منها لتستغرق في النوم ولكن لم يكن طويلا لشعورها بشيء يتحرك فوق جسدها لم يستغرق الأمر منها طويلا لتعلم أن هذا الشيء ليس إلا يدين .
تململات هيستيرية تحاول الدفاع عن نفسها وإبعاد هذا الشخص المجهول عنها .
_هشششش هتفضحينا ...ما تثبتي بقي قبل ما حد يشوفني.
لم تهدأ بل زادت تحركاتها لتصطدم بالكوميد بجوار الفراش لتسقط الإنارة أرضا محدثة صوت أرعب ذلك الدخيل بينما جذب إنتباه من يصعد السلم قاصدا حجرته بعدما إنتهي من مراجعة أعماله في المكتب.
تعجب من ذلك الصوت ولكن ما لبث وتذكر أنها مقيدة منذ ساعات فتوجهة للحجرة التي يحتجزها بها
وما إن إقترب حتى وصله همس أحدهم :
_ماهو بصي بقي أنا هعمل إل عاوزه فيكي وإل بتعمليه ده مالوش لازمة محدش هيسمعك فإهدي خليني أ......
لم يكمل كلامه لفتح الباب على مصرعيه ليقف سريعاً ويبتعد عن الفراش بإضطراب
حاول التحدث لكن خوفه جعل الكلام غير مرتب
_عامر بيه...إسمعني ...أنا...بس ....هي كانت عاوزة..عاوزة تهرب وأنا .......
لم يكمل كذبته لتلقيه لكمة قوية متمركزة فوق أنفه جعلته يترنح ويصرخ ويأن من الألم والفزع فور شعوره بزيف أنفه.
لم يكتف عامر بذلك بل جذبه من ملابسه وأخرجه من الحجرة وظل يكيل له بقدمه ثم أسقطه يتدحرج من فوق الدرج وهو يصيح في الحرس اللذين جاءوا مهرولين ينصتون برهبة لما يقوله
_خدوا الكلب ده كسروه وبعدين إرموه فى الشارع.
إنصاعوا له تحت توسلاته بأن يتركوه ليرحل وتآسفه عما بدر منه.
حاول عامر تهدئة نفسه قليلا قبل أن يدلف للحجرة مرة أخرى ولكن ما إن دخل حتي جزع برؤيتها ساقطة أرضا ويتضح بأنها فاقدة للوعي وعند التدقيق وجد حجابها من الاتجاه الأيمن لجبهتها تصبغ بلون الدم
إنحنى سريعاً نحوها وحملها ثم قام بوضعها فوق الفراش وخرج مرة أخرى ينادي على إحدى الخادمات لرؤية ما بها وإسعافها
.......
صباح اليوم التالي /
رفضت الخروج من حجرتها فتأنيب الضمير يتآكلها .
فضلت المكوث والتضرع إلى الله بأن لا يصيب بسمة أي مكروه.
شعرت بإهتزاز هاتفها لتنظر إليه بلامبالاه وخاصة عند رؤية أحد الأرقام الغير مسجلة لديها ولكن تنبهت حواسها سريعا خشية أن يكون أحد المختطفين فأجابت سريعة لهفة :
_أيوة مين؟
_أيوة يا بشمهندسة نسيتي ميعادنا ولا إيه؟
ضربت بكفها فوق جبينها وأجابت آسفه بعد أن تعرفت على صوته :
_متآسفة جدا يا بشمهندس حصلت ظروف منعتني إني أجي
_وده كلام يا بشمهندسة أنا مأكد عليكي لازم تيجي ده مشروع العمر بالنسبة ليكي
_والله مقدرة جدا إختيار حضرتك ليا ، لكن فعلا مش هقدر ، مافيش مشكلة علشان المشروع ميتأخرش ممكن حضرتك تكلف بيه أي مهندس تاني في الشركة .
_لأ...أنا هأجل الإجتماع للأسبوع الجاي .
_حقيقي مش عارفة أشكر حضرتك إزاي وآسفه جدا إني أخليت بالميعاد
_ولا يهمك .
_مع السلامة
أغلقت هاتفها ووضعته بجانبها بحزن بعدما تبدد الأمل
_مين كان بيكلمك؟!!
نظرت إلى الباب لتجد آسر يغلقه ويدلف لتجيب :
_بشمهندس سعد
_غريبة النهاردة أجازة
_كان طلب مني أروح الشركة بيقول في إجتماع مهم لمشروع ضخم وعاوزني أمسكه ، فإعتذرتله لكن هو أجل الإجتماع للأسبوع الجاي.
تعجب لكلامها أهناك مشروع كهذا في شركته وهو لا يعلم به .
ساوره الشك ولكن فضل السكوت وعدم التفوه بشيء إلى أن يعلم حقيقة الأمر.
_فى جديد بخصوص بسمة ؟
تنهد بقلة حيلة وأجاب :
_لسه .
.............
ظل طوال الليل يتحدث لجميع معارفه وأعوانه يحمل نفسه مسؤولية ما حدث فلم يخف عليه أن هذا الإختطاف هدفه هو ومن يخصه .
جزع قلبه لمجرد التفكير في هذا فيبدو أن كروان هي المقصودة لإخضاعه .
ظل يجيب المكتب ذهاب وإياب بعدما فشل في معرفة أي شيء يخص ما حدث .
سمع صوت الباب فنظر ليجدها واقفة تفرك يديها بتوتر ويظهر على وجهها الإرهاق.
_تعالي يا كروان إدخلي .
إنصاعت له لتدلف سريعا ترتمي بأحضانه تبكي خوفها من المجهول.
...........
فتحت عينيها بتعب تشعر بألم شديد في رأسها بتلقائية رفعت يدها تتحسس جبهتها تزامنا مع دلوفه الحجرة
فزعت ونهضت سريعا لتشعر بالدوار فأغمضت عينيها فى محاولة منها للإتزان.
_خليكي مرتاحة علشان الجرح .
كانت تتألم ولكن ضغطت على نفسها لتتحمل الألم وتجابهه :
_متقربليش أحسنلك .
كان توسل أكثر منه تهديدا جعله يبتسم بسخرية ويقول :
_ولو قربت بقي هتعملي إيه؟!
إمتلأت عيناها بالدموع وسحبت الدماء من وجهها ليقرر إنهاء معاناتها ويضيف :
_إل حصل ده غلطة وأوعدك مش هتتكرر والشخص ده أخد جزاؤه .
نظرت له بغضب وأردفت بحدة :
_إنت عاوزني أصدقك وهو شغال عندك ومش بعيد تكون إنت إل قايله يعمل كده.
_مش أسلوبي ولا أرضاه
ببساطة أجابها ليزداد حنقها وتتحدث بعصبية مفرطة غير أبهة بألم رأسها :
_أسلوبك الخطف بس ...إنت مين؟ وعاوز مني إيه؟
_مش عاوز منك حاجة .... وزي ما قولتلك قبل كده أول ما طلبي يتنفذ هسيبك .
_طب طلبك ده إيه ؟ وعاوزه من مين ؟ أنا ماليش ذنب فأي حاجة حرام عليك. سيبني .
قالتها بنحيب ليجيبها بهدوء نسبي
_هسيبك بس لما أخد حقي الأول.
_حقك من مين ؟
_من أوس درغام....لازم يدفع تمن إل عمله.
إزداد بكاؤها عندما رأت الإصرار بعينيه
.........
إقترب آذان العشاء والجميع منهك
ياعني إيه هنفضل قاعدين كده ؟ أختي خلاص راحت.
_متقولش كده يابني حرام عليك أنا مصدقت لقيتكم .
_إهدي يا حاج علشان صحتك .... كروان قومي يا بنتي قيسيله ضغطه .
نظرت له بهدوء تلتمس تلك الكلمة لتقرر محو الماضي والإستمتاع بما لديها لتهديه إبتسامة طمئنته بعفوها عنه .
قطع الصمت رنين هاتف أوس
تأهب الجميع لتلك المكالمة .
أشار له أيمن الذي حضر منذ قليل بأن يهدأ لعدم إغضاب الخاطف
_ألو..مين معايا
_أوس درغام
_أيوة أنا أوس
_أنا واحد هيدلك على مكان أختك
_إنت مين وفين أختي؟
_أنا مين مش مهم ، إنما أختك فين ده الأهم ولا إيه؟
_قولي هي فين وإل إنت عاوزه هجيبهولك
_أنا مش عاوز حاجة غير الإنتقام من خاطف أختك
_مين؟ قولي مين إل خطفها .
_حبيبك يا أوس باشا عامر بدران
أنهى المكالمة سريعا وأعطى الهاتف وبعض المال للشاب الواقف بجانبه فيبدوا أنه إستعاره منه لإجراء تلك المكالمة .
أخذ الشاب المال سعيدا غير مصدقا ففور رؤيته للجروح والدماء التي تغطي جسده وملابسه كان يخشي الوقوع فى مشكلة ،بينما هو رحل ليختفي عنا بمساوئه ولكن الله لا ينسي ولا يهمل.
بينما على الجانب الآخر وقف أوس مشدوها مما سمع ... لا يعقل أعاد لينتقم منه بعد هذه السنوات.
_في إيه يا أوس ما تتكلم أختي فين؟؟!
_يابني إتكلم مش شايف حالته وحالة جدك عرفت حاجة عن بسمة؟
_أيوة يا بابا عرفت ..عرفت مين خاطفها وليه؟.
_ولسه واقف يالا بينا نروح نجيبها .
_يالا فين بس يا حج محمد ؟ أنا هتصرف بطريقتي علشان متعرضوش نفسكم ولا تعرضوها للخطر ...قولي يا أوس إل عرفته.
_ده واحد بينتقم مني .
_ليه ؟
تساءل مصطفى بنفاذ صبر ليجيبه :
_طار قديم يا عمي ... أنا كنت السبب في إن أبوه يدخل السجن وهو جاي ينتقم مني وأعتقد إل كانت مقصودة إلين لأنه ميعرفش بسمة حتي لو مش إلين فهتبقي كروان.
نظر له أيمن بتمعن قائلا بعد تفكير :
_معني كده إنه يعرف إلين كويس وإنت كمان تعرفه كويس جدا بدليل إنك فاهم تحركاته ؟
_طبعا أعرفه ده كان أعز أصدقائي.
_مش ممكن عامر بدران !!!
_أيوة يا آسر هو عامر .
جلس بإنهاك فوق الآريكة تغوم عينيه بالألم والحزن.
_مين عامر ده وعنوانه إيه ؟ أنا مش هستني أختي يجرالها حاجة وبعدين أتحرك.
_متخافش يا باسم عامر مستحيل يأذيها .
_نعم !!! خطفها وجاي تقولي مستحيل يأذيها .
_أوس بيتكلم صح عامر ده يعتبر متربي معاهم هنا وكنت بعتبره ابن ليا وفعلا شاب محترم جدا.
_إنتوا هتجننوني محترم وهو خاطفها أومال لو قتلها أو إغت....
لم يطاوعه لسانه لإكمالها ولكن الجميع شعر بجزعه ليحاول مصطفي تهدئته :
_إستهدي بالله يابني إن شاء الله مش هيحصلها حاجة .
_أوس لازم تقولي كل إل تعرفه عنه علشان أعرف أتحرك .
أردف بها أيمن ليتحدث أوس :
_أنا فعلا معرفش عنوانه لأنه سافر من ست سنين بعد ما إتحكم على والده بالمؤبد ، وقبل ما يسافر كان أنهى كل تعاملاته .
_إحكيلي كل حاجة .
جلس الجميع يستمع له بإنصات ليتحدث بحزن :
_كنت لسه بادئ شغل وشركتي كانت محتاجة شريك لصفقات كبيرة عرض عامر عليا أتعامل مع والده وفعلا إتقابلنا وإتفقنا على كل حاجة .
لكن بعد مدة حسيت بشيء غلط في النقلات والبضائع الاستهلاكية إل كان بيسوقها وإكتشفت إنها لا تصلح للإستخدام روحتيله وواجهته كنت منتظر يقول إنها غلطة أو إنه إنخدع لكن إتفاجئت بيه بيعرض عليا نسبة من الأرباح تمن لسكوتي .
أنا كنت عارف إن مسوؤلية الحاجة دي عليا لأني أنا إستلمتها بالنيابة عنه وكل الأوراق إمضتي عليها .
ففكرت إني لازم أأمن نفسي وكنت عامل حسابي وسجلت كلامه.
الصدمة خلتني مش عارف أعمل إيه هو والد أعز أصحابي وفي نفس الوقت الناس ملهاش ذنب فقررت أحكي لعامر كل حاجة.
_طب وكان رده إيه يابني ؟
نظر
نظر لى جده وبملامح حزينة ومتألمة أجاب :
_إتفاجىء وأنكر حاجة زي كده عن والده وإترجي فيا إن أسكت ومبلغش وهو هيتصرف .
فعلا سكت شهر ونص كنت نهيت الشراكة لكن فوجئت بقضية مرفوعة ضدي بسبب واحد مات من المنتجات دي ساعتها أنكرت إن ليا أي ذنب وحكيت كل شيء .
كان غرضي أنتقم للشاب إل مات وأكفر عن ذنب سكوتي .
لكن طبعا عامر كرهني خصوصاً إن والده أقنعه إنه مظلوم وإن أنا السبب .
ولما لجنة الشرطة راحت المخازن لقوا هناك مصيبة أكبر .... لقوا كوكايين .
فالقضيتين إتأكدوا عليه من خلال شهادة العمال عنده ضده ...وإتحكم عليه بمؤبد.
_طب والتسجيل ؟!
_مقدرتش أظهره لأنه لآخر لحظة كان بيقول لعامر إنه مظلوم ، وعامر حالته النفسية كانت سيئة وتسجيل زي ده كان هيدمره .... فإحتفظت بيه وقولت طالما مش محتاجه يبقي مالوش داعي .
_طيب هو دلوقتي إيه السبب في خطفه لبسمة أو إلين ياعني ليه لجأ للخطف ؟
نطق محمد سؤالا جال بعقلهم جميعا
فوقف وأعطاهم ظهره وتحدث بضيق :
_علشان يضغط عليا
_هو طلب منك حاجة ؟
_التهديدات كانت كتير ولمواضيع مختلفة علشان مفكرش فيه
_وليه ما تفكرش إن مش هو إل بيبعت التهديدات؟ تساءل أيمن ليعرف أكبر قدر من المعلومات ليجيبه أوس ببساطة :
_ببساطة لأن ده أسلوبه ... أسلوب التوهان عارف إني مش هخاف من التهديدات لكن بيها صرف نظري عن إل ناويه .
_طب هو عاوز إيه لو عاوز فلوس خد كل أملاكي إديهاله.
_لأ يا جدو .... هو عاوز حاجة تانية غير الفلوس
_ما تقول يا أوس ؟
تحدث والده بحدة ليصدم من إجابته :
_عاوزني أسلم نفسي وأعترف إنها كانت مسؤوليتي وأنا السبب وإني خدعت والده .
...............
صباح يوم جديد /
طرقات على الباب لتدلف بعدها إمرأة شابة يتضح من ملابسها أنها تعمل في المنزل
_صباح الخير يا آنسه..البشمهندس عامر مستنيكي تحت عالفطار..وبيقولك نص ساعة وهيطلع ينزلك بنفسه لو منزلتيش.
أنهت جملتها وهي تضع حقيبة بلاستيكية أمامها وأضافت :
_إتفضلي...الهدوم دي علشانك .
إستمعت بسمة لها ولم تعلق ..كان جم تفكيرها فذلك المدعو عامر .
كيف يختطفها ولا يكلف نفسه عناء إخفاء إسمه؟! هذا الوضع برمته غريب ...فكيف هي في هذا الوضع المخيف وتنام بحجرة رائعة بل ويأتي لها بملابس وأيضا ينتظرها لتناول الفطور؟!
هل هو مختل أم ماذا؟!!
......
أما بالأسفل /
كان متكأً على المنضدة الكبرى التي تضم الأطعمة المختلفة التي تصلح لطعام الإفطار يتلاعب بالشوكة وهو ينظر بإتجاه النافذة شاردا فيما إكتشفه عن ضيفته....نعم يعتبرها ضيفة وعليه إكرامها..فأخلاقه لا تسمح له بمعاملة سيئة لها وخاصة بعد ما عرف عن حياتها ما جعله يلعن نفسه لتعريضها لمثل هذا الموقف وللتسبب لها بالخوف.
ولكن هذا السبيل الوحيد لتحقيق ما يرغب.
إلتقطت أذنه صوت تنفس حاد فنظر ليراها ترتدي ذلك الفستان الذي إبتاعه لها أحد رجاله بأمر منه.
_إتفضلي إفطري.
كلمتان فقط تحدث بهم بمنتهى البساطة والهدوء ثم إعتدل وجلس فوق الكرسي.
لم تجلس فرفع نظره لها ليرى أن نظراتها مصوبة بغضب وحيرة في إتجاهه.
أغمض عينيه يرتب كلماته جيداً ثم تحدث :
_أنا عارف إنك مستغربة ... طبعا منين خطفك ومنين بقولك تقعدي تفطري ...أنا مش مجنون كل الحكاية إني مش بحب الظلم ...وعارف إن ملكيش ذنب في أي حاجة .
برقت عيناها وتساءلت بغضب :
_ولما إنت عارف كده ليه متسبنيش أمشي .
_ببساطة لأن دي الطريقة الوحيدة قدامي علشان أضغط على أوس يصلح غلطة زمان.
_بس أنا ....
هبطت دموعها وإنساقت قدماها لتجلس فوق أقرب كرسي والذي يبعد عنه بكرسيين وأضافت بوهن :
_إنت عاوز تضغط عليه بيا...حصل بينكم زمان حاجة أنا معرفهاش..تعرف ليه؟؟ ...لأن ببساطة أنا مكنتش جزء من الزمان ده .
أنا عشت حياتي لوحدي وشفت عذاب يكفيني عمري كله ...تيجي إنت عاوز تكمل عذابي...أنا عملت إيه لكل ده !؟...ذنبي إيه؟
مسح على وجهه بغضب ليس منها بل من رجاله لإختيارها دوناً عن باقي فتيات عائلة درغام.. بل الأصح من نفسه لفكرة الإختطاف.
منذ متى وأصبح بهذه الوحشية؟!!..منذ متى يفتقر لحسن الأخلاق؟!... فبالرغم من كل ما مر به وهو يحافظ على أخلاقه وسلوكه من أجل أن لا يضيع تعاليم والدته ومن قبلها تعاليم دينه.
_أنا آسف.
نظرت له ولكن هذه المرة بصدمة لم تخفي عنه ليكمل :
_آسف إني عرضتك للموقف ده ...صدقيني لو كان قدامي حل تاني كنت سيبتك....إعتبري نفسك ضيفة والبيت بيتك ..مش هقيد حركتك لكن طبعاً ممنوع الخروج من الباب وكمان مافيش تليفونات.
عندك التلفزيون ممكن تسلي وقتك الفترة الجاية .

أنت تقرأ
أحفاد درغام
Любовные романыجريمة قتل غامضة .... والمجني لم يكن معروف أما الجاني فهناك الكثير من الإختيارات فجميع أحفاد درغام مشتبه بهم أحفاد درغام ...شباب وفتيات لكل منهم حكاية . قد تبدأ حكايتهم بالطريق المعتاد عندما يريد كبيرهم جمعهم تحت سطوة وقوة الزواج ولكن لأهداف نبيلة...