كان هاشم طالب دراسات عليا في علم الأعصاب بجامعة كبيرة. كان يعمل على مشروع بحثي يركز على فهم طبيعة الأحلام والكوابيس. كان شغوفًا بمعرفة كيفية تأثير الأحلام على العقل البشري وما إذا كان بالإمكان التحكم بها. بدأ هاشم يجمع قصصًا عن أشخاص يعانون من كوابيس متكررة، وكانت كل قصة تزيد من فضوله.
ذات يوم، تلقى هاشم رسالة إلكترونية غامضة من شخص يدعى دكتور فريد، يدعّي فيها أنه يملك معلومات سرية حول الكوابيس وكيفية السيطرة عليها. قرر هاشم مقابلة هذا الرجل لمعرفة المزيد، على الرغم من تحذيرات زملائه.
التقى هاشم بالدكتور فريد في مقهى مهجور على أطراف المدينة. كان الدكتور فريد رجلاً غريب الأطوار، بوجهه الشاحب وعينيه الغائرتين. بدأ الحديث عن أبحاثه وكيف توصل إلى اكتشاف مذهل. أخبر هاشم أنه وجد طريقة للتدخل في أحلام الآخرين والتحكم بها، ولكنه حذر هاشم من المخاطر الكامنة في هذا الاكتشاف.
لم يستطع هاشم مقاومة الفضول وأصر على معرفة المزيد. أعطاه الدكتور فريد جهازًا صغيرًا يشبه القلادة، وقال له إنه يمكنه استخدامه للدخول إلى أحلام الآخرين. ومع ذلك، حذره الدكتور فريد بشدة من استخدام الجهاز على نفسه، لأن النتائج قد تكون كارثية.
عاد هاشم إلى منزله وأمضى الليلة يفكر في ما سمعه. لم يستطع النوم من شدة الحماس. في اليوم التالي، قرر اختبار الجهاز على زميله في السكن، خالد، الذي كان يعاني من كوابيس متكررة. وضع الجهاز حول عنق خالد وانتظر حتى يغفو.
دخل هاشم إلى حلم خالد ووجد نفسه في عالم غريب ومظلم. كانت الأشجار ميتة والسماء ملبدة بالغيوم السوداء. بدأ يسمع أصوات همسات وضحكات مخيفة من كل جانب. فجأة، رأى خالد يركض باتجاهه وهو يصرخ: "ساعدني! إنهم يطاردونني!"
حاول هاشم تهدئة خالد، لكنه شعر بشيء غير طبيعي. بدأ الظلام يزداد كثافة، وظهرت مخلوقات مشوهة من بين الأشجار. كانت تلك المخلوقات تبدو وكأنها نتاج كابوس حي. حاول هاشم أن يستيقظ، لكنه لم يستطع. كان محبوسًا في حلم خالد.
فجأةً، شعر هاشم بألم شديد في صدره، وكأن شيئًا يحاول أن يخترق جلده. استيقظ فجأة ليجد نفسه في غرفته، والدماء تغطي يديه. نظر إلى خالد، الذي كان مستلقيًا بلا حراك. كانت عينيه مفتوحتين على وسعهما، وكأن الرعب تملك منه.
هرع هاشم إلى المستشفى، لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ خالد. بدأ هاشم يشعر بالذنب والخوف. حاول التخلص من الجهاز، لكنه لم يستطع مقاومة الرغبة في استخدامه مرة أخرى. بدأ يتساءل عما إذا كان قد تسبب في موت خالد.
في الليالي التالية، بدأ هاشم يستخدم الجهاز بشكل متكرر، مستهدفًا أشخاصًا عشوائيين في أحلامهم. كان يسعى لفهم المزيد عن طبيعة الكوابيس وكيفية التحكم بها، لكن كلما تعمق في هذه الأحلام، كلما أصبح الظلام يحيط به أكثر. بدأ يشعر بأنه يفقد السيطرة على نفسه.
في إحدى الليالي، قرر هاشم استخدام الجهاز على نفسه، رغم تحذيرات الدكتور فريد. شعر بأنه يجب أن يواجه مخاوفه الخاصة. عند دخوله إلى حلمه، وجد نفسه في مكان غريب ومعتم. كانت هناك أصوات تهمس باسمه وتدعوه للانضمام إليها.
فجأةً، ظهرت أمامه شخصية مظلمة بوجه مشوه وعينين متوهجتين. كانت تلك الشخصية تجسيدًا لكل مخاوفه وكوابيسه. حاول هاشم الهروب، لكنه كان محاصرًا. بدأت الشخصية تقترب منه ببطء، وأصوات الهمسات تزداد قوة.
أدرك هاشم أنه محبوس في كابوس لا ينتهي، وأنه قد أصبح جزءًا من عالم الظلام الذي كان يسعى لفهمه. حاول الصراخ، لكن صوته لم يصل إلى أحد. كانت تلك اللحظة التي أدرك فيها أن اللعبة قد انتهت، وأنه لن يتمكن من العودة إلى الواقع مرة أخرى.
استيقظ هاشم في سريره، ولكن شيئًا ما كان مختلفًا. كانت عيناه تشعان بالظلام، وكان يشعر بأن الكابوس ما زال يسكن داخله. كل ليلة، كان يدخل إلى أحلام الآخرين، ليصبح هو الكابوس الذي يخافه الجميع..
____________آمل أن تكون القصة نالت إعجابكم ... لا تنسو التصويت للقصة ⭐
أنت تقرأ
قصص رعب 😈👻
Horrorعزيزي القارئ ، إذا كنت مهتم بقراءة قصص الرعب بعد منتصف الليل، ومهووس بمعرفة أشياء خارقة للطبيعة ، فأنصحك بقراءة هذا الكتاب 📖 .. {ممنوع سرقة اي قصة من قصصي او حتى جزء بسيط منها}