الفصل الحادي عشر

54 4 5
                                    

الفصل الحادي عشر /
الإستماع ... والتفهم
لو كل أب إستمع وتفهم وأفهم إبنته وتلاقت وجهات نظرهم لما تعذب أب بفقدان إبنته ,لما تجرأت إبنة على التضحية بنفسها وبأبيها .
فى حجرة حسين درغام /
أصر أن ينام كلا من باسم وبسمة بأحضانه عله يستنشق رحيق إبنته فيهما .
نظر على يمينه متأملا النسخة المصغرة منه بسعادة فهو لا يملك فقط الشكل الجذاب ولكنه رجل بحق .
ناظر تلك الجنية الصغيرة التى أثرت قلبه منذ اللحظة الأولى التى رأها بها وحمد الله أنها ستبقى قربه ومعه فهو كان يشعر بالإختناق عند التفكير فى رحيلها يوما ما .
نظر لتقسيمات وجهها ولإبتسامتها الناعمة وتذكر والدتها التى كانت تنام تبتسم عند رؤيتها منام يعجبها .
إمتلأت عيناه بالدموع وبدأ فى إستعادة ذكرى فراقها
(منذ عدة سنوات)
دلفت لحجرة مكتب والدها تناظره وهو يراجع بعض العقود الخاص بالمزرعة الجديدة التى سينشؤها .
كادت التحدث ولكن فضلت السكوت لأ لا تشغله ولكنه قرأ عينيها وعلم بوجود كلام فى جبعتها
_أيوة ياأمينة  ، قولى إل عاوزاه يا حبيبتى .
_هو ....هو بصراحة يا بابا فى موضوع كده كنت عاوزة أقولهولك بس ...
_إتكلمى يا أمينة . متخافيش يا بنتي وخليكي واثقة إني هسمعك للآخر وأقف جمبك دايما.
تشبعت نفسها ببعض الثقة الواردة من كلماته الرزينة وبدأت فى الحديث قائلة ببعض الخجل :
_أخو واحدة زميلتي عاوز يتجوزني.
ظل محافظا على هدؤه على الرغم من الغضب الذي يتأكله  ، فليس من العادات أن تخبر الإبنة والدها بخطيب لها . ولكن الآن لن يفكر فى العادات بل فى إبنته .عليه التحلي بأكبر قدر ممكن من الهدوء والحكمة فسألها بهدوء :
_وإنتي تعرفيه يا أمينة؟
إزداد خجلها لتردف بتوتر:
_أه ...شوفته كذا مرة لما كنا بنروح المدرسة .
_طيب . أنا هسأل عليه وإل فيه الخير يقدمه ربنا . إكتبيلى إسمه كامل وروحي على أوضتك .
تهلهلت أساريرها ولكن حافظت على إتزانها ودونت إسمه ثم رحلت .
بعد عدة أيام /
_بابا إنت طردت عم شكري من الأرض ؟
فهم والدها ما ترمي إليه ولكنه أراد منها البوح بصراحة فتساءل :
_وده يهمك فى إيه ؟!
_يهمني ..يهمني علشان ..علشان عم شكري يبقي خال صاحبتي وهو إل مربيها بعد أهلها ما ماتوا.
_خال صاحبتك وأخوها ... مش كده .
توترت وإبتلعت ريقها بصعوبة .ليكمل هو :
_الموضوع ده تنسيه  ، هو مش مناسب ليكي الكلام فى الحكاية دى إنتهى.
شعرت بغصة وتساءلت بنبرة يغلفها الرجاء :
_ليه؟
_أمينة ..أنا قولتلك ميناسبكيش خلاص إنتهينا.
هبطت دوعها وذهبت مسرعة لحجرتها .
فى جفن الليل /
تسللت للخارج وأخذت ماكينة الهاتف الأرضي وأجرت إتصالها وما إن أتاها الرد حتى تشدقت ببكاء :
_ألو .
_أمينة . قلقتيني عليكي .مستني إتصالك بقالي كام ساعة .
_محمود بابا رفض جوازنا .
_كنت عارف إن ده هيحصل .
_طب والحل ؟
_أنا مستعد أجي وأتقدم وأتذلل ليه علشان يوافق .
_بس هو طرد خالك إنهاردة . تفتكر هيوافق يقابلك ويسمع منك ؟
_إسمعى يا أمينة. أنا هعمل إل عليا .بس لو فضل مصمم على رأيه .هستنى منك إنتي التصرف .
_ياعني أعمل إيه ؟
_لو رفضني ساعتها هتهربي ونتجوز .
.....
_يا حج حسين إديلي فرصة أثبتلك حسن نيتي.
_إسمع يا محمود جواز من بنتي مش هيحصل .أنا كشفت كل معاملاتكم مع الناس تحت إسمي وإنك هتتجوز بنتي . إستغليتوا إسمي وأخدتوا فلوس  ، بس لهنا وكفاية  ، بنتي مش لعبة.
_ياحج حسين أحلفلك إني بحبها وشاريها .
_يابني العلاقة إل بتبدأ بالكذب والخداع مبتستمرش.
(عودة للوقت الحالي)
هبطت دموعه نادمة عما حدث وظل يعاتب نفسه كما يفعل منذ سنوات
_ياريتني وافقت وفضلتوا تحت عيني وكنتي تبقي فى حضني وتفرحي بولادك.
......
صباح يوم جديد ..ز ومع كل صباح تبدأ حكايات جديدة
فى الجامعة /
_ممكن أقعد جمبك ؟
قالتها فتاة ذات عيون رمادية تخطف الأنظار لتجيبها كروان بهدوء :
_طبعا ..إتفضلي.
_شكرا .
_العفو .
صمت الإثنتان بضع ثوان قبل أن تتحدث الفتاة مرة أخرى ولكن تلك المرة وهى تمد يدها اليمين قائلة :
_أنا نورهان .
بادلتها كروان المصافحة
_وأنا كروان.
_كروان !!  إسمك جميل .
_شكرا.
رأت تلك الفتاه تحفظ كروان في الحديث فأردفت بمرح :
_بصي أنا معرفش ناس كتير هنا فإيه رأيك نبقى أصدقاء.
إبتلعت ما فى جوفها بتوتر فإنشاء الصداقات ليس من طبعها ... لم تعتد على ذلك ولكن يجب أن تخطو هذه الخطوة ، فقالت مشجعة نفسها :
_طبعا .
..........

أحفاد درغام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن