بالتأكيد سأبدأ برواية تتمحور حول شخصية مصطفى من بغداد الذي يمر بتجربة غير عادية.

11 1 2
                                    

***

#### الفصول الأولى

**من منظور مصطفى**

لم أكن أعلم أن الموت يمكن أن يكون بداية جديدة. يتوارد إلى ذهني الآن لأنني عدت، ليس إلى الحياة المعتادة، بل إلى جسدي حين كنت في الخامسة من عمري. استفقت في منزلي ببغداد، عندما كانت الأشياء أبسط والحياة أعقد بدرجة لا توصف. الأطفال من حولي يلعبون بالكرة في الشارع، لكنني... أنا، لدي علم ومعرفة ومعرفة بمعنى الكلمات التي كنت أعجز عن نطقها آنذاك.

أنا مصطفى، وُلدت عام 2006، يومًا ما في بغداد، في مكان تنهشه الحرب والسلام على حد سواء. شعرت بأن كل خطوة أخطوها الآن يجب أن تكون محسوبة. لدي فرصة ثانية، فرصة لمعرفة كل شيء، لبناء القوة والنفوذ، وللسيطرة وتحقيق الثراء.

كنت أعلم بالتحديد ما يجب القيام به. كانت الأهداف واضحة أمامي: المعرفة، تكوين العصابات الإلكترونية، بناء عصابة من العالم الحقيقي، السيطرة، والثراء. كنت أتحدث مع نفسي في حديث داخلي دائم، شخصيتي الجديدة؛ مصطفى ذو الشخصية الباردة، الذكاء الحاد، والمخادعة البارعة.

- "المعرفة، ثم المعرفة،" همست في نفسي بينما كنت أستعد لتطوير مهارات الإنترنت والتغلغل في أعماق العلوم الحديثة.

**

الانتقال إلى المرحلة الأولى من خطتي لم يكن سهلاً. بدأت بالأعمال الصغيرة على الإنترنت، اكتشفت طرقًا للاحتيال التقني واكتساب أموال بطرق غير شرعية، متجنبًا الأنظار والشكوك. علمت أن النقطة الأهم ليست فقط في كيفية الحصول على الأموال بل في الكيفية التي يمكنك بها الاختفاء قبل أن تفكر الشرطة ولو لحظة أنك المتورط.

***

#### اللقاءات الأولى مع العصابة الإلكترونية

فكرت بإقامة شبكة سرية من الهكرز. بدأت بالبحث عن ذوي المهارات العالية في المنتديات الخفية، الأماكن التي تستوطنها أكثر العقول ذكاءً وربما جنونًا. إنهم الوحوش الإلكترونية التي تبحث عن أهداف جديدة، الرجال والنساء الذين لا يرون العالم بالطريقة التي نراها.

بعد شهر فقط، استطعت ضم خمس أفراد، كل واحد منهم يمتلك مهارات فائقة وقدرات لا يمكن تجاهلها. جلسنا في أماكن سرية، نتحدث عن خططنا لسرقة الأموال وجمع المعلومات وتدمير المؤسسات. كنا عصابة من نوع جديد، عصابة لا تُرى ولكن تُشعِر بوجودها. أسمينا أنفسنا " الأشباح الرقميين".

**

**

أما في الحياة الواقعية، فكنت أبحث عن الأفراد الذين يمكنهم مساعدتي في تكوين شبكة إجرامية على أرض العراق. كان العثور عليهم أصعب، فالعالم الواقعي لا يتيح لك الاختفاء بسهولة، لكنه كان أسهل ببعض النواحي. كان الناس هنا يبحثون عن الأمان والعمل، وكنت أعلم كيف أستغل احتياجاتهم لخدمتي.

كثير من الليالي التي قضيتها أخطط وأفكر، مستفيدًا من كل خطأ وكل نجاح صغير. كل شخص أتعرف عليه كان له دوره في الخطط القادمة، كل خطوة كانت يجب أن تكون محسوبة بدقة.

**

- "أريد كل شيء،" قلت لنفسي بينما كنت أشاهد شمس بغداد تغيب مجددًا. "السلطة، المال، المعرفة، الأمان، كل شيء."

إنه طريق طويل، ملئ بالمخاطر والتحديات، ولكنه الطريق الذي اخترته منذ أن عدت إلى الحياة بجسدي الصغير ومعرفة السنوات. مصطفى، الطفل ذو العقل البالغ، يسعى ليحكم هذا العالم، ليس بأي شيء سوى الذكاء والتحايل.

**

وفي النهاية، هل سأحقق طموحاتي؟ الزمن وحده الكفيل بالإجابة على هذا السؤال، لكنني مستعد للمحاربة حتى النهاية، حتى لو كان ذلك يعني التراجع في بعض الأحيان والتقدم في أحيان أخرى، فلقد عدت، وهذه المرة، لن أترك شيئًا يمر دون أن أقبض عليه بسيطرة كاملة.

صراع الحكم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن