ذكرياتنا ما هي الا مراكب جميلة في لجة بحر عقولنا وتلك الرياح التي تتلاعب بالامواج فتجعلها جبالا تهدد بتحطيم مراكبنا ماهي الا عواطفنا التي يتحكم بها جبل جليدي غارق لاترى سوى قمته ولا تستطيع أن تتجاوزه ليحطم افكارنا محيلها إلى أشلاء من الذكريات تطفو على سطحه وقليل منها يصل إلى شاطئ الآمان
الفصل الثالث
بريق الذكريات
وقفت ندى أمام النافذة تراقب شروق الشمس التى تبدد عتمة الليل ، كعادتها دائماً طوال الاسبوعين و النصف الذي قضتهم حتى الآن مع عائلتها بعيدا عن منزلها وزوجها.
اخذت نفسا عميقا ثم ابتعدت عن النافذة وخرجت من باب غرفتها متوجهة إلى غرفة شقيقتيها لتجد همس وقد انهت صلاة الفجر وامسكت المصحف تقرأ فيه كحالها منذ وفاة والدهم واتجهت بنظراتها لتلك المكومة على سريرها تهرب من كل قلقها بالنوم الطويل وكأنه سينقلها لعالم أخر لا يوجد به أحزان !
تقدمت بخطوات ثقيله تجاه فراش حنين متجنبة همس و جلست على طرفه ثم انحنت لتنزع الغطاء عن حنين التي تكورت بوضع الجنين ويدها تحت خدها و الأخرى تمسك بصورة ما قرب وجهها ! رفعت ندى الصورة من بين ذراعى شقيقتها وسرعان ما إنهمرت دموعا طال انحباسها وابتسامة والدهم الودودة تطالعها من الصورة وكأنها تربت عليها وتخفف من آلام فقدانه
(والدي الحبيب كم احبك و افتقدك )
حدثت الصورة هامسة وهي تحتضنها بينما همس تغادر الغرفة بصمت ولم تشعر بالهواجس التي تحرق صدر ندى فكل من شقيقتيها لهما طريقة في رفض الواقع !
مسحت دموعها بظهر كفها و هي تستلهم الشجاعة من نظرة والدها وهى تحدثه قائلة
"كم كانت احلامك عظيمة لنا وها نحن نخذلك باسم الحزن عليك الايام تتوالى وبناتك لا تباليان بدراستهما التي دمرت صحتك و افنيت مالك من اجلها
حتى والدتى... زوجتك فقدت روحها مع رحيلك"
تفاجأت بحديثها وكأنما استيقظت من غفله وفكرت..
أهذه نهاية احلام والدها؟؟ لا.. لن تسمح لأيا كان ان يهدم حلمه لفتياته ، يجب ان يخلع جميعهم عباءة الإستسلام للحزن..
ثم إنها أيضا تركت كل العمل بالشركة على حازم بالتأكيد هذا أمر مرهق جدا له ، فالمركز الذى كان يقدم دورات متعددة فى الحاسب الالى فقط... أصبح شركة كبيرة لتقديم الدورات وبيع الحاسبات للشركات والمؤسسات واصبحت الشركة مسئوولة أيضاً عن صيانة الأجهزة فى عدة مؤسسات وجامعات كبرى.
خرجت مسرعة من الغرفة فكادت أن تصطدم بهمس فوقفت امامها ثم قالت لها بحزم
"همس ايقظي حنين بسرعة"
أنت تقرأ
رواية آنين الكبرياء بقلمي نورسين (رواية منفردة كاملة)
Romanceحازم مهندس الكمبيوتر المعاق الذي قرر فتح مشروعه الخاص وافتتح اكاديمية لتعليم البرمجة وبرامج الحاسوب المختلفة ، الرجل الذي حصن نفسه بعيدًا عن أي جانب عاطفي في حياته لأنه لم يرغب في رؤية نظرات الشفقة ابدًا ، لكن حين تلاقت عينيه مع عيني ندى الفتاة الج...