الفصل الدراسي الأول (4)

375 3 3
                                    

داخل الكافتيريا، جلسنا نحن الأربعة: أنا وكازوما متقابلين مع أكيكو وريكا.

تناولنا الطعام في صمت محرج. بين الحينة والأخرى، كانت ريكا وكازوما يلقيان عليّ نظرات فضولية، بينما تظاهرتُ بعدم ملاحظتهما وركزتُ على إنهاء طعامي.

كنتُ جائِعًا بالفعل، حيث لم أتناول أيّ شيء منذ الصباح.

أما أكيكو، التي دعتني للانضمام إليهم، فكانت تتناول طعامها بهدوء. بدا واضحًا أنّ الجو المحرج لا يؤثر عليها.

كنتُ أرغب بشدة في بدء محادثة معها لكسر حاجز الصمت، لكنّ عليّ التحلي بالصبر وعدم نسيان الدور الذي ألعبه حاليًا.

تاكويا،  طالب لذي خسر عائلته ، بعدها  فقد بريقه وتحوّل من شخصية مرحة تُحبّ المزاح إلى شخصية كئيبة.

هذا هو السبب وراء تقرّب أكيكو مني. مادمتُ أحافظ على إسلوبي الكئيب وألعب على عاطفتها، ستستمرّ بإبقائي بجانبها لدعمي.

سيُتيح لي ذلك العديد من الفرص للتقرّب منها أكثر وتحويل تلك العاطفة إلى مشاعر رومانسية!

فجأة، أطلقت ريكا صيحة خافتة مصحوبة بنظرة ارتباك موجهة نحو أكيكو، مما جعلني أنا وكازوما نلتفت إليها بحيرة.

أمالت أكيكو رئسها ونظرت إلى ريكا ببرائة "مالخطب؟"

وتدخل كازوما"ريكا هل أنت بخير؟"

رفعت ريكا يدها لتي كانت تتحسس خصرها بينما التفتت نحو كازوما، ثم لوّحت يديها أمامه في حرج

"لا شيء على الإطلاق! ظننتُ فقط أنني رأيت صرصورًا ضخمًا تحت الطاولة!، لذا تفاجأتُ قليلًا..."

كرر كازوما كلمة "صرصور ضخم" ثم انحنى لينظر تحت الطاولة، قائلاً: "لم أرَ أي شيء."

نظرت ريكا إلى أكيكو ثم أومأت برأسها كما لو كانت قد أدركة شيئًا ما، ثم وجهت نظرها إليّ وقالت بصوت خافت بالكاد يُسمع: "ت...تاكويا... كيف حالك بعد العطلة؟"

اكتفيت بكلمة واحدة كإجابة: "أنا بخير."

لكن أي أحد يعرف شخصية تاكويا سيدرك أن هذه كذبة من رؤية وجهي الخالي من التعبير.

وهذا ما أريد أن أظهره لعزيزتي أكيكو بتحديد.

أخفضت ريكا عينيها وانحنى كتفاها قليلاً، "أفهم..."

لكن لو استمريت بهذا السلوك الكئيب، فسأضمن تعاطفهم بالتأكيد، لكن لن يكون هناك أي تطور حقيقي في علاقتنا بسبب الأجواء المحرجة.

ولتحقيق ذلك، عليّ تغيير بعض الإعدادات.

سأبقي على سلوكي الكئيب، لكن في نفس الوقت سأضيف إعدادًا جديدًا: تاكويا مع أنه يعاني، يهتم براحة من حوله ويضعها فوق راحته.شخصية تتظاهر أنها بخير بينما تعاني في الداخل.

بعد أن توصلت إلى هذه النتيجة، حان وقت التخلص من هذا الجو المحرج.

ارتديت زي شخصيتي الجديدة وابتسمت ابتسامة تبدو مجبرة لأي أحد، وقلت لريكا، التي كانت ما تزال تبدو خجولة ومتوترة:

"أعتذر إذا كنت قد سببت لك القلق. أقدّر اهتمامك ريكا.و...ليس هناك داعي لأن تكونوا حذرين معي ،أنا بخير حقا"

رفعت ريكا عينيها ببطء ونظرت إليّ، ثم أومأت برأسها بخجل. "لا مشكلة... أنا فقط... أردت التأكد أنك بخير."

وضعت أكيكو صحنها جانبًا بعد أن إنتهت منه وقالت بنبرة هادئة: "تاكويا-كن، إذا لم تمانع، أريد أن أسألك بخصوص ما حصل سابقًا."

"هل تقصدين شينجي؟"

"نعم، هل تشاجرتم؟ لقد كنتم مقربين، لذا كان الأمر مفاجئًا نوعًا ما..."

كان صوت أكيكو هادئًا وهي تتحدث عن شينجي، ولكنه احتوى على إستياء خفيف يوضح مشاعرها السلبية نحوه.

فكرتُ في كيفية الإجابة على سؤالها، وقررت أن أعطي إجابة غامضة. "يمكنك القول أن شيئًا كهذا حدث..."

لم تتعمق أكيكو أكثر أو تسأل عن تفاصيل، بل اكتفت بالإيماء وقالت: "أرى... إذا أزعجك شينجي أو تسبب لك في أي مشاكل في المستقبل، أعلمني."

ارتسمت على وجه أكيكو ابتسامة خفيفة، وأكملت قائلة: "سأتأكد من مساعدتك، فهذا واجبي كرئيسة للفصل وصديقة."

عند رؤية ابتسامتها، قصف قلبي كما لو كان على وشك الإنفجار! وكنت سعيدًا لأنها استخدمت كلمة "صديق" بدلاً من "زميل"، مع أني أعرف أنها على الأرجح قالت ذلك من باب المجاملة.

لكن لايزال أكيكو نادتني بصديق!

تدخل كازوما، "نعم، تاكويا! ،لا تتردد في طلب المساعدة في أي وقت."

أومأت ريكا برأسها بسرعة، كان وجهها أحمر قليلاً، و قالت بصوت خافت، "ن...نعم، تاكويا. نحن أصدقاؤك. إذا كنت بحاجة إلى شيء، فقط أخبرنا!."

شعرت برغب كبير في ضغط على خدود ريكا التي كانت تبدو في غاية اللطافة والبراءة وهي تتحدث، لكن بسبب وجود البطلة الرئيسية بالكاد إنتبهة لها.

لايمكنني إلا أن أشعر بالقلق إذا كنت سأكون قادرا على تقسيم الحب بالتساوي بينهم، لكن سرعان مارفضت هذا القلق وتعهدة بتركيز على ريكا بنفس القدر في المستقبل.

أخفضت رئسي قليلا وقلت بصوت ضعيف

"شكرا.."

مظهرا أن دعمهم أثر في بصدق.

ردا على ذالك إبتسمت لي أكيكو مجددا.

شعرت أنني قد قطعت شوطًا كبيرًا في تغيير الجو المحرج. كانت هذه الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قوية معهم.

إغواء البطلاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن