الفصل السادس

46 23 6
                                    


عندما بلغت ١٩ عاما من عمري فوجئت بميدو يدخل المنزل عند عودته من العمل كعادته ..بسيده عجوز مثله 

و قال لي:

مفاجأة يا صغيرتي لقد تزوجت

تزوجت منها لأني حقا أحببتها منذ مدة فهي ستعتني بك عند ذهابي إلي العمل فهي زوجها مات مثلما أنا زوجتي ماتت.

فقلت بإستغراب:ماتت؟!لقد ظننت أنك لم تتزوج بعد

قال لي:لا يا عزيزتي ..لقد تزوجت و أنا في العشرينات من عمري و بعد ٣ سنوات من زواجي ماتت..ماتت بجلطة في المخ عندما كنت في العمل 

أنا حزين جدا أني تركتها وحدها في المنزل

فقلت له:لا تحزن كلنا نمر بأوقات حزن و خوف ..أنظر للأمام ميدو أرجوك لا تبكي

فقال لي:سأذهب لأرتاح أنا و زوجتي و انتي أيضا اذهبي إلي غرفتك لترتاحي 

فقلت له :حسنا ميدو

و بعد قليل فوجئنا جميعا بباب المنزل يطرق فذهب ميدو ليري من الطارق فوجده شاب طويل مثل النخل.. ذا عيون خضراء كأوراق الأشجار... أبيض كالسحاب في وسط السماء..

فقال ميدو :أهلا عزيزي ..تفضل..تفضل

و اغلق ميدو باب المنزل .

فناداني ميدو و قال اعرفك بعزيزي انه ابن صديقي العزيز فارس ،الذي مات أيضا،لا داعي أن أحكي لك هذه القصه

فقلت في نفسي مسكين ميدو لقد فقد كل أهله و أحبائه 

والدته،والده،اخته،زوجته،صديقه

هو حقا عاش عمرا طويلا بمفرده وحيدا بين تلك الحوائط .

فقال فارس ..أهلا..أسف أنني جئت بدون إخباركم

قلت له :سررت بلقائك ..لا عليك

و تركت فارس و ميدو يجلسون و يتحدثون معا في صالة المنزل و دخلت إلي غرفتي  و سمعت فارس يقول لميدو انني حقا اشبه اخت ميدو 

ثم دخلت إلي السيده العجوز و قالت بإبتسامه:

مرحبا ابنتي ..سررت بلقائك ..أنا أدعي ياسمينا..لقد احببتك كثيرا انت حقا لطيفه ثم احتضنتني

فقلت لها : شكرا لك..ماذا تريدي أن أدعوك؟

قالت :ادعيني سمسمه..احب ذلك الاسم كثيرا

قلت لها: حسنا سمسمه

ما وراء الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن