رائعة هى الوحدة عندما تكون اختيارنا
و قاسية هى ..قاسية عندما نجبر عليها
عندما نصبح غرباء بين من نحب
فنفتقد معهم الحنين ويغدو كل ما بيننا مجرد أنين
الفصل السادس
دقة ..قلب
فى اليوم التالى، دق جرس الباب فى منزل سعاد فانتفضت همس من مقعدها على المكتب ليتها تكون ندى ..لو فقط توبخها أو تتشاجر معها بدلا من أن تتركها هكذا بدون عتاب ...انطلقت نحو الباب لتفتح إلا أنها لم تكن ندى ..
شاب طويل القامة عريض الكتفين تكاد عضلات جسده القوية تمزق بدلته الرسمية التى يرتديها، وبمجرد أن شاهدها رفع قبعته من فوق رأسه فصدمتها تلك العينين الخضراوين العميقتين تنيرهما تلك الابتسامة التي تملئ وجهه وهو يقول :
"كيف حالك همس؟؟"
بذهول تعدى الدهشة وغلبه الحياء تتمتمت:
"طارق ..كيــ كيف حالك؟؟ لم تخبرنى أمس على الهاتف انك ستحضر اليوم ...ســـ سأنادي على والدتى"
ثم انطلقت الى الداخل نحو غرفة والدتها حيث حولت سعاد جزء منها لمكان لتمارس فيه عملها بهدوء ..منضدة كبيرة نسبياً تضع عليها كثير من الصناديق البلاستيكية التى تضم كل ما يلزمها لعمل منتجاتها إلى جانب بعض الأدوات التى تساعدها على العمل .
وجدت والدتها تضع تركيزها على لوحة تكاد تنتهى من العمل بها، حتى انها لم تشعر باندفاع همس للغرفة .
"والدتى .." قالت همس باضطراب
"طارق بالخارج ...إنه يريدك ..انا لدى الكثير من المذاكرة ..سأذهب لغرفتى"
ثم اختفت من امام والدتها فى لمح البصر لتدخل الى غرفتها وتستند على الباب وهى تضع يدها على صدرها تحاول تهدئة نبضات قلبها التي تدوي بأذنيها ..ماذا بك؟؟ يا إلهى ... منذ متى أصبح وسيماً إلى حد الدمار هكذا؟؟ يا إلهى ... خلال أربعة سنوات كانت تتهرب من رؤيته لم تقع يوما عينيها عليه وهو يرتدى بدلته الرسمية ..
دائما ما كانت تؤنب نفسها على انجذابها له و تبرر ذلك بأنه شخصية مختلفة كليا عنها والمضادات تتجاذب ..هذا هو المنطق رغم أنها حاولت تجاهل هذا الشعور الذى كان يؤرقها وهو يتزايد يوما بعد يوم، لقد ألقت اللوم على نفسها كثيرا فهى مراهقة فى الرابعة عشر من عمرها وستنسى كل ذلك عندما تنضج ثم تضحك عليه إلا أن السنوات مرت وهاهي تكاد تصل إلى التاسعة عشر من عمرها وعلى مشارف دخول الجامعة ومع ذلك مازال قلبها يضطرب لرؤيته وتشعر بنيران الخجل تحرق وجنتيها .
لازال ذاك الموقف منذ اربعة اعوام يحتل ذاكرتها حيث الساعة قد تعدت الثانية بعد منتصف الليل وقد استيقظوا جميعا على صوت شجار وأصوات مرتفعة وتحطيم زجاج بالدور الأعلى حيث يسكن عمها، ارتفع الصوت أكثر واتضح انه صوت عمها مع طارق ثم سمعت صوت والدها ووالدتها وهما يفتحان باب شقتهم فخرجت مسرعة لتجد ندى قد استيقظت وتقف فى مدخل الباب مع والدتها بينما والدهم يدخل ومعه طارق ثم يقول لهم كل منكم على غرفته حتى انت سعاد ...تتذكر انها ظلت تقف خلف الباب تريد ان تسمع ماذا يحدث بين والدها وطارق فاستمعت لأصوات طارق وهو يهذى وكأنه غير مدرك لما يتحدث به ..ووالدها ينهره بغضب قائلاً :
أنت تقرأ
رواية آنين الكبرياء بقلمي نورسين (رواية منفردة كاملة)
Romanceحازم مهندس الكمبيوتر المعاق الذي قرر فتح مشروعه الخاص وافتتح اكاديمية لتعليم البرمجة وبرامج الحاسوب المختلفة ، الرجل الذي حصن نفسه بعيدًا عن أي جانب عاطفي في حياته لأنه لم يرغب في رؤية نظرات الشفقة ابدًا ، لكن حين تلاقت عينيه مع عيني ندى الفتاة الج...