عندما بلغت ١٩ عاما من عمري فوجئت بميدو يدخل المنزل عند عودته من العمل كعادته ..بسيده عجوز مثله
و قال لي:
مفاجأة يا صغيرتي لقد تزوجت
تزوجت منها لأني حقا أحببتها منذ مدة فهي ستعتني بك عند ذهابي إلي العمل فهي زوجها مات مثلما أنا زوجتي ماتت.
فقلت بإستغراب:ماتت؟!لقد ظننت أنك لم تتزوج بعد
قال لي:لا يا عزيزتي ..لقد تزوجت و أنا في العشرينات من عمري و بعد ٣ سنوات من زواجي ماتت..ماتت بجلطة في المخ عندما كنت في العمل
أنا حزين جدا أني تركتها وحدها في المنزل
فقلت له:لا تحزن كلنا نمر بأوقات حزن و خوف ..أنظر للأمام ميدو أرجوك لا تبكي
فقال لي:سأذهب لأرتاح أنا و زوجتي و انتي أيضا اذهبي إلي غرفتك لترتاحي
فقلت له :حسنا ميدو
و بعد قليل فوجئنا جميعا بباب المنزل يطرق فذهب ميدو ليري من الطارق فوجده شاب طويل مثل النخل.. ذا عيون خضراء كأوراق الأشجار... أبيض كالسحاب في وسط السماء..
فقال ميدو :أهلا عزيزي ..تفضل..تفضل
و اغلق ميدو باب المنزل .
فناداني ميدو و قال اعرفك بعزيزي انه ابن صديقي العزيز فارس ،الذي مات أيضا،لا داعي أن أحكي لك هذه القصه
فقلت في نفسي مسكين ميدو لقد فقد كل أهله و أحبائه
والدته،والده،اخته،زوجته،صديقه
هو حقا عاش عمرا طويلا بمفرده وحيدا بين تلك الحوائط .
فقال فارس ..أهلا..أسف أنني جئت بدون إخباركم
قلت له :سررت بلقائك ..لا عليك
و تركت فارس و ميدو يجلسون و يتحدثون معا في صالة المنزل و دخلت إلي غرفتي و سمعت فارس يقول لميدو انني حقا اشبه اخت ميدو
ثم دخلت إلي السيده العجوز و قالت بإبتسامه:
مرحبا ابنتي ..سررت بلقائك ..أنا أدعي ياسمينا..لقد احببتك كثيرا انت حقا لطيفه ثم احتضنتني
فقلت لها : شكرا لك..ماذا تريدي أن أدعوك؟
قالت :ادعيني سمسمه..احب ذلك الاسم كثيرا
قلت لها: حسنا سمسمه
أنت تقرأ
ما وراء الزمن
Nouvellesبحثت كثيرا عن طريق يدعي السعادة و لكن علي كل باب طرقت...وجدت الأحزان تنتظرني بشوق ... فإن أحزان قلبي أحزان لا تنتهي أبدا