الفصل السادس عشر /
وتظن أنك نجوت ... فتهزمك ذكريات تلاحقك ، أو بالأحرى لنقل كابوسا ينقض عليك كوحش مفترس .
_ يا حنان إنتي أختي ولازم تساعديني .
نظرت لشقيقها بضجر وأردفت :
_ يا رؤوف أنا قولتلك عرضت عليها الموضوع وهي رفضت ، عاوزني أخليها تتقبلك بالقوة .
زفر بغضب قائلا :
_ لما كنتي بتقنعي حسن تتجوزوا وتسكنوا بعيد عن أهله كان سهل ودلوقتي مش راضية تقنعي أخته .
جلست بإنهاك فهي في أخر شهور حملها وأردفت بتعب :
_ شوف يا رؤوف شيل أمينة من دماغك ، أنا سألتها لو كانت توافق تتجوزك وهي رفضت رفض قاطع ، ومن الأخر كده أمينة بتحب واحد تاني وهيتقدملها قريب .
جن جنونه عندما إستمع لحديثها فإقترب منها وأمسك ذراعيها بقوة وتشدق بغضب :
_ أمينة ليا إنتي سامعة ، ليا ومش هسيبها مهما حصل ، هتبقى ليا ولو غصب عنها.
_ إنت إتجننت سيب إيدي ، وبعدين واحدة ومش عاوزاك يا أخي بدل ما تخلي عندك كرامة وتبعد عنها هتودي نفسك في داهية ، ولا إنت فاكر إخواتها هيسيبوك تقرب منها كده عادي ، إعقل يا رؤوف أمينة مش عاوزاك والحب والجواز مش بالإجبار ، بلاش تدمر كل حاجة .
_ قولي بقى إنك خايفة على حياتك مع سي حسن ، إنما أنا أخوكي مش مهم .
بعد أن نزعت يدها وأبعدته عنها ووقفت تواجهه بقوة متجاهلة الألم الذي تزايد أردفت بقوة :
_ أيوة طبعا حياتي مع حسن تهمني ، ولا إنت مش واخد بالك بينا طفلين والتالت قربت أولده ، عاوز تهد حياتي فوق راسي بمنتهى الأنانية ومش عاوزني أتكلم وأوقفك عند حدك ، ولا إنت فاهم لما تحاول تأذي أمينة أخواتها هيقفوا يتفرجوا ولا حسن هيبقى عليا ، بلاش أنانية بقى ، طول عمري بلم وراك بلاويك وأتحمل نتيجة أفعالك ، لكن المرة دي مينفعش فاهم المرة دي فيها ولادي وأنا لو هختار بينك أنت أو أي حد وبين ولادي هختارهم .
_ إنت ليه مش عاوزة تفهميني أنا بحبها .
أغمضت عينها بألم وتسارعت أنفاسها لتقول بصعوبة :
_ يا رؤف إنت كل مرة تقول بتحب ، إنت مش عارف إنت عاوز إيه بالظبط ، كل ما بتشوف واحدة تعجبك تفهم إنك بتحبها ....أه
صرخت عندما لم تستطع التحمل فقد جاءها المخاض لتأتي تلك الصغيرة تحمل لامعها آمال جديدة ..... ولكنها آمال لم تكتمل .
فاقت من ذكرياتها على صوت زوجها المتحدث بحماس :
_ إيه يا حنان لسه مجهزتيش ، الكل تحت جهز عاوزين نوصل البلد بدري .
_ يا حسن أنا مش هعرف أسيب رؤف لوحده ، روحوا إنتوا وأنا قبل الفرح بيوم هاجي .
نظر لها بعتاب مردفا :
_ وده كلام برده في أم تسيب بنتها في الأيام إل قبل فرحها ، وبعدين مكنتش أعرف إنك شايفاني قليل الذوق كده ، رؤف بيستنانا مع الجماعة تحت ، يالا قومي بقى وأنا نازل تحت أستناكي معاهم .
وكأنها طعنت في رئتيها ، كان تنفسها ثقيلا وعيناها أشفقت عليها لتذرف الدموع بخوف .
.........
بعد عدة ساعات /
وصلت السيارات إلى منزل درغام كبير العائلة .
وما أشبه اليوم بالأمس .
يهبط من سيارته بنفس الهيبة والهالة التي أثرتها ولكن تلك المرة ممسكا بيدها .
_ مين كان يصدق إن حياتنا تتغير في الفترة دي .
كانت تتحدث بإبتسامة وهي تنظر لمعشوقها الذي عشقته منذ اللحظة الأولى التي رأته بها ، ولكن هو كان ينظر حوله يستكشف المكان هذا الظاهر لأي يشخص يراه ولكن الحقيقة هي أنه يخفي ألمه وعذابه .
_ والله هبدأ أغير منك يا كروان .
نظر أوس لشقيقه الذي إستكمل :
_ كلنا واقفين وجدو واخدها في حضنه بقاله عشر دقايق ، مش ناوي تسلم علينا ولا إيه يا حاج .
إبتعدت كروان عنه ليأخذ بسمة هي الأخرى في أحضانه لبعض الوقت ، ثم بدأ في الترحاب بالأخرين بحفاوة .
........
أنا أدفع عمري ونعود لدنيانا الصغيرة ... من بعدك ليس لي أحد .... القدر إختارك لتبعد عني وتتركني في كون خاوي ....الموت إختارك لتصبح معه .... ماذا أنا بفاعلة ؟؟ ... ظللت أحلم أن أتهنى برفقتك وكنفك لأصحو على كابوس فقدانك ... أشعر بك تناديني ولكن كيف لي أن أسمع صوتك ؟
بعد ما يقرب من الساعة /
صعدت الفتيات لغرفة مريم التي لم تهبط للقياهم .
_ مريم ...وحشتيني أوي .
ألقت مي نفسها بأحضان شقيقتها وكأنها كانت منتظرة تلك اللحظة لكي تبكي .
بكت ... بل إنهارت في البكاء ، بكت وأبكتهن ، كلا منهن .
جلسن وظلا على بكاؤهن ما يقرب من العشرون دقيقة حتى هلكت قواهم .
_ هو إيه إل حصل ده ؟
نظرت مي لكروان وتشدقت :
_ طب أنا ومعروف موجوعة من إيه ، أنا مش مكتوبلي أفرح ، يوم فرحي أتسمم والفرح يتقلب حزن وهم ، ولما أعرف إني حامل وأقرر أحتفل وأفاجيء جوزي بسمة تنخطف وفرحتي تنكسر ، وفي الآخر الفرحة تموت بسبب غبائي ، إنتوا بقى بتبكوا ليه ؟
_ ياعني مش عارفة ليه يا مي ، إنتي بتتكلمي عن إل راح من إيدك وناسية حاجة مهمة أوي ، ناسية إن جوزك حبيبك لسه معاكي وتقدروا إن شاء الله تعوضوا الطفل ده ، إنما أنا أعمل إيه ؟ أعوض مراد إزاي ؟ إبني أه حتة مني لكن مش هيعوض أبوه .
لم تجف دموعها بل زادت وأصبحت أكثر ألما ، فإقتربت منها إلين وإحتضنتها برفق تربت على ظهرها .
كانوا ينظرون إليها بشفقة ، كلا منهم يفكر في نعم الله ، قد يأخذ الله ويعطي وكل شيء عنده بمقدار .
قاطع تفكيرهم حديث بسمة المتردد :
_ هو إل أنا فيه ده طبيعي ؟
نظروا لها وعلى وجوههم علامات الإستفهام ما عدا كروان التي تحدثت بصوت شجي :
_ عارفين الحياة دي غريبة أوي ، كل واحدة مننا عندها قصة ، تفتكروا الحب صعب ولا إحنا ضعاف ومش قده .
_ الحب ...... عرفتوه إزاي ؟
وقفت إلين وتوجهت للنافذة بعد أن إبتسمت لبسمة ونظرت لتجد باسم يجلس وحيد في الحديقة فأردفت :
_ الحب مش بيتعرف بيتحس ..... يظهر قدامك شخص غير متوقع ولا ظهوره كنتي عاملة حسابه بس هتعرفي إن ظهوره مش عادي لما تلاقي قلبك بيدق بسرعة وعينك مش شايفة غيره ، لما تلاقي وجوده غانيكي عن كل أهلك ، ولما تحسي في غيابه بالغربة حتى إن كنتي بينهم ، لما تخافي عليه أكتر من نفسك وتحزني لحزنه ، تتألمي لما تلاقيه غضبان ومتعصب علشان خايفة عليه مش خوف على نفسك منه لأن حتى لو خوفتي هتبقى متأكدة إنه مستحيل يأذيكي ، وهتستغربي من نفسك ليه واثقة فيه كده ، هتحلمي تبني معاه بيت يجمعكم ، هتحسي بالآمان في وجوده ولو شوفتي عيونه هتحسي بالقوة .
إستدارت لهم وجلست فوق أقرب مقعد لها لتردف مي بنبرة حزينة :
_ أنا مخنوقة أوي حاسة بضغط كبير جوايا ، مبقيتش أنام ، لو عيني غمضت بصحى على كوابيس ، مش قادرة أصدق إل حصل ؟ .. إزاي أنا كنت غبية كده ومش قادرة أفهم نوايا الشيطان ده ! ...هو مجرم كان السبب في إن إبني يموت لكن أنا كمان ساعدته ، أنا بشوف إبني بيصرخ ويقولي قتلتيني ، تعرفوا إني فكرت في الإنتحار علشان أرتاح من الوجع ده .
شهقت الفتيات بفزع لتجذب شقيقتها يدها تجبرها على النظر لها وأردفت بعنف :
_ عاوزة تخسري حياتك وأخرتك علشان سبب واحد ، حاجة واحدة قابلتك في حياتك وجعتك عاوزة تنسي بيها كل نعم ربنا عليكي ، عشتي بين أم أب وعيلة بيحبوكي وعمر ما حد زعلك ، إتجوزتي رجل كويس وحبيتيه وهو كمان بيحبك ويتمنالك الرضا وإنه يعمل كل حاجة علشان تبقى مبسوطة مش ده كلامك ليا ، أسر ده نعمة من ربنا ليا يا مريم ، أنا المفروض أشكر ربنا ليل ونهار علشان رزقني بزوج زيه ، تعرفي يا مريم أسر أحن واحد شوفته في حياتي ، كل ده هتنسيه علشان إتعرضتي لصدمة واحدة في حياتك ، تقدري تتخطيها وتعوضيها ، إنتي ضعيفة كدة ؟!
أنهت حديثها بإستنكار لتقف مي متحدثة بإنفعال :
_ أنا مش ضعيفة ، أنا أم حست بدقات قلب إبنها جواها ، إتخلق فيه الروح ، كنت حاسة بيه ، أنا أم كان نفسي أشوف إبني وأحضنه ، من لحظة ما عرفت إني حامل وأنا بتخيل شكله ، يا ترى هيبقى ولد ولا بنت ، طيب هيبقى إسمه إيه؟ .. هيبقى شبهي ولا شبه أسر ، كل ليلة نمتها كنت بتخيله وهو نايم في حضني ، كل ده راح من بين إيدي ، كل ده بقى سراب .
صرخت بحديثه بصوت ممزق وجلست أرضا بإهمال فإقتربت منها كروان مردفة :
_ إهدي يا مي ، مريم خايفة عليكي .
_ عارفة ... أنا بقيت وحشة أوي مستاهلش خوفها ولا أستاهل إنك تهديني وتاخديني في حضنك كده ، أنا بقول ليه يارب أنا الوحيدة بينهم إل إبنها يموت ؟
تشنج جسد كروان وشعرت بها مي لتسترسل بعد أن إبتعدت عنها قليلا :
_ مش بقولك بقيت وحشة ، أنا مستاهلش حبكم ولا أستاهل أسر ، هو يستاهل واحدة أحسن مني ، واحدة تحافظ على إبنها .
_ يا حبيبتي بكرة ربنا يعوض عليكم ويرزقكم الذرية الصالحة ، يا مي ربك رب معجزات وأنا وأخويا أكبر مثال قدامك ، ربنا إل جمعنا بغير ترتيب ولا قدرة مننا قادر يقر عينك بطفل يفرح قلبك .
_ أنا مستحيل ... مش ممكن أحمل تاني ، أحمل ليه علشان يموت تاني قبل ما أشوفه وأخده في حضني أشم ريحته ، أنا ... أنا مش هحمل تاني ، وأسر يتجوز واحدة تانية لكن أنا مستاهلش أكون أم .
كان حديثها صادما ، يعلمون أن فقدان الجنين من الطبيعي أن يؤثر عليها ، خاصة أنها فقدته أثناء محاولة إغتصابها ، لكن لم يصل تفكيرهم أنها ستفكر هكذا .
_ مي إنتي أعصابك تعبانة وطبيعي تفكيرك يبقى مشتت ، حاولي تهدي ولو حاسة نفسك محتاجة مساعدة روحي لدكتور نفسي .
برقت عينيها لتسترسل إلين بإرتباك :
_ الطب النفسي زيه زي أي قسم طبي ، وده ميقللش منك .
_ لو كان مراد عايش .
أغمضت عينها ورسمت على ثغرها إبتسامة بسيطة وهي تتذكر حديثه :
_ تعرفي يا مريم أنا إخترت الطب النفسي لأني شايف إنه أهم من كل الأقسام التانية ، الإنسان لو نفسيته كويسة صحته هتبقى أحسن كتير عما يكون مضغوط نفسيا ، خسارة كبيرة إن أغلب الناس مش معترفة بالطب النفسي لأ وحاصرينه في نقطة معينة ، مع إن المفروض زي ما بيعملوا فحوصات شاملة يطمنوا على صحتهم يطمنوا كمان على صحتهم النفسية .
رأت إلين دموعها التي عرفت مجراها على خديها فأردفت سريعا :
_ بقولكم إيه إنتوا ناسيين إن فرحي بعد كام يوم ، ما تيجوا نخرج نغير جو بدل الكآبة دي .
_ أخرجوا أنتوا أنا عاوزة أنام .
_ لا يا مريم علشان خاطري نخرج سوا ، إحنا كلنا محتاجين الخروجة دي .
_ متعمليش حسابي أنا هفضل هنا يمكن أوس يحتاجني وبصراحة أنا مقدرش أخرج من غيره .
نظرت بسمة لإلين بإعتذار ثم وقفت ورحلت وتبعتها كروان .
تمددت مريم قائلة لشقيقتها :
_ إلين بتتكلم صح يا مي ، إنتي نفسيتك تعبانة ، في واحدة زميلة مراد هقابلها كانت بتشتغل معاه على البحوث الأخيرة ، تعالي إتكلمي معاها لو لقت إنك محتاجة مساعدة طبية تابعي معاها كام جلسة علشان نفسيتك تهدى .
.........
الحب ..... حالة من النمو تجعل الشخصين يصلا لأفضل نسخة منهم .
أما التعلق فهو الرغبة في التحكم وعدم القدرة على حل المشاكل ... التعلق يعيق نمو الحب .
_ حبيبي بيفكر في إيه ؟
نظرت له وعلى وجهها إبتسامة تناقض تماما ما تشعر به وأجابته :
_ فيك ، كنت عاوزة أسألك لو إنت محتاجني في حاجة ؟
جذبها من خصرها مشاكسا :
_ أنا محتاجك عالطول يا كرواني ، بس ممكن أعرف ليه السؤال ؟
ألقت برأسها على صدره مردفة :
_ إلين عاوزة تخرج ، وبصراحة أنا مش حابة أخرج من غيرك فقولتلها إني هفضل هنا علشان لو إحتجتني ، لكن حسيت إنها زعلت ، أنا مترددة ومش عارفة أخرج معاها ولا لأ ، لكن لو إنت خرجت معانا ووافقت على خروجي ممكن أجهز نفسي .
_ ياعني أفهم من كدة إنك عاوزة تخرجي ؟
_ مش عارفة لو إنت قولتلي أخرج هخرج أكيد لو قولت لأ هسمع كلامك طبعا .
فكر قليلا ثم أردف بعد أن واتته فكرة ما :
_ خلاص روحي قولي للبنات تجهز وأنا هعمل مكالمة ونخرج كلنا .
ضحكت بمرح وتوجهت للباب ثم توقفت فجأة وتحدثت بتردد :
_ ممكن تختارلي اللبس ؟
أماء لها وهو يضع الهاتف النقال فوق أذنه لترحل بينما هو توجه لحقيبتها .
.............
جالس بالغرفة التي خصصوها له ينظر للجدار بشرود يفكر ... لا يملك سوى الشرود بذكريات الماضي .
_ إنت منير؟
نظر له بتفحص وأجاب بتردد :
_ إنت مين ؟
_ أنا واحد لو سمعت كلامه هتاخد فلوس عمرك ما حلمت بيه ،
صمت قليلا ثم إسترسل بخبث :
_ تصدق إنت حلمت لكن حلمك متحققش ، وبدل ما تعيش في بيت درغام الكبير وتبقى من أسياد القوم عايش هنا في البيت ده .
_ إنت مين يا جدع إنت ؟
_ بلاش عصبية بس وإسمعني أنا عارف إنك ضحكت على أمينة بنت حسين درغام وفهمتها إنك بتحبها ومتقدرش تعيش من غيرها ، وبعد ما أبوها رفضك أقنعتها وهربت وإتجوزتك .
_ أنا ... أنا مضحكتش على حد ، وبعدين هي موافقة أنا مأجبرتهاش ، وأنا فعلا بحبها أومال إتجوزتها ليه ؟
كان متلعثما فأثبت له سهولة إقناعه بما يريد فأردف بصوت بارد :
_ علشان فكرت إنك هتلوي دراع حسين درغام ببنته بعد ما تتجوزها من وراه ، لأ وتخلف منها ، سمعت إن بقى عندكم توأم .
_ بقولك إيه يا أخ أنا مش بلوي دراع حد ، أنا إتجوزتها بموافقتها وهي إل هربت وجت لغاية عندي ، وإنت بنفسك قولت أهو بقى عندنا توأم .
_ طيب يا أبو التوأم مش عيب لو بتحب مراتك زي ما بتقول إنك تشغلها في البيوت .
_ الشغل مش عيب ولا حرام ، وبعدين أنا ظروفي على قدي وهي كانت عارفة ده من الأول ووافقت بيا .
_ إنت صح ، بس أنا بقى عندي الحل إل يخليك بدل الفقر ده تلعب بالفوس لعب .
قصد أن يصمت ليرى تأثير حديثه عليه ، وكما توقع إلتمعت عينيه بجشع .
فاق من تلك الذكرى على صوت هاتفه ، نظر ليرى المتصل ثم أجاب بنبرة لعوب :
_ تصدقي كنتي لسه في بالي حالا .
.........
كان ينظر لأنحاء الغرفة بإشتياق يتيم ... لم يعرف حنان الأم أبدا .، عاش حياته في كذبة كبيرة والآن عليه الثأر لمن جعله يعيش حياة كهذه .
طرقات فوق الباب ثم أطلت برأسها وعلى وجهها إبتسامة مردفة :
_ ممكن أدخل ؟
أماء لها لتدلف قائلة :
_ عرفت من بسمة إنك إخترت تقعد هنا .
_ إخترت أقعد مكان أمي يمكن أحس بيها حواليا .
شعرت بالأسى ولكنها لم ترد أن تظهر له ذلك فإستكملت حديثها ببعض المرح :
_ أنا قولت أجي أسألك أخرج مع أوس ولا ممنوع .
أنهت حديثها بمعاتبة مخفية جعلته يبتسم قائلا :
_ أوس بعتلي رسالة ووافقت .
_ طب تمام ، أروح أنا أجهز .
تقدم سريعا منها وأمسك يدها قائلا :
_ متزعليش مني أنا آسف ، شوفي يا إلين لما تلاقيني متعصب بلاش تجادليني لأني مش عاوز أزعلك .
إختفى المرح من حديثها قائلة :
_ أنا خفت منك ، تعرف لما جيتلك بيتك كنت مطمنة رغم إني كنت لسه مش عارفاك ، لكن لما إتعصبت عليا حسيت لأول مرة بالخوف ، لكن من جوايا قولت إنك معذور ، صعب تبقى موجود في نفس البيت مع قاتل والدتك .
أنت تقرأ
أحفاد درغام
Romanceجريمة قتل غامضة .... والمجني لم يكن معروف أما الجاني فهناك الكثير من الإختيارات فجميع أحفاد درغام مشتبه بهم أحفاد درغام ...شباب وفتيات لكل منهم حكاية . قد تبدأ حكايتهم بالطريق المعتاد عندما يريد كبيرهم جمعهم تحت سطوة وقوة الزواج ولكن لأهداف نبيلة...