الفصل الدراسي الأول (9)

108 4 0
                                    

كان تاكويا جالسًا على إحدى المقاعد أمام مكتب الإدارة بعد ضربه لكوتشي. تدخل الأستاذ كينجي والأستاذة كيوكو وأبعداه عنه، وذاك من حسن الحظ، لأنه في تلك اللحظة قد فقد عقله حرفيًا.

لطالما كانت مشاعر تاكويا الأصلي تسبب له الإزعاج والاكتئاب، وكان من الصعب تحكم بها منذ أن ورث كل ذكرياته، سواء السعيدة منها أو الحزينة.

كان يعلم أن هذه المشاعر المتمثل في الفقدان والألم ليست ملكه، وأنه لا يجب أن يسمح لنفسه بالانغماس فيها، لذلك كان يقمعها طوال الوقت.

وكانت الأمور تسير بشكل جيد، لكن في اللحظة التي سمع فيها كوتشي يتحدث عن موتهم كما لو كان شيئًا جيدًا ومحظوظًا ويستحق التهنئة، فقد السيطرة على مشاعره وشعر بغضب عارم يتصاعد داخله ويلتهم عقله ويخيم على حكمه.

هذا الأمر أدى إلى ما حدث وللأسف حصل أمام بطلتين لديهما ماضٍ مرير يجعلهما تكرهان العنف والأشخاص الذين يلجؤون إليه.

تمتم تاكويا مع نفسه، "كدت أن أفسد كل شيء".

لكن لحسن الحظ، عندما استجوبته الأستاذة كيوكو عن سبب تصرفه وما يحدث هنا، تدخل كازوما ودافع عنه، وأخبرها بالكلمات التي وجهها كوتشي له، وسرد عليها كل ما حصل من البداية.

تدخل شينجي بطبيعة الحال محاولًا الدفاع عن نفسه بإلقاء اللوم على المجموعة وكوتشي، مدعيًا أنه لا علاقة له بالأمر.

وبعض الطلاب الآخرين، من بينهم دايسكي، لم يسكتوا على ذلك، وكان بالإمكان سماع صوت كوتشي في الخلفية يلعن من الألم وينادي على تاكويا بكل لعن.

لكن ذلك لم يدم طويلًا، حيث أخذه الأستاذ كينجي، الذي كان ينظر إليه بغضب طفيف، وأخبر زميلته لتي كانت تستجوب طلاب:

"الأستاذة كيوكو، سأهتم بكوتشي وأوصله إلى غرفة التمريض. يجب أن تتصلي بأولياء الأمور وتدبري الأمر هنا. سأنضم إليك لاحقًا."

"فهمت، سأعتني بذلك. أراك لاحقًا."

بعد ذهابه، أخذتهم الأستاذة كيوكو إلى مكتب الإدارة. وفي الطريق، اقتربت أكيكو من تاكويا وسألته:

"هل أنت بخير؟"

تفاجأ تاكويا حينها للحظة، لأنه اعتقد أنها قد تتغير معاملتها له بعد رؤيتها لما حصل. لكن يبدو أنها وجدت أن ما فعله كان معقولًا وليس خطأه، حيث كان الجانب الآخر هو من سخر من عائلته المتوفاة واعتبر ما حصل لها شيئًا محظوظًا.

"نعم، أنا بخير الآن. شكرًا لك على إحضار المعلمين."

ردت أكيكو، "لا داعي للشكر، فهذا مسؤوليتي. وعلى العكس، فأنا شاكرة وسعيدة لأنك تذكرت عرضي بالمساعدة بخصوص شينجي وطلبة المساعدة."

حك تاكويا شعره من الخلف كما لو كان يشعر بالحرج، ووجه نظره إلى الجانب حيث كانت تسير ريكا وكازوما. وعندما التقت أعينهم، سألت ريكا بتردد إذا كان بخير، ورد أنه كذلك. وتدخل كازوما وشكره على الدفاع عنه حينها.

رد تاكويا، "لا حاجة لذلك، فهذا ما يفعله الأصدقاء، أليس كذلك؟ كما أنك دافعت عني أيضًا أمام الأستاذة كيوكو."

كان تاكويا يشعر بالخجل من الخط المبتذل الذي خرج من فمه الآن، لكنه لم يظهر ذلك.

أما كازوما، الذي كان جاهلًا عن مشاعره، ابتسم على كلماته، ويبدو أنه تأثر بصدق. وبجانبه، ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه ريكا وأكيكو.

التفت تاكويا إلى أكيكو وسألها، "بالمناسبة، كيف عرفتم مكاننا؟"

ردت أكيكو، "لم نكن متأكدين أيضًا. هناك عدة أماكن تتجمع فيها تلك المجموعة، وبعد أن جاءتني ريكا راكضة بعد عودتي من الحمام، ذهبنا للبحث عن أستاذ ليساعدنا. ولحسن الحظ، صادفنا الأستاذ كينجي والأستاذة كيوكو في الممر. وحين أخبرناهم، اقترح الأستاذ كينجي أن نذهب إلى الزاوية الخلفية للمبنى، حيث سمع عمال النظافة يشكون دائمًا من وجود الكثير من علب السجائر والقمامة الأخرى مرمية هناك. ومع أنهم يستمرون في التنظيف، إلا أن المزيد يظهر في اليوم التالي. لذا، ومع عدم وجود مكان مؤكد نذهب إليه، اتبعنا اقتراح الأستاذ كينجي."

عند سماع كلمات أكيكو، أصبحت وجوه المجموعة التي كانت بجانبهم أيضًا، والتي تتبع الأستاذة كيوكو، مليئة بالانزعاج وهم ينظرون إلى أكيكو وريكا، وخاصة شينجي، الذي رمق أكيكو بتعبير ملتوي.

عند هذه النظرات، لم يكن هناك أي خوف في تعبير أكيكو، ونظرت إليهم بلا مبالاة، عكس ريكا التي اختبأت خلف أكيكو وتاكويا.

عندما وصلوا إلى مكتب الإدارة، اتصلت الأستاذة كيوكو على أولياء الأمور وطلبت من ريكا وأكيكو وكازوما العودة إلى فصلهم بعد الاستماع إلى جانبهم من القصة مرة أخرى.

كان هناك تردد في تركهم لتاكويا خلفهم، وبدا أنهم قلقون، لكنهم استمعوا لكلماتها.

أشارت ريكا قبل مغادرتها إلى تاكويا وهي تقبض يديها وتطلق تشجيعًا خجولًا وتقول، "كن قويًا!"

بعد ذلك، جاء أولياء الأمور وأصبح الصوت صاخبًا في مكتب الإدارة، وعاد الأستاذ كينجي وحده، حيث ترك كوتشي في غرفة التمريض وانضم للأستاذة كيوكو والآخرين في التحدث مع آباء الطلاب.

أما تاكويا، فبقي جالسًا ينتظر خارج مكتب الإدارة إلى أن غادر كل أولياء الأمور، وكان هناك من يرمقه بينهم بنظرات الانزعاج أثناء مغادرته مع ابنه.

لم يستطع تاكويا فهم هذا النوع من الأشخاص ووجد محاولة فهم أو الانخراط معهم أمرًا لا جدوى منه، لذا تجاهلهم.

خرجة الأستاذة كيوكو وهي تتنهد، وتبعها الأستاذ كينجي الذي كان يحمل ملفًا مغلفًا واستأذن قبل المغادرة قائلا  "المدير طلب مقابلتي، سأذهب الآن."

ألقى الأستاذ كينجي نظرة على تاكويا قبل أن يغادر، واحنى رأسه قليلًا واعتذر عن سلوك ابنه والكلمات التي قالها في حق عائلته. ثم ذهب إلى مكتب المدير.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن