ملاحظة : الرواية مكتوبة منذ عام 2005 قبل انتشار الهواتف المحمولة مع الطبقة المتوسطة .
عندما يعجز اللسان عن وصف المشاعر وتتوه الكلمات بين دمعات الأعين..
عندما يؤلمنا الحنين إلى حبيب فقدناه
ونتذكر السنين والشهور والأيام والدقائق التي قضاها يدثرنا من عثرات الأيام
حينها لانجد سلوى إلا الدموع لتتساقط كحبات المطر المتناثر..
الفصل الأول
فراق.. بعد لقاء
وضعت المقاعد الكبيرة المنجدة و الأنيقة رغم بساطتها إلى جانب الجدران، لتحتل مكانها المقاعد المؤجرة فى تلك المساحات الخالية من صالة الإستقبال، وذلك حتى تستوعب أكبر عدد من المعزيات الاتي ارتدن السواد، بينما جلست سعاد بينهن شاردة، دموعها تسيل حزنا على زوجها ورفيق دربها محمد، عينيها تتحرك حولها فى الصالة الكبيرة لمنزلها وهى تتمنى ان يتركها هؤلاء النسوة لتحزن على طريقتها فهذا اليوم الثالث على التوالى للعزاء وهن يحضرن من الصباح إلى المساء... يالها من تقاليد!!
الم تكن هي تفعل ذلك؟! وتزعم انها تؤنس أصحاب المصاب والآن عرفت كم هذا مزعج حقاً.
أفاقت من شرودها على وقع خطوات فنظرت صوب تلك الخطوات الصادرة عن حذاء نسائى أسود عالي الرقبة و أعلاه فستان أسود صوفى ترتديه ابنتها ندى وهى تعبر باب الشقة ثم تلتفت لتغلقه خلفها.
آلمتها دقات قلبها وهي تتابع ندى إبنتها الكبرى بشعرها الأسود الطويل الذى يتدلى كـذيل فرس أصيل وجسدها الرشيق وذلك الوجه الحزين.... سنتان مرت على خروجها الأخير من منزلهم بفستان زفافها الأبيض، لتكون عودتها للبيت بعد وفاة والدها!!.
دخلت ندى ورأسها يرتفع بشموخ يتناقض مع خطواتها الناعمة وتلك الإيماءة المجاملة بتماسك والتي تكذبها دموع تجمدت في عينيها.
تقدمت لتلقى التحية على جارات والدتها وصديقاتها وبعض الأقارب قبل أن تنحني على رأس سعاد تقبله وتهمس فى أذنها:
"كيف حالك اليوم والدتى؟؟"
لم تفارقهم ندى منذ خمسة أيام كأنها خمس من السنين على سعاد! منذ ان اتصلت بها همس لتبلغها بمرض والدهم.
فقد توفي زوجها محمد أثر أزمة قلبية حادة أصابته وهو فى عمله الإضافى كمحاسب لإحدى الشركات بعد عمله الأساسي فى مصلحة حكومية!
لم يرقد كثيراً فى المشفى مجرد يوميين بعدها غادرهم بهدوء كعادته.
رغم كونه محاسب ويعمل ليل نهار إلا أنه لم يدخرشئ أبدا، كانت سعادته دائما ان يلبى جميع طلبات فتياته الثلاث، ولم يدري أن عمره سينتهي قبل أن تتم همس عامها التاسع عشر وحنين أصغر الفتيات لم تتعدى الرابعة عشر من عمرها!!.
أنت تقرأ
رواية آنين الكبرياء بقلمي نورسين (رواية منفردة كاملة)
Romanceحازم مهندس الكمبيوتر المعاق الذي قرر فتح مشروعه الخاص وافتتح اكاديمية لتعليم البرمجة وبرامج الحاسوب المختلفة ، الرجل الذي حصن نفسه بعيدًا عن أي جانب عاطفي في حياته لأنه لم يرغب في رؤية نظرات الشفقة ابدًا ، لكن حين تلاقت عينيه مع عيني ندى الفتاة الج...