الفصل الدراسي الأول (3)

479 5 0
                                    

اقتربتُ من أكيكو، التي عادت إلى تعبيرها المعتاد، وسألتُها: "هل نذهب؟"

أومأت أكيكو برأسها والتفتت نحو كازوما الذي كان لا يزال جالسًا على كرسيه. "كازوما-كن، هل أنت قادم؟"

"أه... نعم، أنا قادم." جاء ردٌّ سريعٌ من كازوما الذي كان يراقبنا بصمت.

في تلك اللحظة، اقتربَتْ منا فتاة خجولة ذات شعر وردي قصير وعيون كبيرة بنفس اللون.

كانت تقف مع المجموعة التي تراجعتْ بعيدًا عني خوفًا من شينجي. قامتْ الفتاة بإمساك يد أكيكو بشكلٍ وثيق.

اسم الفتاة هو ريكا يوكيمورا، وهي بطلةٌ ثانويةٌ وصديقة مقرّبة من أكيكو.

لقد  قصف قلبي بقوة عندما رأيتها لأول مرة، لكنّ الأمر لم يكن بنفس قدر الإثارة التي شعرتُ بها عند رؤية أكيكو.

على أيّ حال، كنا نحن الأربعة على وشك التوجه إلى الكافتيريا، لكنّ يد قوية تضغط على كتفي منعتنِ من التقدم.

التفتُّ ووجدتُ شينجي ينظر إليّ بشدةٍ بينما يضغط على أسنانه مُحاولًا كبت غضبه.

أخيرًا، لقد كنت قد بدأت أتساءل عن ملذّي يؤخره.

هل كان الأمر صادمًا له كونَ حقيبة نقود الخاص به (أي أنا) والتي تعتبره أقرب أصدقائها تجاهلته كما لو لم يكن موجودًا، مما جعله غير قادر على معالجة ما يحصل؟

شينجي كاتو الذي أعرفه لن يسمح أن يُعامل هكذا من قبل أي أحد، خاصةً أمام هذا العدد الكبير من زملائه، فشيء كهذا سيجرح كبريائه ويثير غضبه، مما يجعله يلجأ إلى العنف في النهاية.

"يا ابن العاهرة! فقط لأني متساهل وأتسكع معك أصبحت تعتقد أني مزحة؟"

لم أُجبْ على سؤاله، بل حدّقتُ بنظره مباشرةً دون خوف. وأمسكتُ بيده التي تضغط عليّ وأبعدتها عني دون عناء.

منذ أن أصبحتُ تاكويا لاحظتُ أن قدراتي البدنية أعلى من المتوسط. لم يكن تاكويا سابقًا بهذه القدرة، وهذا جعل أمامي تفسيرًا واحدًا وهو أني حصلتُ على نوع من صلاحية بعد تهجير، تتمثل في تعزيز القوة.

لقد كنتُ سعيدًا في البداية لأنّ هذا سيساعدني في تحقيق حلم الحريم، أعني أي نوع من الأشخاص يريد بناء حريم مع قدرة تحمل ضعيف؟

أما الآن فأجد نفسي شاكرًا، فبفضل قدرتي البدنية المعزّزة أمكنني أن أقف أمام هذا المراهق ضخم الجثة.

تفاجأ شينجي من القوة التي شعر بها إزاء إبعادي يده عن كتفي، لكنّ ذلك كان للحظة. سرعان ما ازداد غضبه، وظهرتْ عروقٌ حمراءُ على وجهه. كان على وشك الاندفاع نحوي، لكنّ أكيكو وقفتْ أمامه بحزم.

"شينجي-كن، كفى! لا تُسبب المزيد من المشاكل. لديك بالفعل عدة تحذيرات. إذا لم ترغب في أن تنتهي حياتك المدرسية بسبب العنف، فأنصحك بالتراجع."

عضّ شينجي شفتيه بغضب، لكنّه لم يُجادل أكثر.

ابتعد عنّا ببطءٍ، ولم ينسى أن يلقي عدة شتائم علي و على أكيكو قبل أن يغادر الفصل ويديه في جيوبه.

عند سماعه يصف زوجتي المستقبلية بالعاهرة، بالكاد استطعت التحمل. أردت حقاً نزع ذاك اللسان.

لكن للأسف، أكيكو تحتقر الأشخاص العنيفين. وبما أنّني أسعى لكسب قلبها، عليّ بذل جهدي في تشكيل نفسي كي أكون رجلها المثالي!

وأيضًا لدى شينجي دور مهم ليلعبه في المستقبل

حيث سيحاول الانتقام من أكيكو بتحرش بها مع أصدقائه بعد أن أبلغت أكيكو أحد المعلمين عن قيامه هو ومجموعة من طلاب الصف الثالث الأكبر بالتدخين والتنمر على عدة طلاب من بينهم كازوما، ممّا تسبّب في نداء أولياء أمورهم وتعليق دراستهم لفترة.

لكن كازوما الذي كان مع أكيكو دافع عنها حتى النهاية  واستمر في الصراخ بصوت عالٍ من أجل المساعدة حتى جاءهم أشخاص مارّون في الشارع وساعدوه، ممّا دفع شينجي وجماعته للهرب.

بعد هذا الحادث، تعمّقت العلاقة بين الاثنين وأصبحت أكيكو تحمل مشاعر رومانسية نحو كازوما. وبطبيعة الحال، تعرّض الحمقى المتحرشون لطرد بعدها.

بالتأكيد، عندما تحين الفرصة، أخطط لأكون الأمير على الحصان الأبيض وسأستبدل كازوما بنفسي.

كما أنّها ستكون فرصة لضرب شينجي بطريقة مشروعة دون أن أهدد بجعل أكيكو تكرهني.

سيكون هذا ضرب عصفورين بحجر واحد!

"دعنا نذهب تاكويا-كن."

أعادني صوت أكيكو العذب من عالم الأحلام حيث كنت أرسم المستقبل المشرق الذي ينتظرنا.

تفرّق الطلاب إلى مجموعات بينما بقي البعض في الفصل.

تبعْتُ أكيكو و ريكا و كازوما حيث مشينا نحن الأربعة باتجاه الكافتيريا.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن