الفصل### العودة إلى البدايات: الجزء الثاني 2

6 0 0
                                    

### العودة إلى البدايات: الجزء الثاني

***

#### الفصول التالية

**من منظور مصطفى**

كنت أعلم أن تطوير عصابة "الأشباح الرقميين" يتطلب اتصالًا سريعًا وثابتًا بين الأعضاء. اخترعت نظامًا لتشفير البيانات، يضمن أن لا يمكن لأحد أن يتعقب حواراتنا وخططنا. كانت الاجتماعات تدور عبر غرف دردشة آمنة، حيث لا تعرف وجوهنا ولا نعرف وجوه الآخرين. كنا مجرد أسماء مستعارة داخل هذه الغرف.

- "يجب أن نتوسع ونقبل أعضاء جدد"، قلت لهم ذات مساء.

- "لكن يجب أن نكون دقيقين في اختيارهم"، أجاب خالد، أحد الهكرز الأكثر ثقة لدي.

- "نحتاج إلى أشخاص يمتلكون مهارات فريدة، ولديهم ولاء كامل"، أضفت بحزم.

**

بدأنا بالبحث على الإنترنت، نقوم بتجنيد المواهب الشابة التي أظهرت وتيرة عالية من الإبداع والمهارة في الاختراق الإلكتروني. كنا نبحث في المنتديات المخفية والأسواق السوداء.

في أحد الأيام، قام فاخر، الهكر المبدع في البرامج الضارة، بتقديم فكرة مشروع جديد.

- "مصطفى، ماذا لو أنشأنا برنامجًا خفيًا لسرقة المعلومات البنكية دون أن يكتشف أحد؟", قال بثقة.

نظرت له بتمعن، فكرة كهذه يمكن أن تنقلنا إلى مرحلة جديدة تمامًا.

- "هذا سيكون اختراق كبير، فاخر. لكن يجب أن ننفذه بحذر شديد. سنخصص فريقًا كاملاً لهذه المهمة. نحتاج إلى عملاء في البنوك لجمع المعلومات من الداخل"، قلت بتفكير عميق.

- "هذا ما فكرت به أيضًا. لدي بعض الاتصالات داخل البنوك يمكنهم المساعدة بسرية تامة"، رد فاخر مبتسمًا.

**

كان التواصل مع هؤلاء العملاء أمرًا حساسًا ويتطلب الكثير من التحضير. بدأت أعمل على خطة محكمة تُجَنِّبُنا أي خطر. كنا ننشئ نماذج مبدئية للبرمجية، نجربها في بيئات وهمية لنختبر فعاليتها وأمانها.

في أحد الاجتماعات الافتراضية بيني وبين أعضاء "الأشباح الرقميين"، فتحت الموضوع مع الجميع.

- "حسنًا جماعة، لدينا مشروع جديد يتطلب أعلى قدر من الدقة والاحترافية. نحن بحاجة إلى تصميم برنامج خفي قادر على سرقة المعلومات البنكية دون أن يُكْشَف. لدينا اتصالات داخلية في البنوك للمساعدة في ذلك"، قلت.

- "هل تعلم ما الذي تعنيه هذه المهمة، مصطفى؟ يمكن أن تكون هذا هو الاختراق الذي يجعلنا من الأثرياء"، قال علي، مختص في الحماية والأمان.

- "صحيح، لكن يجب أن نكون حذرين جدًا. أي خطأ، وأي حركة خاطئة قد تكلفنا حياة الآلاف. نحن نتحدث عن أموال الناس هنا"، حذرتهم.

وقف خالد ليعطي رؤيته في الأمر.

- "أعتقد أن لدينا المهارات والخطط اللازمة. يجب فقط التأكد من ألا يترك أي عضو أي أثر قد يتعقبه أحد"، قال.
**

مع مرور السنوات، نمت عصابة "الأشباح الرقميين" بشكل مطرد. كنت أسعى لإدارتهم باحترافية، قسمنا المهام بين الأعضاء بناءً على مهاراتهم الفريدة. استمررنا في تطوير برامجنا وجعلها أكثر تعقيدًا وصعوبةً للكشف.

عندما كنت أبلغ من العمر 10 سنوات، كانت العصابة قد أصبحت أكثر قوة وصلابة. اجتمعنا مرة أخرى في غرفة الدردشة الآمنة.

- "مصطفى، الآن نحن مستعدون. لدينا برنامج لا يمكن استكشافه أبدًا"، قال كريم، خبير البرمجيات.

- "ما التالي؟ هل نبدأ بتنفيذ الخطة؟"، سأل فاخر بحماس.

أخذت نفسًا عميقًا ونظرت إلى الجميع.

- "نعم، سنبدأ التنفيذ. لكن تذكروا، الحذر والسرية هما مفتاح النجاح. نحن لن نكون مجرد عصابة هكرز، بل قوة تُحسب لها الحساسية"، قلت بثقة.

- "إلى الأشباح الرقميين"، قال الجميع بصوت واحد.

كانت تلك اللحظة تُشرِّف انطلاق مرحلة جديدة لطموحي وتحقيق أهدافي العظيمة بقوة ذكاء التكنولوجيا وعزيمة الإنسان. كانت كل خطوة نخطوها تجسد تقدمًا نحو السيطرة والثراء.

كنا الأشباح الرقمية، لا يُرَى لنا أثر ولكن لكل خطوة بصمتها العميقة في العالم السري للعالم الرقمي.

صراع الحكم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن