أدهى المصائب غدر قبله ثقة !
- محمود سامي البارودي
____________________________________________
- نعم ! يعني ايه ؟نهض ( معتز ) يتفوه بذلك السؤال ، فحثه ( امجد ) على الجلوس مردفا بحدة : اقعد ..
- لا مش هقعد ، يعني ايه نص أملاكه ليها ؟ و هي أملاكه كتيرة يعني لدرجة أنها تتقسم ما بينا ؟ هي كانت بنته وانا معرفش ؟ثم نظر إلى تلك الذاهلة ، يسألها بشراسة : عملتي ايه أنتِ عشان يتكتبلك نص الورث ؟ ..
رغم خوفها لم تتراجع ، نظرت إلى ( كريم ) التي حثها أن تظل ثابتة هكذا دون أن تتحدث ، تلك كانت نصيحته لها عندما علم أنها ستلتقي ب( معتز ) مرة أخرى ..
قال ( راضي ) المحامي : يا استاذ ( معتز ) .. حضرتك عارف استاذ ( حسين ) الله يرحمه كان بيحب مدام ( بتول ) ازاي و بيعتبرها بنته ، فطبيعي أنه يكتبلها حاجة من الورث ..
قابل ( معتز ) كلامه بسخرية شديدة ، و اردف بتهكم : يا سلام .. هو اللي يحب حد يديله نص أملاكه ؟ ، يعني لو بحب ( امجد ) اديله نص أملاكي و لو بحبه اوي اديله أملاكي كلها ؟
لم يعجب ( كريم ) تلك الطريقة في التحدث ابدا ، و لكنه يتظاهر بالبرود حتى لا يشتبك معه ، بينما ( امجد ) طالعه بتوتر .. يتذكر ذلك اليوم تحديدا ، كان ( حسين ) يجلس في السيارة جواره ، و سمع نفسه يسأله : جايبني عند المحامي ليه يا ( حسين ) ؟ عملت جريمة و لا حاجة ؟
- لا يا خفة .. أنا هروح اكتب وصيتي ..
اعتدل ( امجد ) في جلسته يردف بقلق : ليه ؟
تنهد ( حسين ) بعمق : يا ( امجد ) أنا خلاص كبرت ، و مش بعيد يعني ...- بس .. بس لو سمحت
قالها ( امجد ) بإعراض ، كان الحديث القادم يثير ضيقه ، فألزمه الصمت ، ثم قال بعد صمت قصير : أنا هكتب نص الورث ل( بتول ) ..التفت بذهول له ، و سأله : ليه ؟ ليه يا ( حسين ) ؟
- أنا هقولك على حاجة .. و بلاش تقولها لمخلوق اتفقنا ؟
اومأ برأسه سريعا ، فتنهد بعمق و اكمل : ( معتز ) هيعذب ( بتول ) و انا مرضاش ليها البهدلة ..- ازاي يعني ؟ ده بيحبها ..
- لا يا ( امجد ) .. ( معتز ) الفترة الجاية دي هيبهدلها ، و قبل ما تسأل عرفت منين ، ده ابني و انا عارفه .. و مش هقولك برضو عرفت منين ..
افاق من شروده على صوت المحامي الذي شعر بالضيق منه : يا استاذ ( معتز ) أنا لسه مكملتش الوصية .. لو سمحت اهدى ..
جلس ( معتز ) على مضض ، فأكمل : و ربع الورث المتبقي للأستاذ ( امجد ) !
صاح ( معتز ) بغضب : ايه مكتبش لعم عبده البواب حاجة من الورث هو كمان ؟ أصله سبيل بقى ..
كتم ( كريم ) ضحكته بصعوبة ، لم يكن الضحك متاحا في تلك اللحظة ، و لكنه يريد أن يضحك شماتة به بعد تحدثه بتلك الطريقة الغير لائقة ، و لكنه آفاق على صوت ( امجد ) الصادم : سبيل ؟ انت قصدك ايه بكلمة سبيل دي ؟
ثم أردف بإستنكار : و انا كنت بشحت منك يا ( معتز ) .. خد نصيبي مش عايزه ..
- على آخر الزمن هستأذنك آخد من سيادتك ورث ابويا ..
- لا ده انت زودتها اوي ..
قالها ( امجد ) بإنفعال ، و نهض تاركا لهم الجلسة ، نهضت ( بتول ) بتوتر وراءه تقول : يا ( امجد ) .. لو سمحت استنى ..

أنت تقرأ
حَتى اَتَاهَا اليَقِينْ
Любовные романыلعل كل الأقدار كانت سبب فى تأخر امنيتها .. هذه الدنيا لا تعطى كل شئ .. ربما تخطط لحياتك ثم يأتى كل شئ فى لحظة قاطعة يخبرك بأنه لا ينفع .. كمثل الموج الذى يأتي على غفلة فيقلب سفينتك رأسا على عقب ، حتى سألت نفسها ذات مرة متى سترسو سفينتها على الجزيرة...