الفصل ال 9

0 0 0
                                    

أحمد بكر عامر، الذي تجاوز عقده السابع، جلس في فناء بيته الصغير في نينوى، متأملاً التغيرات الكبيرة التي شهدتها مدينته في الآونة الأخيرة تحت قيادة القائد مصطفى. بدأ الإنترنت بالعودة تدريجياً إلى حياة الناس، وكان هذا أحد الأسباب التي جعلت أحمد يشعر بشيء من السعادة الممزوجة بالحذر.

**الدخول إلى عصر المعرفة:**
"الإنترنت هو نافذة على العالم"، فكر أحمد. "يمكن لأحفادي الآن الوصول إلى المعلومات والتعلم مثل بقية أطفال العالم". وبالفعل، قام القائد مصطفى ببناء جامعات مجانية متعددة التخصصات، مما أتاح لشباب نينوى فرصة تلقي تعليم عالي في مجالات العلوم والفنون المتنوعة. "هذا هو الطريق لبناء مستقبل أكثر إشراقًا"، تمتم أحمد لنفسه.

**زيادة عدد المرسلين:**
مع تزايد عدد أعضاء حزب "المرسلين" إلى 6 ملايين شخص، شعر أحمد بأن هنالك توجهًا جادًا نحو نشر النظام وتنفيذ الخطط الطموحة. لكنه لم يستطع منع نفسه من التساؤل عن مدى تأثير هذا العدد الهائل على الحرية الشخصية والتحكم في الحياة اليومية.

**مشروعات بنية تحتية طموحة:**
أحمد كان معجباً برؤية مشروعات السدود المائية الجديدة قيد التنفيذ. "هذا هو ما كنا نحتاجه دائمًا للتغلب على جفاف الصيف"، قال لأحد جيرانه وهو يراقب تقدم العمل. بالإضافة إلى ذلك، كانت الشركات الغذائية الجديدة تساهم في توفير فرص عمل وتحسين الاقتصاد المحلي.

**حماية البيئة ونظافة المدينة:**
لم يتوانى القائد مصطفى في فرض قوانين صارمة لحماية نينوى من التشويه والنفايات. "هذا هو النظام الذي نحتاجه لنحافظ على جمال مدينتنا"، كان أحمد يقول دائمًا. كانت عقوبات وغرامات لكل من يقوم بتشويه المدينة خطوة في الاتجاه الصحيح.

**قوانين حقوق الإنسان:**
لكن أكثر ما أثار اهتمام أحمد هي القوانين الجديدة لحماية حقوق الأطفال، النساء، الرجال، والحيوانات، وأيضًا الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. "هذه هي الإنسانية التي يجب أن نتبناها"، أعلن أحمد بفخر لأصدقائه.

ومع ذلك، في أعماقه كان أحمد يشعر بظلال القلق من المستقبل. "كل هذه الإنجازات لا تعني شيئًا إذا فقدنا حريتنا أو إذا عاد الزمن للوراء"، فكر أحمد. كانت آثار الحروب الماضية والصراعات مليئة بذكريات مؤلمة، وكانت آماله أن يكون الحاضر بداية جديدة لتاريخ مشرق.

لقد تبنى أحمد نظرة متوازنة، محتفظًا بالأمل في المزيد من التحسينات، مع حرصه الدائم على البقاء محتاطًا وواعيًا للتحديات المحتملة. لم يكن يرى الحاضر إلا كصفحة جديدة، يمكن تتزينها بسطور مشرقة، إن حفظت بحذر وساهم الجميع في كتابتها بروح التعاون والتفاؤل.

صراع الحكم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن