الفصل الرابع عشر

41 3 6
                                    

الفصل الرابع عشر /
الوحدة ... سهم قاتل .. قد تكن بين الكثير والكثير من الناس ، ولكن هناك جزء من قلبك وحيدا ، ولكن الأكثر إيلاما من وحشة مجحفة بين الأهل أنك لا تستطيع البوح بذلك الشعور ... تنظر لهم وكأن هناك سرب من الطيور الجارحة يحوم من حولك .
ولكن هل تعلمون ما هو أشد قسوة هو الشعور بالذنب إتجاه تلك العائلة التي تبذل قصارى جهدها من أجلك وأنت لا تشعر بشيء سوى الوحدة .
...........

كانت تتحدث بإنهيار حتى فقدت القدرة على إستكمال السرد .
نظر رجال الأمن لبعضهم ليتحدث قائدهم بلطف :
_ إرتاحي شوية وإحنا هنخرج شوية وبعدين نكمل .
وبالفعل أنهى جملته ووقف وتوجه للباب ليتبعه مساعديه .
وقف ثلاثتهم في الخارج وأمارات الحيرة ترتسم على وجوههم ، ليتحدث أحدهم :
_ ياعني رؤوف ده في إيده كل خيوط ماضيهم ؟

_ إسمع يا مصطفى الست إل جوة دي هي مفتاح القضية خليك هنا ، وأنا وممتاز هنروح بيت درغام .
نظر مصطفى وممتاز لبعضهم بتساؤل ففي الكثير من الأوقات يصعب عليهم فهم قائدهم الذي لاحظ نظراتهم فأردف بنفاذ صبر :
_ هتفضلوا تبصوا لبعض كتير ؟ فكرة إن ولا واحد فيهم يتأثر بموته غريبة جدا ، دول حتى مظهرش عليهم أي علامة تفاجؤ .
كاد الرحيل ليسمع صوت هامس :
_ مافيش وقت يا باشا ، إسمع مني وهتلاقي إجابة لكل أسألتك .
نظر معتصم إليها ليجد أنها تستند بصعوبة لتدلف للداخل ويتبعها ثلاثتهم في صمت .
........
وأخيرا عادت إلى وعيها مرة أخرى .
فتحت عيناها بصعوبة لشعورها بالدوار وألم الرأس .
_ حرام عليكي يا بسمة خضتينا .
تحدثت مي لتقول إلين بعتاب :
_ قولتلك كتير لازم تاكلي كويس وإن جسمك هيضعف أهو ضغطك كان ضعيف كدة .
نظرت لهم بإرهاق وتساءلت :
_ جدو فين ؟ بلاش حد يقوله علشان ميقلقش .
_ لا متقلقيش كلهم عرفوا وكانوا هنا ، وبصعوبة أقنعنا جدو ينزل يقعد تحت ولما تفوقي هتنزليله .

نظرت مي لإيلين بغيظ مردفة :
_ الست سعاد أول ما لقتك مغمى عليكي فضلت تصرخ ، متتخيليش حالة التوتر والقلق إل كنا فيها .
_ عموما يا بسوم أنا هنزل أطمن باسم وجدو وأشوف كروان .
_ مالها كروان ؟
تساءلت بسمة بحاجبين معقودين لتردف مي ببعض المرح :
_ أول ما شافتك مغمى عليكي أغمى عليها هي كمان ، بقينا عاملين زي مهرجين السيرك مش عارفين نلحق مين ولا مين ؟
........

بالأسفل /
_ إنت إيه إل جابك هنا ؟
نظر لها ولغضبها المنبعث من عينها وأردف بسماجة :
_ في واحدة برده تستقبل أخوها كدة ؟
مسحت على وجهها بعنف وأردفت من بين أسنانها :
_ رؤوف أنا فاهماك كويس ومعنى وجودك دلوقتي إن وراك مصيبة كالعادة ، وأنا بقى معنديش إستعداد ألم وراك أكتر من كدة .
نظر لها بحزن مصطنع مردفا :
_ كدة برده يا حنون ، وأنا إل قولت هتاخديني بالحضن من فرحتك ، مش كفاية بقالنا دلوقي خمستاشر سنة مشوفناش بعض .

_ وكانوا أسعد سنين بعيد عن مشاكلك ، ومع ذلك كنت عايشة في رعب لكل حاجة حصلت تنكشف أو إنك تظهر تاني في حياتي ، وأهو إل كنت خايفة منه حصل ، شوف يا رؤف لو عاوز فلوس أنا هتصرف بس تاخدها وتمشي من هنا .
_ شوفي يا حنان وإسمعي الكلمتين دول كويس علشان أنا مش هعيد كلامي تاني ، أنا مش همشي من هنا فياريت بقى تأقلمي نفسك على وجودي علشان مزعلش منك لأن زعلي وحش .
_ إنت بتهددني يا رؤؤف ؟
نظر لعيناها الجاحدة ووجهها المصدوم وأردف بهدوء ماكر :
_ ومالك مصدومة كدة ؟ هي أول مرة أهددك فيها ، إنت لولا إنك خايفة مني .......
_ أهلا يا رؤوف الحمد لله على سلامتك .
نظر إلى حسن وصافحه بهدوء مجيبا إياه :
_ الله يسلمك يا أبو نسب ، يظهر إني جيت في وقت مش مناسب ، أعذرني أنا حبيت أفاجيء حنان .

أحفاد درغام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن