الفصل الثامن

104 5 0
                                    


عندما ننطق بالحكم نعلم أننا اعداء اكثر من قضاة و أن احكامنا تغلفها القسوة حتى لا ننجرح اكثر وعندما يكون الاعتراف بأثر رجعي فالندم قبل فوات الآون هو مآله

الفصل الثامن

اعترافات بأثر رجعي

تنفس باختناق من كل شئ حوله رائحة الجدران المطلية حديثاً.. المفروشات الجديدة كل هذه الأشياء تؤكد أن هذا المنزل لا يعرف الحب ... اين هو من منزل عمه الذى تكاد الجدران تنطق بالحب الذى علق عبقه بها؟!.

يشتاق اصدقائه فى الكلية كثيراً الى العطلات وهو يشعر أن العطلة عقاب له.... لا، ربما ليس هذه المرة إنه يتمنى ان تمتد العطلة قليلا حتى يعرف ما سر فتاته التى ترتبك فى وجوده و يضبط عينيها تتسلل لتنظر اليه وبمجرد ان ينظر لها تنسحب بعيداً عنه.

انه لا يستطيع ان يبقى فى الغرفة اكثر من ذلك ولا يريد ان يخرج حتى لا يستمع الى أى من حوارات والده ووالدته لينتهى الأمر بإستسلام والده كالعادة، اما هذا او أن والدته تبدأ فى رمى شباكها حوله و تذكر بنت خالته وجمالها وطاعتها... لا فليخرج قليلا.. هو بحاجة لقضاء بعض الوقت يسير بالقرب من البحر .

فتح باب غرفته ليجد المنزل ساكنا لا يكسر الصمت فيه الا صوت والدته تتحدث مع صديقتها عبر الهاتف فيبدو ان والده خارج المنزل.. تنفس الصعداء وهو يتقدم نحو والدته ويشير اليها بصمت انه سيخرج ولم ينتظر ان تجيبه بل غادر مسرعا مغلقا الباب خلفه بهدوء ثم هبط الدرج ليجد همس امامه يتمايل قدها الرشيق في سروال جينز وتيشيرت بسيط وترفع شعرها على هيئة ذيل فرس ليصل الى منتصف ظهرها.

"إلى أين ذاهبة همس؟؟"قال طارق وهو ينظر إلى ارتباكها وبداخله شعور يتأكد فى كل لحظة ان اميرة الزهور هذه اختارته من بين كل رجال العالم حتى تحمر وجنتيها خجلا بسببه وينبض قلبها من اجله.

"اشعر بالإرهاق من المذاكرة، فإستأذنت والدتى ان اسير على البحر قليلاً"قالت همس وقلبها يدوى فى أذنيها.

"انا أيضاً كنت ذاهب إلى البحر، هل نذهب سوياً؟؟"قال طارق وهو يميل براسه ناظرا الى عينيها التى تتهرب من لقاء عينيه.

"لا اريد أن اتسبب فى ازعاجك، فربما ستقابل أحد اصدقائك أو ربما صديقاتك "قالت همس بصوت مرتبك

"لن تزعجينى همس وانتى تعرفين ذلك جيدا، بالإضافة إلى اننى لم اعد امتلك صديقات ، هذا يسئ لى ويسئ للزى الذى ارتديه... لم اعد ذلك الشاب الأحمق كنت اعتقد انك تعلمين ذلك هيا نذهب ونستكمل حديثنا فيبدو انه سيطول "قال بينما اشار لها بيده حتى تتقدمه فى نزول ما تبقى من الدرجات وهو يرى شعرها يهتز برقة مع كل خطوة تخطوها.. متى القت هذه الأميرة بسهمها فى قلبه لا يعلم كل ما يعرفه انه يشعر بها تتسلل داخل عروقه وتسرى بين شرايينه.

رواية آنين الكبرياء  بقلمي نورسين (رواية منفردة  كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن