الجزء الرابع عشر : ( مهدد بالإنهيار ! )

94 6 0
                                    

أدهى المصائب غدر قبله ثقة !
- محمود سامي البارودي
____________________________________________
- نعم ! يعني ايه ؟

نهض ( معتز ) يتفوه بذلك السؤال ، فحثه ( امجد ) على الجلوس مردفا بحدة : اقعد ..
- لا مش هقعد ، يعني ايه نص أملاكه ليها ؟ و هي أملاكه كتيرة يعني لدرجة أنها تتقسم ما بينا ؟ هي كانت بنته وانا معرفش ؟

ثم نظر إلى تلك الذاهلة ، يسألها بشراسة : عملتي ايه أنتِ عشان يتكتبلك نص الورث ؟ ..

رغم خوفها لم تتراجع ، نظرت إلى ( كريم ) التي حثها أن تظل ثابتة هكذا دون أن تتحدث ، تلك كانت نصيحته لها عندما علم أنها ستلتقي ب( معتز ) مرة أخرى ..

قال ( راضي ) المحامي : يا استاذ ( معتز ) .. حضرتك عارف استاذ ( حسين ) الله يرحمه كان بيحب مدام ( بتول ) ازاي و بيعتبرها بنته ، فطبيعي أنه يكتبلها حاجة من الورث ..

قابل ( معتز ) كلامه بسخرية شديدة ، و اردف بتهكم : يا سلام .. هو اللي يحب حد يديله نص أملاكه ؟ ، يعني لو بحب ( امجد ) اديله نص أملاكي و لو بحبه اوي اديله أملاكي كلها ؟

لم يعجب ( كريم ) تلك الطريقة في التحدث ابدا ، و لكنه يتظاهر بالبرود حتى لا يشتبك معه ، بينما ( امجد ) طالعه بتوتر .. يتذكر ذلك اليوم تحديدا ، كان ( حسين ) يجلس في السيارة جواره ، و سمع نفسه يسأله : جايبني عند المحامي ليه يا ( حسين ) ؟ عملت جريمة و لا حاجة ؟

- لا يا خفة .. أنا هروح اكتب وصيتي ..
اعتدل ( امجد ) في جلسته يردف بقلق : ليه ؟
تنهد ( حسين ) بعمق : يا ( امجد ) أنا خلاص كبرت ، و مش بعيد يعني ...

- بس .. بس لو سمحت
قالها ( امجد ) بإعراض ، كان الحديث القادم يثير ضيقه ، فألزمه الصمت ، ثم قال بعد صمت قصير : أنا هكتب نص الورث ل( بتول ) ..

التفت بذهول له ، و سأله : ليه ؟ ليه يا ( حسين ) ؟
- أنا هقولك على حاجة .. و بلاش تقولها لمخلوق اتفقنا ؟
اومأ برأسه سريعا ، فتنهد بعمق و اكمل : ( معتز ) هيعذب ( بتول ) و انا مرضاش ليها البهدلة ..

- ازاي يعني ؟ ده بيحبها ..

- لا يا ( امجد ) .. ( معتز ) الفترة الجاية دي هيبهدلها ، و قبل ما تسأل عرفت منين ، ده ابني و انا عارفه .. و مش هقولك برضو عرفت منين ..

افاق من شروده على صوت المحامي الذي شعر بالضيق منه : يا استاذ ( معتز ) أنا لسه مكملتش الوصية .. لو سمحت اهدى ..

جلس ( معتز ) على مضض ، فأكمل : و ربع الورث المتبقي للأستاذ ( امجد ) !

صاح ( معتز ) بغضب : ايه مكتبش لعم عبده البواب حاجة من الورث هو كمان ؟ أصله سبيل بقى .. 

كتم ( كريم ) ضحكته بصعوبة ، لم يكن الضحك متاحا في تلك اللحظة ، و لكنه يريد أن يضحك شماتة به بعد تحدثه بتلك الطريقة الغير لائقة ، و لكنه آفاق على صوت ( امجد ) الصادم : سبيل ؟ انت قصدك ايه بكلمة سبيل دي ؟
ثم أردف بإستنكار : و انا كنت بشحت منك يا ( معتز ) .. خد نصيبي مش عايزه ..
- على آخر الزمن هستأذنك آخد من سيادتك ورث ابويا ..
- لا ده انت زودتها اوي ..
قالها ( امجد ) بإنفعال ، و نهض تاركا لهم الجلسة ، نهضت ( بتول ) بتوتر وراءه تقول : يا ( امجد ) .. لو سمحت استنى ..

حَتى اَتَاهَا اليَقِينْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن