سجن الفضول

565 25 14
                                    

في ليلة غائمة من ليالي الشتاء، كان حسام يسير في طريق عودته إلى منزله بعد يوم عمل طويل. كان يعمل كمحامٍ في شركة كبيرة في وسط المدينة، وعادة ما يعود إلى منزله متأخرًا. في تلك الليلة، كان الطقس عاصفًا والرياح تعصف بأغصان الأشجار. بينما كان يسير على الرصيف، لاحظ وجود ضوء خافت ينبعث من نافذة قديمة لمحل مغلق منذ سنوات.

اقترب حسام من النافذة بحذر، وشعر ببرودة غير طبيعية تسري في جسده. رأى ضوءًا غريبًا يتأرجح داخل المحل، وكأن هناك شيئًا أو شخصًا يتحرك. حاول تجاهل الأمر، ولكنه لم يستطع مقاومة الفضول الذي استولى عليه. قرر أن يقترب أكثر ويستطلع الأمر.

فتح باب المحل ببطء، وإذا به يجد نفسه في مكان غريب ومظلم. كان المكان مليئًا بالكتب القديمة والأشياء الغريبة. كان هناك رائحة عتيقة تسود الأجواء. بينما كان يتحرك بحذر بين الأرفف، سمع صوت خطوات خلفه. استدار بسرعة، لكنه لم يرَ أحدًا. شعر بقشعريرة تسري في جسده.

تقدم أكثر داخل المحل ووجد كتابًا قديمًا على طاولة متهالكة. كان الكتاب يبدو أنه مصنوع من جلد قديم ومكتوب عليه بخط يدوي غير مفهوم. عندما فتح الكتاب، رأى صورًا غريبة لأشخاص يشبهون الأشباح. فجأة، انطفأ الضوء وعاد المحل إلى الظلام التام.

شعر حسام بالخوف وحاول الخروج من المحل، لكن الباب كان مغلقًا بإحكام. حاول فتحه بقوة، لكنه لم يستطع. بدأ يشعر بالذعر وبدأ ينادي بأعلى صوته، لكن لا أحد سمعه. فجأة، شعر بيد باردة تلمس كتفه. استدار ببطء، وإذا به يرى رجلاً عجوزًا بوجه شاحب وعينين غائرتين.

قال الرجل بصوت هامس: "لقد كنت في انتظارك يا حسام."

شعر حسام بالدهشة والخوف في نفس الوقت، وسأل الرجل: "من أنت؟ وكيف تعرف اسمي؟"

رد الرجل: "أنا حارس هذا المكان. لقد تم اختيارك لتكون خليفة لي."

حاول حسام الهرب، لكنه وجد نفسه غير قادر على الحركة. شعر بقوة غامضة تجذبه نحو الرجل العجوز. بدأت الصور في الكتاب تتحرك بشكل غريب، وكأنها تحاول الخروج من الصفحات.

بدأ حسام يفقد وعيه وشعر بأنه يغرق في الظلام. عندما استيقظ، وجد نفسه في مكان مختلف تمامًا. كان يقف في غرفة واسعة مليئة بالكتب والتحف القديمة. الرجل العجوز اختفى، ولكن حسام شعر بأنه لم يعد هو نفسه.

بمرور الوقت، اكتشف حسام أنه أصبح محاصرًا في هذا المكان، وأنه يجب عليه حماية أسرار الكتب الغامضة. كل ليلة، تأتي إليه أرواح هائمة تطلب المساعدة أو تبحث عن الانتقام. أصبح حسام الحارس الجديد لهذا المكان الملعون، وعليه أن يحافظ على توازن القوى الغامضة التي تسكنه.

وهكذا، عاش حسام حياته الجديدة في ظلامٍ أبدي، محاطًا بالأسرار والرعب، وعلم أن محاولته للفضول كانت السبب في مصيره المرعب.

                                      _________________

آمل أن تكون القصة نالت إعجابكم ... لا تنسو التصويت للقصة ⭐

قصص رعب 😈👻حيث تعيش القصص. اكتشف الآن