____________
كـ البحر كانت .. ساحرة، غامضة .. وتُغرِق
____________
الاعتياد علي التغيير كان شيئا تعايشت معه، لقد قضت حياتها في تغيرات كثيرة، لكن ذلك لم يعني أبدا تجاهلها لما هو ثابت في حياتها، والثابت في حياتها كان عائلتها وأصدقائها يوري وإيڤيلين، مهما تغيرت حياتها بأشكال عدة كان هناك دائما هذا الجانب الثابت الذي لا تزعزعه تلك التغيرات والذي حملت له في قلبها جزءًا خاصا يحوي الكثير من الحب والامتنان
لذا هي الآن كانت تجلس في الحديقة الخلفية لمنزلها، تمسك هاتفها تستعد لاستقبال مكالمة مرئية من إيڤيلين
اليوم قاموا بتأخير موعد بدء العمل مما أتاح لها الفرصة للحديث مع صديقتها قليلا قبل الذهاب إلي العمل فاليوم ستظهر نتائج اختبارات الجامعة كما أخبرتها إيڤيلين
ثوانٍ مرت وشعرت بهاتفها يهتز علي الطاولة أمامها، سريعا وضعت كوب مشروبها جانبا تلتقط الهاتف لتقبل الاتصال المرئي من صديقتها
رأت هاتفها يظهر فقط وجه إيڤيلين التي اتسعت ابتسامتها فور أن رأت ملامح ماريا تظهر أمامها علي الشاشة ليخرج صوتها متلهفا تقول
_ إلهي ماريا، شوقي لكِ ازداد بعدما رأيتكِ
ضحكت ماريا بخفة وقد شعرت برغبتها في البكاء تتصاعد إثر اشتياقها لصديقتها، لتبتلع غصتها وتجيبها بصوت هادئ
_ أنا أيضًا اشتقت لكِ كثيرًا إيڤ
كادت إيڤيلين تتحدث مجددًا ولكن ظهر صوت مألوف يحادثها من الجانب الآخر
_ هل أجابت ماريا ؟! دعيني أطمئن عليها
فورًا تعرفت ماريا علي صوت والدتها وتبعه وجهها الذي ظهر في الشاشة عندما مررت لها إيڤيلين الهاتف تخبرها بأدب
_ تفضلي خالتي، أنا سأذهب لأساعد يوري
التقطت السيدة نينا الهاتف تنظر إلي وجه ابنتها تتفحصه قبل أن تقول بنبرة ملأها الاشتياق
_ ماريا عزيزتي، اشتقت لكِ كثيرًا
وكأنها كانت تنتظر لتسمع صوت والدتها، انهارت حصونها فور رؤيتها لوجهها الذي تعشق وهبطت دموعها اشتياقا لعائلتها ورغبة في التنعم بوجودهم حولها، لتقول بصوت غلب عليه بكائها
_ وأنا أيضًا أمي، اشتقت لكِ كثيرًا
عادت السيدة نينا تسألها بلهفة وقلق غلف نبرتها تلك المرة
_ أخبريني كيف حالكِ ؟! هل تأكلين جيدًا وتحصلين علي قسط كافٍ من الراحة ؟! كيف هي الأجواء في لندن ؟! هل البرد هناك شديد كـ برودة موسكو ؟!

أنت تقرأ
MARIA | ماريا
Dragosteمزيج بين كبرياء النفس والحب ستحاول مرات كثيرة، وتتعثر مرات أكثر، لكن ستظل لامعة، مثالية واستثنائية أشواط تقطعها ولا تعلم إلي أين ستصل وكيف لنفسها أولا وأخيرا وليس لأحد، تحاول وتحاول وعندما تصل ستجد الكثير في انتظارها، ربما...