الفصل الدراسي الأول (2)

561 7 1
                                    

إستيقظت في صباح متأخرا بعض شيء بسبب عدم قدرتي على نوم اليلة الماضية من شدة ترقب.

قمت بغسل أسناني و الإستحمام.

نظرت في المرآة، ورأيت شابًا بملامح حادة، شعره الأسود القصير ينسدل على جبهته، يرتدي زيًا مدرسيًا رسميًا يتكون من سترة سوداء وقميص أبيض وربطة عنق سوداء.

عندما خرجت من المنزل، اتجهت نحو المدرسة. كان الطريق مألوفًا لي، وكأنّني قد سرتُ عليه من قبل. ربما بسبب ذكريات تاكويا التي استقرت في ذهني.

كنت أعرف أين أركب الحافلة وأين أغير المترو.

مشيت في الشارع بخطواة خفيفة، وابتسامة عريضة ترتسم على شفتي. شعرتُ بسعادة غامرة

كان الجو في أوائل سبتمبر باردًا بعض الشيء، لكنّ ذلك لم يؤثر على شعوري بالسعادة. هبت رياح باردة على وجهي، ولامست بشرتي، مما أثار شعورًا بالانتعاش والحيوية.

توقفت عند متجر قريب من المدرسة وأشتريت مظلة إضافية من أجل الحدث لذي سيحصل  اليوم.

ثم توجهت إلى المدرسة و بدأت أبحث عن قاعتي

تمتمت لنفسي 'الصف 1-أ... الصف 1-أ...'، حتى وجدت الفصل الدراسي الذي أبحث عنه. فتحت الباب دون تردد

عند سماع صوت صرير الباب الخشبي ودفعه، اتجهت كل أنظار الفصل نحوي.

من الأستاذ إلى الطلاب… كل واحد منهم ينظر إليّ بزوج من العيون.

ومن بينهم، رأيت البعض يحدقون بي بشفقة، وعدد قليل ينظر إلي بلا إهتمام.

و... من بين الأشخاص السابقين، كانت هناك فتاة
ذات شعر طويل، أسود، عيون بنفس اللون، أنف منحوت، وفك محدد.

ترتدي زيًا مدرسيًا يتكون من قميص أبيض مع ربطة عنق سوداء، وجاكيت أسود يحمل شارة المدرسة، وتنورة قصيرة.

طالبة نموذجي تجلس في المقعد الأمامي في الفصل الدراسي.

إسم الفتاة أكيكو هانازاوا، رئيسة الفصل الأول والبطلة الرئيسية في المانجا، وصديقة طفولة كازوما هاندا.

كان انطباعي عند رؤيتها "شخصية مثالية".

فقط ما هذا المظهر والجسم المثير!

بالكاد تمكنت من كبح رغبتي في القفز عليها ولمس الثدييها الكبيرين وعناق خصرها النحيف.

تجنبت النظر إليها.

ليس من السهل تجاهل أكيكو، التي كنت أتوق لرؤيتها، لكن... كان علي أن أتحمل ذلك من أجل المستقبل.

"تاكويا-كون، لقد أتيت اليوم." وافقتُ بشكلٍ تقريبي على كلمات الأستاذ كينجي واتجهتُ إلى المقعد الخلفي وجلست.

نظرت إلى الجانب ورأيت كازوما هاندا يركز على الفصل.أزعجني منظره، فصرفتُ نظري عنه ونظرتُ إلى ظهر أكيكو، مُستمتعًا بمشاهدتها من بعيد. بعد فترة طويلة، رنّ جرس نهاية الحصة.

نادى عليّ الأستاذ كينجي قبل مغادرة الفصل وطلب مني الحضور إلى مكتبه لاحقًا بعد انتهاء الدوام.

اقترب مني العديد من الطلاب، بعضهم عرفته من خلال ذكريات تاكويا، والبعض الآخر شخصياتٌ ظهرت في المانجا كأصدقاء لكازوما وأكيكو.

سألوني بحذرٍ وقلق إن كنتُ بخير.

وكما تتوقع من مراهقين يفتقرون إلى الخبرة في تقديم الدعم العاطفي في مثل هذه المواقف، ساد جوٌ من الحرج.

سحبت أكيكو كرسيها و وقفت وجاءت إلي.

"تاكويا-كون، سأذهب إلى الكافتيريا مع ريكا وكازوما. هل ترغب في الانضمام إلينا؟"

آه...كان صوتها عذبًا لدرجة كادت تُفقدني صوابي للحظة.

على عكس الطلاب الآخرين، لم تسألني إن كنتُ بخير، بل دعتني لتناول الطعام معًا.

شعرتُ بالحيرة في البداية من طلبها المفاجئ، لكن سرعان ما أدركتُ سبب تقديمه.

أكيكو، كما قرأتُ عنها، شخصيةٌ تتحلى بمسؤوليةٍ كبيرة.

وبما أنها رئيسة الفصل، تسعى دائمًا لمساعدة زملائها.

لذا، يمكن تفسير دعوتها كطريقتها الخاصة لتقديم الدعم لطالب لذي فقد عائلته (أي أنا) من خلال التقرب منه ومساعدته.

كنتُ على وشك الموافقة على طلبها، فمنذ أن سنحت لي هذه الفرصة الذهبية لتواصل معها، سيكون من الغباء إضاعتها.

لكن صوت خشن  قاطعني، مما جعلني ألتفتُ نحوه.

فعل الشيء نفسه الطلاب المحيطون بنا وأكيكو.

وقف مراهق ذو بنية عضليةٍ قوية، يمدد أطرافه وكأنه قد استيقظ للتو، بينما ينظر إليّ بابتسامة.

"يا رجل، أليس هذا تاكويا؟ لقد اشتقتُ إليك يا رفيقي هاهاها! لم أرك منذ العطلة!"

بالطبع، عرفتُ هذه الشخصية.ليس فقط من ذكريات تاكويا، بل كان في القصة، شخصيةَ متنمر يُسبب المشاكل ويُضايق البطل كازوما هاندا دائمًا، مما جعل أكيكو تكرهه وتعتبره شخصًا ميئوسًا منه.

كان أيضًا سببًا في سوء العلاقة بين تاكويا وأكيكو.

فبسبب كون المتنمر (شينجي كاتو ) وتاكويا صديقين مقربين، لم تكن أكيكو تنظر إلى تاكويا نظرة إيجابية كونه صديقًا لشخص كهذا.

وقف شينجي واقترب مني، بينما ابتعد الطلاب المحيطون بنا وازداد شحوب وجه كازوما الجالس بجانبي.

لكن أكيكو ظلت في مكانها ونظرت إلى شينجي باشمئزاز.

"أنا جائع، دعنا نذهب إلى الكافتيريا ونأكل، الحساب عليّ!"

تجاهلتُ كلمات شينجي، فمنذ أن أصبحتُ تاكويا، قررتُ قطع علاقتي بهذا الزميل، فهو عائقٌ أمام تحقيق هدفي.

أعدتُ تركيزي على أكيكو بينما كنتُ أقف من على الكرسي، متجاهلًا شينجي، وقلتُ: "بالتأكيد، دعِينا نذهب معًا."

لابد أنها اعتقدت أني سأقبل دعوة شينجي بدلا منها.

كان تعبير المفاجأة لذي يعلو وجه أكيكو للحظة، محبّباً بشكل لا يوصف.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن