7_الإدراك_« عِـشْقٌ مُـزْهـِرْ »

63 5 0
                                    

الإدراك!

عمق الإدراك.

كل تلك التفاصيل الصغيرة التي جمعها عقله عبر السنوات تداخلت لتشكل صورة متكاملة لعالمه الخاص. إدراكه لم يكن مجرد استقبال للمعلومات، بل كان نسيجًا معقدًا من المشاعر والذكريات، يشبه اللوحة الفنية التي يرسمها فنان بارع. في تلك اللحظة، أدركت أن الإدراك هو القدرة السحرية على تحويل اللحظات العادية إلى تجارب ذات معنى عميق، تملأ الروح بالحياة.

هَـلْ يُمْـكِنُ اَنْ يَجْـهَلَ شَـخْصٌ مَاضِـيهْ يَاتُـرَى؟

و بهذا يغيب الإدراك!
.

.

.

ظل تايهيونغ غارقًا في أفكاره، يحاول فهم مقصد جونكوك من تلك الكلمات الغامضة. "وأخيرًا يا تايهيونغ ني، كنت... كنت أعلم!" لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت تنطوي على معنى أعمق لم يستطع تايهيونغ إدراكه في البداية.

جلس تايهيونغ في غرفته، محدقًا في السقف، يسترجع تفاصيل اللقاء الأخير مع جونكوك. كانت تعابير وجه جونكوك مشحونة بالعواطف، عينيه تلمعان بحزن وشوق مكبوت. بدا وكأنه كان ينتظر هذه اللحظة منذ زمن طويل، وكأن هناك قصة طويلة تمتد بينهما لم تُروَ بعد.

تساءل تايهيونغ بصمت، "هل كنت أعرف جونكوك من قبل؟" بدأت الأفكار تتقافز في ذهنه، باحثة عن أي ذكرى قديمة، أي تلميح أو إشارة تربط بينهما. لكن ذاكرته كانت فارغة، كأنه يقف أمام لوحة بيضاء، لا أثر لذكرى سابقة.

كان شعور الغموض يزداد ثقلًا على صدره، تلك الكلمات كانت تحمل في طياتها وعدًا قديمًا أو ربما سرًا دفينًا. لم يكن الأمر مجرد لقاء عابر، بل كانت هناك أشياء لم تُحكى، مشاعر لم تُفصح عنها، وأحداث لم تُكشف.

ظل تايهيونغ مستغرقًا في ذكرياته، محاولًا تجميع الأجزاء المبعثرة من القصة. هل كان هناك شيء في الماضي يجمع بينهما؟ أم أن جونكوك كان يعلم شيئًا لم يكن تايهيونغ على علم به؟

كلما فكر في تلك الكلمات، ازداد شعوره بالغموض والدهشة. لم تكن مجرد كلمات، بل كانت مفتاحًا لأبواب ماضية، أبواب كانت مغلقة بإحكام. وبينما كان يحاول فك شفرة تلك العبارة، أدرك تايهيونغ أن عليه البحث أعمق، البحث في ذكرياته وماضيه، وربما حينها سيكتشف الحقيقة المخبأة وراء كلمات جونكوك الغامضة.
.
.
.

لا، لا أستطيع البقاء هكذا، يجب أن أدرك شيئًا ما. شعرت بالقلق يتزايد في صدري، وقررت أن أخرج من شقتي متجهًا نحو شقة جونكوك. كانت الأفكار تتلاطم في عقلي كأمواج عاتية بينما كنت أسير في الممرات المظلمة. توقفت أمام بابه، وترددت للحظة قبل أن أطرق الباب بيد مرتجفة.

❀ عِشْقٌ مُزْهِر _ Vk ❀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن