البارت الثاني

98 10 0
                                    

صلوا على شفيع الأمة💌
اللهم أنصر غزة وأهلها🇵🇸

الفصل الثاني

تلك العاصفة الرملية والهواء الشديد ينما عن قدوم ذوبعة
تخابط الشباك و ثوران الأبواب و تطاير أوراق الشجر يوحي وكأنه انقلاب على هدوء الأوضاع يبدو إن تلك القرية  تتهيأ لحدث سيقلبها رأساً على عقب.

كانتا كلا من جميلة و ورد تجلسان يتبادلان أطراف الحديث بعد ما فعله ذلك الهوجائي (سليم)

قالت جميلة لورد حين رأت شرودها المتقطع "مالك يا ورد من وقت ما شوفتي الحيوان دا وانتِ مش على بعضك"

ردت ورد بريبة " أنا يا دكتوره ألتمست فيكي أخت وصاحبة ويعلم ربي إني أرتحتلك رغم إن كل اللي بينا ساعات تتعد على الأيد"

ردت جميلة ببسمه "وأنا والله بردو حبيتك خالص يا ورد وأنتي بالنسبالي زي أختي الصغيرة بالضبط" ثم أكملت بتعجب" بس دا أي علاقته بالسؤال"

أرتبكت ورد في حيرة لا تعرف أتخبرها بشأن ذلك الحلزوني أم تصمت وبالأخير قالت لها "لا عادي بقولك عشان أنا أرتحتلك أووي، أما بالنسبة لسؤالك فأنا أرتبكت لأنه سي سليم بيه رجل شراني، شوفتي أتعامل مع أخته اللي إسمها أخته من لحمه و دمه ازاي، اومال إني بقى العبد الفقير إلى الله كان عمل مني شاورما" ضحكت وهي تقول الأخيرة ثم تابعت "بس أنتي أيه اللي عملتيه دا يا دكتورة، هو فيه حد يقف في وش القطر؟"

تبسمت جميلة وهي تقول "لو القطر هيضرنا نشيل قضبانه ونقلبه وبلاها وجع الدماغ"

مصمصت ورد شفتيها في إعجاب بجميلة وقالت "والله ما أنا عارفة أقولك أيه، ربنا يحميكي لشبابك ويحميكي منه"

سألت جميلة في تعجب "هو للدرجادي يخوف؟"

قالت ورد في رد سريع "بيبقى ساكت ساكت ولما يقوم بيبقى شبه الطوفان"
على ذكر كلمتها الأخيرة إنفتح الشباك على مصراعيه وطارت الستائر وكأن هناك إعصار يعلن قدومه

قامت جميلة تنظر من الشباك لترى أحوال القرية،فإذا بها خالية من سكانها، معتمة فالليل فاقد قمره، فقط إضاءة خافتة من عمود الإنارة يجعلك ترى تفاصيل قليلة عن الشوارع، والهواء جعل أوراق الشجر يتناثر في كل مكان.
أغلقت جميلة الشباك وهي تقول "الجو عاصف والتراب شديد، لو الشباك فضل خمس دقايق مفتوح الشقة هتتبهدل تاني وتعبنا هيروح هدر" قالت جملتها ببسمه لترد عليها ورد قائلة "تتبهدل و أروقهالك ألف مرة يا دكتورة دا أنا عنيا ليكي"

ردت جميلة "تسلملي عيونك يا أحلى ورده"

على مدخل القرية يجلس داخل سيارته يتنفس سيجارته بشراهه وهو يقول "اهي الدنيا كدا تثور هي يوم و أثور أنا يوم" قال جملته وهو يضحك بثمالة نتيجة ما يدخنه من مخدرات ثم أمسك بصورة في يده و هو يقول "بكرة تحنيلي يا قمر الليالي ولو مش بالذوق هيبقى بالعافية" أنهى جملته يقبل الصورة ثم ضحك عالياً وهو يكح بسبب تلك السموم المدسوسة في سيجارته.

ذات الرداء الأسود (الطاعون)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن